أكد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز استعداد جبهة البوليزاريو لتلبية دعوة الأمين العام الأممي بان كي مون، التي دعا من خلالها إلى مفاوضات جادة خلال الأشهر القادمة، تسمح بالتوصل إلى حل يمكّن شعب الصحراء الغربية من تقرير مصيره. واعتبر الرئيس الصحراوي هذه الدعوة الأممية بمثابة "بطاقة حمراء" في وجه الاحتلال المغربي، الذي يستعد ملكه محمد السادس لزيارة الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، بمناسبة الذكرى الأربعين لانتهاك المملكة المغربية القرارات الشرعية الدولية بغزوها الصحراء الغربية. وقال الرئيس عبد العزيز إن تصريح بان كي مون يفنّد "بشكل قاطع، كل المزاعم والمغالطات التي تروّج لها المملكة المغربية، كما أنه يقبر نهائيا ما يسمى بمشروع الحكم الذاتي، لتناقضه الكامل مع أبسط مقتضيات الشرعية الدولية، ولا يوفر أي قاعدة لاستئناف المفاوضات". وهو ما جعله يؤكد أن رسالة مون "واضحة باتجاه المملكة المغربية، التي ما انفكت تعرقل جهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي كريستوفر روس، بالمماطلة والمراوغة والاستخفاف". وبعدما وصف تصريح بان كي مون بأنه "سابقة من نوعها" في الملف الصحراوي، أكد الأمين العام لجبهة البوليزاريو على المنطلقات التاريخية والقانونية التي تؤطر هذه القضية؛ "كون الصحراء الغربية ليست أرضا مغربية، وأن وضعها النهائي لازال مرتبطا بتصفية الاستعمار عن طريق تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال". وكان الأمين العام الأممي وفي خرجة غير مسبوقة، دعا إلى مفاوضات جادة بين جبهة البوليزاريو والمغرب خلال الأشهر القادمة، تسمح بالتوصل إلى حل يمكّن شعب الصحراء الغربية من تقرير المصير، وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية. ودعا بان كي مون، مساء الأربعاء بمقر الأممالمتحدة، "كل الأطراف المعنية في المنطقة وفي المجتمع الدولي، إلى استغلال الجهود المكثفة التي يقوم بها المبعوث الشخصي كريستوفر روس، لتسهيل إطلاق مفاوضات حقيقية خلال الأشهر المقبلة". وأضاف: "لقد قام مبعوثي الخاص كريستوفر روس تحت إشرافي، بجهود مكثفة من أجل تسهيل دخول طرفي النزاع الصحراوي في مفاوضات بدون شروط مسبقة وبحسن نية، قصد التوصل إلى حل سياسي يقبله الطرفان، ويمكّن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره". وأكد الرقم الأول الأممي أنه بعد أربعة عقود كاملة أصبح الوضع في الصحراء الغربية مقلقا جدا، معربا عن أمله في إحداث تقدم باتجاه تسوية هذه القضية قبل انتهاء عهدته نهاية العام القادم. وهو ما يفسر عزمه زيارة المنطقة قبل نهاية العام الجاري للوقوف بنفسه على حقيقة صراع مصنف لدى الأممالمتحدة في خانة القضايا الذي لاتزال تنتظر تصفية الاستعمار. ويعكف الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس الذي يتولى منذ 2009 مهمة المبعوث الخاص للصحراء الغربية، على القيام بجهود حثيثة؛ من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع؛ حيث قام مؤخرا بزيارة إلى المنطقة بهدف التحضير لجولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع قبل عرض تقريره أمام مجلس الأمن الدولي في أفريل 2016، وتقديم تصوره لحل هذا النزاع. غير أن الطرف المغربي قابل جهود روس بمزيد من التعنت من خلال الاستمرار في وضع العراقيل أمام مساعيه، التي بلغت حد اتهام الرباط روس بالانحياز بعد أن قدم تقريرا عام 201، أكد من خلاله على "خروقات اقترفها المغرب في حق بعثة الأممالمتحدة المعنية بتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو". وبعد تجديد الثقة فيه من قبل الأممالمتحدة، واصل روس جهوده من أجل تحديد موعد لإجراء استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي بناء على القرارات الدولية التي أُنشئت بعثة "مينورسو" بموجبها. من جهة أخرى، دعت عدة منظمات حقوقية السلطات المغربية إلى الإفراج عن 21 مواطنا صحراويا تم اعتقالهم تعسفيا قبل خمس سنوات؛ على خلفية أحداث مخيم "أكديم إزيك" بالعيون عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، أو على الأقل تمكينهم من محاكمة عادلة أمام محكمة مدنية، وكذا فتح تحقيق في مزاعم التعذيب الذي تعرّضوا له. ووجهت الدعوة كل من منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية و«منظمة العفو الدولية" و«حركة المسيحيين من أجل إلغاء التعذيب" و«الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".