دعا المختصون المشاركون في الملتقى الدولي الثاني حول "جراحة المسالك البولية عند الأطفال" الذي نظمته المؤسسة الاستشفائية المتخصصة "الأم والطفل" بالعلمة والجمعية الوطنية لجراحة الأطفال، بالتنسيق مع جامعة "فرحات عباس" بسطيف، الأولياء إلى التصريح بتشوهات أبنائهم الجنسية، خاصة تلك المتعلقة بتحديد جنس المولود، وهو اللقاء الذي حضره أساتذة من تركيا، فرنسا وتونس، إلى جانب مختصين ومتربصين وطلبة جامعيين من مختلف ولايات الوطن. أكد البروفيسور زين الدين صواليلي، رئيس مصلحة جراحة الأطفال بمستشفى الأم والطفل ب«الباز"، أن تخصيص هذا الموضوع للدراسة في ملتقى دولي جاء نتيجة المشكل العويص الذي لطالما أرق الأولياء والمختصين والقانونيين، لأنه يتعلق بتحديد جنس المولود، لذلك وجب جمع المختصين على مستوى دول الجوار من أجل معرفة ما توصل إليه العلم في هذا المجال، مضيفا أن الهدف من الملتقى يكمن في خلق نواة وطنية بكل مستشفيات الأم والطفل عبر الوطن، من أجل التكفل بالأطفال المصابين بهده العاهة، الطفل الذي يعاني من جنس غير محدد من خلال المظهر. أما عن عدد الحالات بسطيف، فقد أكد البروفيسور "صواليلي" أنه تم تسجيل 10 حالات في 13.500 حالة ولادة بمستشفى الأم والطفل "الباز" فقط، وأنه تم التكفل بهذه الحالات من خلال إجراء عمليات جراحية كانت ناجحة 100 %، فيما أكد البروفيسور "عاشوري" أنه في كل 1000 حالة ولادة يتم تسجيل حالة واحدة في الجزائر، وأنه في كل 100 ألف حالة، هناك حالة مرضية حقيقية وطنيا، وأكد أن أهم مشكل يواجه المختصين هو صعوبة تحديد جنس المولود عند الولادة وأنه لا يمكن الفصل في بعض الحالات التي تتطلب بعض الأيام وبعض التحاليل للخروج بنتيجة مؤكدة، خاصة أن الهدف من هذا الملتقى هو خلق مصلحة خاصة بهذه الحالات المستعصية التي تتطلب طاقما طبيا يتكون في العديد من الاختصاصات التي من شأنها التكفل الأمثل بهذه الحالات. من جهة أخرى، أكدت البروفيسور سهام توابتي رئيسة مصلحة جراحة الأطفال بمستشفى الأم والطفل بالعلمة، أن معاناة الأولياء جراء هذه التشوهات الخلقية التي تصيب أبنائهم منذ الولادة، هي التي جعلت المختصين يطرحون هذه الإشكالية في ملتقى دولي بحضور مختصين في المجال من دول رائدة في المجال، خاصة أن هذا الموضوع يعد من "الطابوهات" في المجتمع، ودفعت في العديد من المرات ببعض المصابين بالانتحار جراء عدم تحديد جنسهم، وقد وجهت البروفيسور "توابتي" نداءا لكل الأولياء بضرورة التوجه إلى مصالح جراحة الأطفال في المستشفيات الجزائرية، خاصة مستشفى سطيف عند اكتشاف التشوه لدى المولود، هذا ما سيسمح للمختصين والجراحين بتكفل أمثل بالأطفال وتكون العمليات ناجحة 100% ومجانية لكل المصابين بهذه التشوهات، خاصة أن تكاليف هذه العمليات باهظة خارج الوطن. وقد خلص الملتقى بتوصيات هامة تصب في مجملها بضرورة تطوير تقنيات العلاج والتكفل الأمثل والأنجع بالحالات المسجلة على مستوى كل التراب الوطني، خاصة من الجانب النفسي الذي غالبا ما تسجل صعوبة في التكفل به سواء بالنسبة للمصابين أو أوليائهم.