أعرب وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد لعمامرة عن عزم جزائر للدفع بالعلاقات الجزائرية الإماراتية خاصة في مجالات الاستثمار والشراكة وفي مختلف القطاعات الاقتصادية والعلمية والثقافية. وأعرب السيد لعمامرة في كلمة ألقاها بمناسبة ترؤسه أشغال الدورة ال13 للجنة الجزائرية - الإماراتية، إلى جانب نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أول أمس عن ارتياحه لجودة العلاقات السياسية التي تربط البلدين وحرص الجزائر على الرقي بها إلى مستوى طموحات وإرادة قيادتي البلدين. وأوضح بيان لوزارة الخارجية أن وزير الخارجية الإماراتي أشاد من جانبه بأواصر الأخوة التي تربط الجزائر والإمارات وعزم بلاده على تعزيز الشراكة والتعاون بين البلدين وتشجيع الاستثمارات الإماراتية في الجزائر، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن تتولى هذه الدورة تقييم التعاون الثنائي وما تم تحقيقه من إنجازات منذ الدورة الأخيرة المنعقدة بالجزائر في ماي 2014، ومن المرتقب كذلك أن تتوج بتوصيات وقرارات من شأنها إعطاء نقلة نوعية للعلاقات الثنائية. وأجرى السيد لعمامرة خلال تواجده بأبو ظبي محادثات ثنائية معمقة مع نظيره الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، تم خلالها تناول العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية. حيث استعرضا بإسهاب الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، معربين عن قلقهما البالغ أمام انسداد آفاق الحل بسبب تعنت الاحتلال الإسرائيلي والاستمرار في سياساته العدوانية. كما تناولا أيضا الأوضاع في ليبيا وسوريا، مؤكدين على خطورة الأوضاع في ظل تصاعد التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجه بعض دول المنطقة، مؤكدين في الوقت ذاته على أهمية إرساء الحوار لتسوية النزاعات بالطرق السلمية وتكثيف التشاور والتنسيق بينهما إزاء مختلف القضايا العربية الراهنة من أجل وحدة الصف وإعادة التضامن العربي بشكل يسمح بالتعامل بحكمة وبمسؤولية مع الأزمات والتهديدات التي تواجه العالم العربي وتعزيز جهوده في مكافحة الإرهاب. كما تبادل الوزيران وجهات النظر حول التطورات الراهنة على الساحة الدولية خاصة الاقتصادية منها وأوضاع سوق النفط الدولية. وعلى المستوى الثنائي، أعرب الطرفان عن اعتزازهما بالروابط الوثيقة والمتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين وحرص قيادتهما على المضي قدما في ترقية التعاون الثنائي وتوسيع مجالاته إلى آفاق أرحب تمكن من الاستغلال الأمثل لفرص الشراكة والإستثمار المتاحة لتعزيز مسار التنمية في كلا البلدين. كما أعرب الوزيران عن ارتياحهما لوتيرة التعاون الثنائي والجهود المبذولة لمتابعة تنفيذ توصيات وقرارات اللجنة المشتركة المنعقدة بالجزائر يوم 7 ماي 2015 من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين. واختتمت أمس أشغال هذه الدورة بالتوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون الثنائي في المجال التجاري والثقافي والديني، حيث تم التأكيد على الإرادة المشتركة لزيادة حجم المبادلات التجارية وعلى أهمية دور القطاع الخاص في تنمية التعاون الاقتصادي واستكشاف فرص ومجالات جديدة للاستثمار. كما وقع الجانبان على البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي للفترة 2015-2017، فضلا عن مذكرة تفاهم من شأنها فتح آفاق التعاون في مجال الشؤون الدينية والأوقاف فيما يتعلق بتكوين الأئمة وتبادل التجارب والخبرات. ويواصل السيد لعمامرة مشاركته اليوم في الدورة السادسة لمنتدى "سير بني ياس" الدولي الذي يجمع سنويا مجموعة من الشخصيات الدولية البارزة وكبار المسؤولين والمثقفين لمناقشة العديد من المسائل الاستراتيجية السياسية والأمنية والاقتصادية على الصعيدين الإقليمي والدولي في ضوء الأوضاع المتدهورة في عدة بؤر توتر في المنطقة والعالم، وذلك في إطار غير رسمي.