كشف البروفيسور، نور الدين مليكشي، أن 1.3 مليار نسمة لا يستفيدون من الضوء خلال الليل، عبر مختلف أنحاء العالم، معتبرا أن ذلك يشكل عائقا للتنمية لدى هذه المجتمعات الفقيرة، ويؤثر سلبا على التحصيل العلمي لدى الأطفال، وبالتالي على مستقبلهم العلمي. وأضاف المتحدث أن الدول الفقيرة تنعم بالضوء الرباني خلال فترة النهار، خاصة في الدول الإفريقية التي تعد من بين أهم المناطق التي تستقبل الطاقة الشمسية، في حين تكاد تنعدم فيها مصادر الضوء خلال الليل، عكس الدول المتطورة، وهو الأمر الذي توضحه جليا صور الأقمار الاصطناعية. وتحدث مليكشي، الذي نزل أمس ضيفا، على جامعة قسنطينة، عن تجربته العلمية وكفاحه، حتى وصل إلى هذه الدرجة، داعيا الطلبة والباحثين، إلى التحلي بالثقة في النفس والمثابرة على العمل الذي اعتبره أساس نجاح أي فرد، مضيفا أن الطالب والباحث مطالبان بتحديد الهدف وتسطير إستراتيجية لتحقيق هذا الهدف وفق منهجية علمية، كما دعا السلطات إلى مزيد من الاهتمام بالأبحاث العلمية والتركيز على التكوين الجيد للموارد البشرية. وتحدث أستاذ جامعة ديلاور بالولايات المتحدةالأمريكية، في رده على سؤال ل«المساء"، عن دور العلماء الجزائريين بأمريكا في توطيد العلاقة مع نظرائهم بالجزائر وبعث جسور التعاون في شتى الميادين. وتحدث المحاضر عن تأسيس المؤسسة العلمية الثقافية والتربوية المشكلة من حوالي 20 عالما وباحثا جزائريا يعيشون بالولايات المتحدة، مؤكدا أن فكرة هذه المؤسسة ظهرت سنة 2010 وكان صاحبها العالم الجزائري إلياس زرهوني، وهي تسعى دوما لمد جسور التواصل مع الجامعات ومؤسسات البحث الجزائرية. ونشط العالم، نور الدين مليكشي، مؤسس مركز البصريات التطبيقية لعلوم الفضاء بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، صباح أمس، محاضرة بقاعة المحاضرات الكبرى، محمد الصديق بن يحيى بجامعة قسنطينة 1، تطرق فيها إلى أهمية الضوء في المجالات العلمية الحديثة لدى الدول المتقدمة. وتطرق المحاضر في الندوة العلمية التي عرفت حضور أساتذة وطلبة في الاختصاص إلى دراستين يعمل عليهما في الوقت الحالي، تتعلق الأولى بالضوء وعلاقته بالمجال الطبي، أين يتم تطوير أساليب فحص جديدة للكشف عن السرطان في مرحلة جد مبكرة وبطرق بسيطة وغير مكلفة، تنطلق من تحاليل الدم أو اللعاب، للكشف عن سلاسل بين جزيئات الأجسام المضادة ومولدات الضد والجزئيات المسببة للسرطان، مبينا أن هذه الطريق هي أحدث الطرق لاكتشاف المرض قبل تطوره، وقال إن مرض السرطان يقتل حوالي 7.6 مليون نسمة في العالم سنويا، حيث ينتشر سرطان البروستات بشكل كبير عند الرجال وسرطان الثدي عند النساء. أما الجانب الثاني الذي يعمل عليه البروفيسور مليكشي، هو أهمية الضوء في تطوير أبحاث الفضاء، حيث كان من بين الطاقم المشرف على إرسال الرجل الآلي " فضول" إلى المريخ، بتاريخ 6 أوت 2012، في الرحلة التي كانت على متن المكوك الفضائي أطلنطس، حيث تطرق المحاضر إلى عدة جوانب من هذه الرحلة وقدم بعض التفاصيل التقنية، مشيرا إلى أنه يقوم مع الطاقم العلمي الذي يعمل معه، بتحليل المعطيات التي يرسلها الرجل الآلي "فضول"، قصد التعرف على عناصر الحياة على هذا الكوكب، قبل تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع في آفاق سنة 2020 والذي سيركز على دراسة إمكانية الحياة في المريخ. وتخلل المحاضرة، نقاش ثري مع الأساتذة والطلبة، الذين استفسروا عن عدة أمور وأثروا قضية التعاون بين الجامعات الجزائرية ونظيراتها الأمريكية عبر الباحثين الجزائريين الذين فرضوا نفسهم على الصعيد العالمي.