دعا المشاركون في ختام أشغال الاجتماع التشاوري رفيع المستوى لأعضاء لجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي، إلى تسريع وتيرته، لاسيما فيما يتعلق بتجسيد الالتزامات المسجلة في إطار المرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى الأولويات المدرجة في إطار الاجتماع السادس للجنة المتابعة. أعضاء لجنة متابعة الاتفاق، أعربوا عن "ارتياحهم للتقدم المسجل" في تطبيق الاتفاق منذ التوقيع عليه، لاسيما وقف الاعتداءات". كما ذكروا بمسؤولية الحكومة المالية في تطبيق الاتفاق والدور الهام الذي يجب أن يضطلع به الطرفان الموقعان الآخران في هذا المجال، في إطار المسؤولية المتبادلة والشراكة الفعلية من أجل السلم والمصالحة. كما طالب البيان الختامي كافة الأطراف المالية إلى المزيد من التشاور لتعزيز الثقة فيما بينها لوضع حيز التنفيذ بشكل توافقي، أحكام الاتفاق المنبثقة عن اجتماعات لجان المتابعة، مسجلة في هذا الصدد أهمية الإجراءات المتخذة في هذا المجال لتسهيل العملية. في هذا السياق، جدد المشاركون دعمهم الكامل للاتفاق الذي يعد وثيقة متوازنة تأخذ في الحسبان الانشغالات الشرعية لكافة الأطراف، مشيرين إلى أن تطبيقه يسمح بمعالجة الأزمات بشكل دائم في منطقة شمال مالي ومن ثم عزل أكثر العناصر الإرهابية والإجرامية. البيان حيا أيضا التقارب المسجل بين حركات أرضية الجزائر والأزواد على إثر اللقاءات المنعقدة بمنطقة انفيس في سبتمبر وأكتوبر الماضيين، حيث شجع المشاركون الجانبين لمواصلة جهود التقارب وتكثيفها، من خلال إدراجها في إطار المصالحة الوطنية. كما حثهم على إتمام المشاورات بخصوص التشكيلة النهائية لهيئات المتابعة المتضمنة في الاتفاق ضمن الإطار الشامل. دعا المشاركون الأطراف المالية لدعم الانجازات المحققة ميدانيا، كما طالبوا بتجنيد التمويلات الضرورية لضمان التسيير الجيد للجنة متابعة الاتفاق وميكانيزماته، فضلا عن ضمان الحضور الدائم لممثلي الأطراف داخل الهيئات وتفعيل عمل الدوريات المشتركة. على صعيد آخر، شجع المشاركون المجموعة الدولية على مواصلة دعمها السياسي والتقني والمالي في عملية وضع حيز التنفيذ الاتفاق، لإنجاز برامج التنمية بشمال مالي قصد تمكين السكان من الاستفادة من مزايا السلم. للإشارة، سمح الاجتماع التشاوري بتبادل وجهات النظر حول تطور الوضع منذ التوقيع على الاتفاق والأشواط التي قطعتها الأطراف الموقعة بمرافقة المجتمع الدولي على درب عودة السلم وتعزيز المصالحة في مالي. من جهة أخرى، أعربت الجزائرومالي عن ارتياحهما للتطور الإيجابي لمسار السلام في شمال مالي، حسب البيان المشترك الذي صدر، أول أمس، عقب اجتماع الدورة العاشرة للجنة الثنائية الإستراتيجية الجزائرية - المالية حول شمال مالي. وحرص الطرف المالي على تجديد "تمسكه بتنفيذ الاتفاق الذي سخرت له وسائل معتبرة، لاسيما فيما يخص الجانب المالي" و«التزم بمواصلة تعبئة كل ما في وسعه قصد التنفيذ الملموس والتام والسريع". وتطرق الطرف المالي أيضا إلى "سلسلة الورشات والمبادرات الجارية أو المزمع إنجازها في إطار الفترة الانتقالية، لاسيما التي لها علاقة بتعزيز الثقة وتنسيق تنفيذ الاتفاق وتعيين السلطات المحلية والإصلاح المؤسساتي والتحضيرات لندوة الوفاق الوطني وتعزيز التقارب بين الجماعات". وجدد مالي "ثقته" في الجزائر في إطار متابعة تنفيذ الاتفاق، معربا عن "أمله في أن تتمكن الجزائر من متابعة وتعزيز المساعدة التي تقدمها لمالي في هذا المجال". من جانبها، أكدت الجزائر على "أهمية وضرورة استكمال حكومة مالي مبادراتها الجارية أو المستقبلية في إطار تنفيذ اتفاق السلام بالتنسيق الوثيق مع شريكيه الآخرين". كما دعت الأطراف الفاعلة إلى "العمل على تسهيل مهمة جمع التوافق الضروري من أجل سير أمثل وفعّال لهيئات المتابعة، مجددة "الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإقرار السلم الدائم بمالي وكذا تحقيق المصالحة بين الأشقاء الماليين". كما جددت بلادنا التزامها بالبقاء إلى جانبه إلى غاية استتباب السلم والأمن والاستقرار في هذا البلد. ممثل الاتحاد الأوروبي يلح على تنفيذ الاتفاق وعلى أشغال الاجتماع التشاوري رفيع المستوى لأعضاء لجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي، استقبل وزير الد ولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، السيدين أنخيل لوسادا فيرنانديزممثل الاتحاد الأوروبي الخاص في الساحل والأمين العام لوزارة خارجية جنوب إفريقيا جيري ماتيو ماتجيلا. وقد شدد أنخيل لوسادا فيرنانديز على ضرورة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر. وقال السيد فيرنانديز عقب الاستقبال "نحن نمر بمرحلة حاسمة من مسار السلم في مالي وعليه يجب التحرك لتنفيذ اتفاق السلم و المصالحة في مالي". وبعد أن "شكر الجزائر على دفعها لمسار السلم في مالي" حيا بهذه المناسبة احتضان الجزائر لاجتماع لجنة متابعة اتفاق السلم والمصالحة في مالي. ولدى تطرقه للوضع في بوركينا فاسو وبعد أن أدان الأعمال الإرهابية التي استهدفت يوم الجمعة الماضي فندقا بواغادوغو، حث ممثل الاتحاد الأوروبي سلطات هذا البلد على المضي قدما "في طريق الديمقراطية". وأوضح السيد لوسادا فرنانديز انه حضر مؤخرا حفل تنصيب رئيس بوركينا فاسو الجديد كريستيان كابوري و انه أعرب عن "ارتياحه" للانتخابات التي جرت في هذا البلد. جنوب إفريقيا تشيد بدور الجزائر أما الأمين العام لوزارة خارجية جنوب إفريقيا، جيري ماتيو ماتجيلا، فقد أشاد بدور الجزائر في إرساء السلم والأمن في منطقة الساحل. وصرح السيد ماتجيلا عقب استقباله من طرف السيد رمطان لعمامرة قائلا «أحيي الجزائر على دورها وجهودها من اجل عودة السلم والاستقرار في مالي وليبيا". وبنفس المناسبة أعرب المسؤول الجنوب إفريقي عن " دعم" بلاده لجهود الجزائر في هذا الاتجاه. ومن جهة أخرى، أكد السيد ماتجيلا موقف جنوب إفريقيا تجاه القضية الصحراوية التي "تقوم على حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير". كما قال أنه تطرق مع السيد لعمامرة إلى "عدة مواضيع" سيما العلاقات "القوية و الوطيدة" التي تربط الجزائروجنوب إفريقيا".