تتواصل عملية إعادة ترميم عمارات العاصمة بتعليمة من والي الولاية عبد القادر زوخ، حيث تسعى السلطات الولائية بالتنسيق مع مديرية السكن للحفاظ على النسيج العمراني والتراث القديم للعاصمة و ترميم البنايات الهشة. وأحصى المجلس الشعبي الولائي 1433 عمارة، تخضع لعملية الترميم والتهيئة من أجل إنقاذ المعالم التاريخية، خاصة بعد الزلازل الذي عرفته العاصمة مؤخرا، ويرى المعماريون أن هذه العملية التي خصص لها غلاف مالي بقيمة 700 مليار سنتيم تتواصل لتعرف تزايد في وتيرة الأشغال قصد ترميم البنايات الأكثر تضررا بالنظر إلى هشاشتها بمرور الوقت. وتخص الورشات بإعادة تجديد الواجهات وتزفيت بعض السطوح حسب وضعية كل بناية، وكذا تعزيز المصاعد والشرفات، حسبما أكده والي العاصمة، السيد عبد القادر زوخ، حيث تم تعيين 14 بلدية بوسط العاصمة لإجراء دراسات التشخيص التقني والاجتماعي الاقتصادي للتراث العمراني المتواجد، هذه الأخيرة قسمت إلى مرحلتين الأولى سيتم فيها إنجاز الدراستين من طرف الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء "سي .تي .سي" والمركز الوطني للدراسات والتحاليل للسكان على مستوى سبع بلديات ويتعلق الأمر بكل من الجزائر الوسطى، سيدي محمد، المدنية، بلوزداد، حسين داي، باب الوادي والحراش وذلك في إطار تمويل غلاف مالي قدر ب60 مليون دينار من طرف وزارة السكن، العمران والمدينة. أما المرحلة الثانية، فتم بها تمويل قيمة قدرت ب120 مليون دينار من أجل مواصلة الدراسات بالبلدية السبع المتبقية وهي الرايس حميدو، بولوغين، القصبة، واد قريش، الأبيار، المرادية والقبة. وشدّد عبد القادر زوخ على ضرورة المحافظة على التراث القديم وعدم المساس به أثناء عملية ترميم العمارات التي هي قيد الانطلاق، حيث تخص العملية ترميم الأجزاء المشتركة للعمارات، ويكون التدخل في السطوح، المصاعد، السلالم وإعادة تزيّين العمارات وتهيئة الساحات الخارجية والإنارة، بالإضافة إلى الشروع في الانطلاق في عملية الترميم ل55 ألف و302 مسكن عبر خمس مراحل ليبقى الهدف منها معرفة التراث العمراني وتصنيفه وتحديد درجة التدهور لكل بناية وتشكيل قاعدة من المعطيات تسمح بانطلاق أشغال عملية الترميم. وتتميز بعض البنايات القديمة بمدينة الجزائر بطابع عمراني فريد، علما أن بعض العمارات التي جهزت بمصاعد آلية في سنوات الأربعينيات لصالح الأوربيين الذين كانوا يقطنون بها آنذاك تبقى تحفا معمارية فريدة وتراثا يجب الحفاظ عليه، كما أن بعض العمارات على غرار تلك الواقعة بقلب العاصمة التي بنيت في نهاية القرن ال19 ومطلع القرن العشرين أي بين 1890 و1910، فقد أرخت لطابع عمراني واكب التطور الصناعي آنذاك والذي تميز بالسكنات المخصصة لذوي الدخل المنخفض.