أكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط خلال إشرافها أمس بوهران على أشغال اليوم الدراسي حول "كيفيات تصنيف وتثمين السنة الأمازيغية الجديدة" أن هذه المبادرة تدخل في إطار الاستراتيجية التي تسعى وزارة التربية الوطنية من أجل تجسيدها. بن غبريط قالت إن "هذه المبادرة التى جاءت من المحافظة السامية للأمازيغية تدخل في إطار الاستراتيجية التي تقوم بها وزارة التربية الوطنية في إطار القانون التوجيهي، قصد إعطاء المكانة الجوهرية للتراث الوطني، حيث احتفلنا هذه السنة بالسنة الأمازيغية الجديدة 12 يناير عبر جميع المؤسسات التربوية وربطناه بتثمين كل منتج تراثي". وحول إمكانية ترسيم يناير عيدا وطنيا مدفوع الأجر، أكدت وزيرة التربية أن مبادرة اليوم الدراسي المتضمن إدراج المحافظة السامية للأمازيغية لملف الاحتفال بيناير "ضمن قائمة التراث اللامادي للإنسانية لليونسكو، ستليها مبادرات أخرى ناجحة"، لاسيما بعد ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية في الدستور الجديد وما نص عليه أيضا بخصوص الحفاظ وترقية التراث الوطني المادي اللامادي وإعطاء الأهمية لكل ما يتعلق بالتراث الثقافي ورموزه. من جهته أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية السيد سي الهامشي عصاد أن اقتراح المحافظة تنظيم اليوم الدراسي حول تثمين وتصنيف عيد يناير كمشروع وبرنامج تكميلي للاحتفالات الرسمية التي نظمت في يوم 12 يناير الماضي بالجزائر العاصمة وتوسع ليشمل 28 ألف مؤسسة تربوية قدمت درسا حول يناير. وكمرحلة ثانية يضيف السيد سي الهاشمي عصاد ستعرف مشاركة خبراء ومختصين في الانتربولوجيا لدراسة إمكانية تثمين ورد الاعتبار لعيد يناير، وما قدمته المحافظة السامية من اقتراحات في العديد من النقاط على رأسها ترسيم عيد يناير في نص قانوني وإدراجه ضمن رزنامة الأعياد الوطنية، من خلال إعادة النظر في بعض النصوص على غرار مرسوم 63 الذي يقرر الرزنامة الرسمية للأعياد، وكذا تهيئة الظروف لتحقيق الأمن الهويتي الذي كفله الدستور، لأن الدولة ستتكفل أيضا بترقية التراث المادي واللامادي حسب ما تنص عليه المادة 38 مكرر من الدستور الجزائري. وحضر اليوم الدراسي، إلى جانب وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريط، الأمين العام للمحافظة السامية للامازيغية السيد سي الهاشمي عصاد وممثلون عن وزارة الشؤون الخارجية والثقافة ومنظمة اليونسكو ووالي ولاية وهران وعرف مشاركة أساتذة وباحثين ومهتمين بالتراث. أشغال الملتقى الذي أشرفت على تنظيمه المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق مع وزارتي الثقافة والتربية الوطنية والمركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ وكراسك وهران، جرت على مستوى ورشتين، الأولى تناول خلالها المشاركون إشكالية "كيفيات التصنيف" والبحث عن المساعي والإجراءات اللازم اتخاذها لتصنيف التراث اللامادي، على غرار الأستاذ مراد محمودي الأمين العام للجنة الجزائرية للتربية والثقافة بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة اليونسكو، وسليمان حاشي مدير المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ والانتربولوجيا في التاريخ الذي قام بإعداد والدفاع عن عدة ملفات لتصنيف التراث اللامادي الجزائري. أما المجموعة الثانية فقد ناقش المتدخلون بها موضوع "البعد التاريخي والاجتماعي للاحتفال بيناير"، حيث سلط الضوء على الجانب التاريخي لعيد يناير الذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ والراسخ في المجتمع الجزائري وكذا إقليمية يناير ومختلف التظاهرات وأشكال التعبير لإحيائه.