كشف الديوان الوطني لمكافحة المخدرات عن حجز أكثر من 126 طنا من القنب الهندي بالجزائر خلال سنة 2015، مضيفا في تقريره المسند لحصيلة المصالح الثلاث المعنية بمكافحة المخدرات، الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني والجمارك، أنه من بين هذه المحجوزات، 41ر57 بالمائة على مستوى منطقة غرب البلاد. وحسب الحصيلة، تم تسجيل 36.14 بالمائة من الكميات المحتجزة في منطقة الجنوب و5.18 بالمائة بوسط البلاد و1.27 بالمائة فقط في منطقة شرق البلاد، فيما سجلت نفس المصالح ارتفاع كميات الكوكايين المحجوزة في الجزائر بشكل معتبر، حيث انتقلت من 1.245 غرام سنة 2014 إلى 88.287 غرام سنة 2015. أما كميات الهيروين المحجوزة، فقد سجلت هي الأخرى ارتفاعا معتبرا حيث انتقلت من أكثر من 339 غراما إلى 2.573 غرام خلال نفس الفترة المرجعية فيما بلغت الكمية المحجوزة من الحبوب المهلوسة 637.961 حبة سنة 2015 من مختلف الأنواع. وأكد التقرير أن التحقيقات التي قامت بها المصالح المعنية خلال سنة 2015 مكنت من توقيف 26.116 فردا من بينهم 129 أجنبيا في قضايا مرتبطة بالمخدرات، موضحا أن 583 فردا من بين العدد الإجمالي للأفراد المتورطين في هذه القضايا يوجدون في حالة فرار. كما أفاد أيضا أنه من بين مجموع الأشخاص المتورطين، تم تسجيل 5.738 مهرب للقنب الهندي والعفيون و15.817 مستعملا للقنب الهندي والعفيون و2.248 مهرب و2.142 مستعمل للمواد المهلوسة و59 مهربا و81 مستعملا للكوكايين و14 مهربا و 8 مستعلين للهيروين. وبخصوص القضايا المعالجة، سجل الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان، 19.692 قضية سنة 2015 مقابل 11.130 قضية سنة 2014 وتخص 4.676 قضية من مجموع هذه القضايا المعالجة تهريب المخدرات و15.007 قضية متعلقة بحيازة واستعمال المخدرات. اعتماد علاج بديل للمخدرات ستشرع الجزائر خلال السنة الجارية في اعتماد العلاج البديل عن المخدرات في إطار سياسة الحد من المخاطر المنجرّة عن تعاطي المخدرات. وكشف ممثل عن المديرية العامة للصيدلة والتجهيزات الصحية الصيدلية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد فاريحات، عن مفاوضات تجري مع مخبرين عالميين ستتوَّج بتسجيل منتجين بالجزائر قبل الشروع في استعمالهما بمراكز مكافحة الإدمان بالجزائر خلال السنة الجارية، ويتعلق الأمر بدوائي "ميتادون" "وبيتروفين". وأوضح ممثل وزارة الصحة في تدخله خلال الملتقى الأورو متوسطي حول علاج الاستبدال عن الأفيونات الذي افتتح أمس بالجزائر ليتواصل اليوم بفندق الشيراطون، أن وزارة الصحة أعطت تعليمات لتسريع إجراءات توفير هذين الدواءين بالجزائر، والعمل على تقليص آجال تسجيلهما قصد وضعه تحت تصرف المراكز المعالجة والمعنيين بالعلاج ضد الإدمان، مؤكدا أن هذا العلاج المعتمد في دول أوروبا والمغرب ولبنان، يسمح للمدمن بالتخلص من التبعية للمخدرات بصفة تدريجية إلى أن يقلع نهائيا عن تعاطيها. تعليمات وُجّهت من أعلى مستوى، يضيف المتحدث، للتكفل بمشكل الإدمان من خلال تقديم مساعدة في إطار طبي لتخليص المدمنين من العزلة التي يعيشونها في المجتمع، على أن يُستغل هذا العلاج البديل بمراكز العلاج فقط، والعمل على أن لا يكون سهل المنال، مما قد يحوّله إلى أغراض أخرى، وبذلك ستكون لهذا النوع من العلاج متابعة دقيقة بداية من تسويقه إلى غاية وصوله إلى المراكز. من جهته، أكد مدير الوقاية بوزارة الصحة إسماعيل مصباح، أن اعتماد أدوية بديلة للمخدرات بات أمرا ضروريا للغاية بالنسبة للجزائر مع تفاقم ظاهرة تعاطي المخدرات وحتى الثقيلة منها، كالهيروين بعد أن تحولت الجزائر من بلد عبور لهذه السموم إلى بلد مستهلك، مما يتطلب، يضيف السيد مصباح، الإسراع في وضع استراتيجية وطنية خاصة بالجزائر، على غرار الاستراتيجية المعتمَدة بدول المتوسط. ولمكافحة المخدرات تسعى الحكومة، من جهة، لتقليص العرض من المخدرات بتجنيد إمكانيات هائلة على مستوى الحدود وشبكات الطرقات، علما أنه تم خلال سنة 2015 حجز 126.6 طنا من القنب الهندي مقابل 182 طنا في 2014، ومن جهة تعمل على تقليص الطلب بوضع القوانين المتعلقة بالتكفل بالمستهلكين، ومن خلالها وضع شبكة واسعة من هياكل التكفل بالأشخاص، الذين أصبحوا في تبعية تامة للمخدرات. وفي هذا الصدد، وضعت وزارة الصحة برنامجا خاصا لإنجاز شبكة لمراكز العلاج والتكفل بالمستهلكين، تضم 53 مركزا، دخل منها 37 مركزا حيز الخدمة. الملتقى الذي يحضره خبراء من بلجيكا وفرنسا وسويسرا فضلا عن المملكة المغربية وتونس، يهدف إلى الاطلاع على الخبرات والاستراتيجيات المطبقة في بلدان دول البحر الأبيض المتوسط مع دراسة خصوصية الوضع الجزائري تحسبا لوضع النص والإطار القانونيين للعلاج البديل للمخدرات قبل وضع استراتيجية وطنية خاصة بهذا النوع من العلاج. كما يهدف قبل ذلك إلى إطلاق عملية تجريبية لهذا العلاج بالجزائر، من خلال الاستلهام من تجارب الدول التي استقبلت مؤخرا عددا من المختصين الجزائريين. ونظم الملتقى الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها بالتعاون مع وزارة الصحة، وبالشراكة مع مجموعة "بومبيدو" التابعة للمجلس الأوروبي.