تعيش العاصمة خلال كل يوم جمعة من رمضان الكريم تفاصيل يوم بدون سيارات، على وقع البهجة والفرح التي تعكسها قهقهات الصغار وسعادة الكبار ابتهاجا بأطفالهم الذين يحتلون ألعاب "الطوبوغون" الموزعة من مدخل البريد المركزي وإلى مقربة المركز الثقافي الإسلامي، والتي تتخللها ألعاب أخرى ترفيهية تدخل ضمن الأنشطة التي برمجتها مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، وهي النشاطات التي ستتواصل فعالياتها إلى غاية شهر سبتمبر حسبما أشار إليه السيد عبد الحكيم بطاش، رئيس بلدية الجزائر الوسطى. عاشت "المساء"، مع جموع المواطنين الذين بلغ عددهم الآلاف، تفاصيل فرحة يوم بدون سيارات الذي اعتبره الكثير من محدثينا فرصة للترفيه والتنفيس عن الذات خاصة أن الفضاء الذي يحتضن النشاطات المبرمجة رحب ويستقطب الأعداد الهائلة من المواطنين الذين يقصدون العاصمة في سهرات رمضان سواء للترفيه بالخروج في جماعات لاستمتاع بالهواء العليل أو للتوجه للمحلات بغرض اقتناء ملابس العيد خاصة أنه على الأبواب، كما لم تفوّت العديد من العائلات فرصة الجلوس بساحة الأمير عبد القادر والاستماع إلى مطرب الشعبي ديدين كروم الذي أطرب الحضور في سهرة ليلة الجمعة إلى ساعة متأخرة من الليل، كما كانت السهرة أيضا فرصة للأطفال الذين استمتعوا ببرامج التهريج والأنشطة المختلفة التي سطرتها جمعية نشاطات الشباب لدار الشباب عبد الرحمان لعلى، حيث تفرق الأطفال والمراهقين بين الأجنحة المحتضة للنشاطات والتي توزعت على جانبي الطريق في صورة مميزة تشير إلى أن العاصمة في قلب مهرجان زادته الألوان بهجة وبهاء وكذا الأضواء، ألعاب الذكاء والنشاطات الفكرية التي تنوعت على غرار لعبة الرماية التي تحتاج للتركيز الدقيق وكذا لعبة الشطرنج التي تحتاج للذكاء والتي التف حولها الصغار خاصة أنها نصبت في وسط الطريق وأخذت مساحة كبيرة، وهي اللعبة التي استهوت الأمهات أيضا والسيدات الكبيرات في السن اللواتي التففن حول الصغار لمشاهدة طريقة لعبهم. وجود وسائل النقل وعملها إلى ساعة متأخرة من الليل على غرار الميترو والترمواي اللذان برمجا إلى غاية الساعة الواحدة والربع صباحا، شجع المواطنين على النزول إلى العاصمة خاصة بعد الإعلان الذي بلغ المسامع بفعل النشاط الذي احتضنته الجمعة الماضية، حيث اختار الأكثرية عيش تفاصيل الفرحة في موطنها، علاوة على اقتناء ملابس العيد التي وصفها أغلب المواطنين ب«النارية"، إذ بلغ سعر فساتين الفتيات من 12 إلى 16 سقف 9000 دج، وهو المبلغ الذي وصفه المواطنون بالمعجز والخيالي، علاوة على بلوغ فساتين الرضع إناث مبلغ 7000دج وهو ما وصف بغير المعقول. هل تتواصل على مدار السنة وأكد الكثير من المواطنين الذين تحدثنا إليهم وخاصة السيدات، أنهن عشنا أوقاتا رائعة رفقة أبنائهن الذين لعبوا وتخلصوا من النشاط الزائد الذي يرهق الأمهات في البيوت، كما استطاعوا اصطحاب الضيوف إلى المحلات وكانت فرص التسوق سانحة للقاء الأخوة والأقرباء للتبضع معا، إلا أن الشوكة التي استوطنت في الحلق، هي لماذا لا تتواصل هذه البرامج سنويا ولماذا لا تفتح العاصمة محلاتها في الليل لتسهل الحياة على المواطن على مدار السنة وليس خلال المواسم فقط، لتصبح الجزائر عاصمة لا تنام على مدار العام.