تحسبا للدخول المدرسي 2016 /2017 ينتظر أن يتدعم قطاع التربية بولاية تلمسان بمنشآت جديدة من أجل تدعيم الهياكل التعليمية في الدخول المدرسي المقبل، حيث سطرت إدارة التربية بتلمسان خريطة لتوزيع هذه الهياكل التربوية الجديدة على البلديات حسب الأولويات والحاجة إليها، لتقليص معدّل التلاميذ بالأقسام. مديرية التربية سجلت العام الماضي في بعض المدارس الحضرية بالولاية معدل 42 تلميذا بكل قسم، خصوصا مع تزايد عدد السكان وظهور أحياء وتجمعات سكنية جديدة، مما يؤكد حجم أهمية القطاع أيضا أن عدد التلاميذ الإجمالي في المستويات الثلاثة المسيرة من الوزارة الوصية، قد وصل خلال الموسم الدراسي الماضي إلى أزيد من 250 ألف تلميذ وتلميذة، محققا رقما قياسيا، وهو ما يمثل ربع سكان الولاية تقريبا، موزعين على الأطوار التعليمية الثلاثة، مسجلا ارتفاعا طفيفا عما تم إحصاؤه وتسجيله خلال الموسمين الدراسيين 2014 و2015 موزعين وبأعداد متباينة على الأطوار الثلاثة، حيث يحصد الطور الابتدائي النسبة الأكبر. ومن المنتظر استلام 7 ثانويات و7 متوسطات و9 ابتدائيات إضافية، خلال الدخول المقبل بمختلف دوائر وبلديات الولاية، مما سيرفع عدد المؤسسات التعليمية بالولاية إلى 712 منها 483 ابتدائية و171 متوسطة و58 ثانوية، لأزيد من مليون و300 ألف نسمة حاليا، حيث ستكون هذه المؤسسات التربوية مجهزة بكافة الوسائل البيداغوجية منها التربوية والثقافية والرياضية، بالإضافة إلى عدة مطاعم مدرسية بالمناطق النائية لولاية تلمسان. والي تلمسان أكّد أن الولاية ضاعفت المقاعد البيداغوجية ودعمت مرافق الإطعام والنقل، وعملت على تقريب المؤسسة التربوية من المتمدرسين خاصة بالمناطق النائية، وقد تجسدت حسبه جهود الدولة في هذا المجال في إنجاز عدة مرافق منها 16 مؤسسة تربوية تم فتحها خلال السنة الفارطة تم بموجبها تحسين نسبة شغل الأقسام التي انخفضت من 43 تلميذا في القسم إلى 32 تلميذا في القسم الواحد في حين عكفت الولاية على مواصلة مجهوداتها حول استكمال البرنامج المسجل. كما سيسمح هذا البرنامج بامتصاص العجز المسجل بمختلف البلديات النائية في مجال المنشآت المدرسية، ومرافقة الأحياء الجديدة بإنجاز منشآت عمومية لاسيما المدارس، حيث تم رفع مشاكل الاكتظاظ والمداومة المزدوجة في المدارس بمختلف القرى النائية بولاية تلمسان. موازاة مع ذلك، خصصت مديرية التربية لتلمسان بالتنسيق مع السلطات الولائية ميزانية للقيام بعمليات ترميم المؤسسات التعليمية العتيقة التي تعرف تدهورا كبيرا بغية تجهيزها للدخول المدرسي الجديد الذي وفرت له جميع الإمكانيات لإنجاحه، حيث تدخل ضمن الميزانية الإضافية الموجهة لقطاع التربية لتجهيز المدارس الابتدائية والمتوسطات خاصة القديمة منها والتي تعرضت للاهتراء نتيجة قدم البناء وقد تم توزيع هذا المبلغ من المال الهام على 53 بلدية، حيث تم برمجة الأولويات والاحتياجات بعد الدراسة التي ضبطتها لجنة تقنية من المديرية وعلى ضوء كثافة المتمدرسين وطبيعة الهياكل المتوفرة، كما خصصت المديرية أيضا ميزانية خاصة للقيام بشتّى أشغال التهيئة والترميم على مستوى المؤسسات التعليمية من أجل جعلها أكثر قابلية لاستقبال التلاميذ وتوفير أحسن الظروف، وستمس هذه الأشغال بالدرجة الأولى تهيئة الساحات وتصليح الكهرباء وتجديد دورات المياه، بالإضافة إلى طلاء وتزيين المظهر الخارجي للمؤسسات التعليمية. ويعود سبب الاهتمام بالترميم للحالة التي آلت إليها بعض المؤسسات التربوية بسبب غياب الصيانة أو انعدامها ودرجة الهشاشة لقدم الهياكل حسب مدير التربية الذي أكد أن مصالحه قد لاحظت تفاوتا من بلدية إلى أخرى من حيث العناية بالهياكل التعليمية، حيث أن بعض البلديات تعطي هذا المجال كل الاهتمام والرعاية، وتبذل قصارى الجهود لتزيين وترميم المدارس، فيما يهمل هذا الجانب تماما ببلديات أخرى، مبررين ذلك بقلة الإمكانيات. ولمواجهة هذا الوضع، بادرت السلطات العمومية بالولاية إلى دعم كل بلدية للقيام بهذه المهمة على أحسن وجه، وإلى جانب هذا البرنامج الهام الذي يعطي مجال الترميم اهتماما خاصا فإن مديرية التربية حسب مسؤولها الأول قد أولت عملية تجديد التجهيزات والتأثيث عناية خاصة، حيث سيتم خلال هذا الدخول المدرسي تجديد نسبة 50 بالمائة من الأثاث، مثل الطاولات والكراسي على مستوى بعض المؤسسات التعليمية، وكذا تزويدها بالتجهيزات التربوية الجديدة والعصرية لتحسين الأداء التربوي مثل السبورات البيضاء ووسائل الإيضاح للمواد العلمية والتقنية. 21 مليار سنتيم للتضامن المدرسي وفي سياق آخر يتعلق بالجانب الاجتماعي، اتخذت المصالح عدة تدابير، من أجل التكفل بالفئات المعوزة، حيث رصدت مديرية التربية غلافا ماليا يقدر بأكثر من 21 مليار سنتيم لتغطية نفقات منحة التمدرس المقدرة بثلاثة آلاف دينار للتلميذ، وحددت قائمتها النهائية بعد دراسة كل الملفات، حيث سيستفيد أزيد من 71 ألف تلميذ من المنحة المدرسية، التي ستسلم في الأيام الأولى من الدخول المدرسي لتسهيل مهمة اقتناء اللوازم المدرسية للفئات المعوزة ولذوي الحقوق من المعوقين وأبناء الأرامل، وذلك بزيادة وصلت إلى 1500 تلميذ مقارنة بالمواسم الدراسية المنصرمة، من ناحية أخرى سيستفيد ما يقارب 112 ألف تلميذ من المعوزين وأبناء موظفي القطاع وتلاميذ الحضانة والسنة الأولى من الكتاب المدرسي مجانا، ويضاف إلى ذلك أيضا ضمان ما لا يقل عن 95 ألف وجبة غذائية للتلاميذ يوميا، وهي الأخرى بمثابة إجراء يخص الفئات الهشة من المجتمع، وبشكل خاص، سكان الأرياف والمداشر والمناطق النائية. 625 منصبا جديدا بالأطوار الثلاثة من جهة أخرى، استفاد قطاع التربية بولاية تلمسان خلال الدخول المدرسي المقبل من 625 منصبا جديدا موزعا على الطور الابتدائي والمتوسط والثانوي، حيث نال التعليم الابتدائي حصة الأسد من هذه المناصب المالية ب347 منصبا في عدة اختصاصات، لاسيما اللغة العربية التي تتقدمهم ب310 مناصب، أين تلقوا تكوينا بيداغوجيا من طرف مفتشين مختصين خلال شهر جويلية لمدة 12 يوما، على أن تتواصل العملية مع الدخول المدرسي، حيث وزعت عليهم محاضر تنصيب للشروع في العمل، وذلك من أجل ضمان دخول مدرسي دون نقائص، ولا يقتصر الأمر على الجانب المتعلق بالتدريس، بل تم أيضا توظيف عشرات الإداريين في مختلف المؤسسات وترقية آخرين، إلى جانب عمال في مختلف الرتب وذلك لضمان سير ونشاط فعلي لكامل هذه المؤسسات التربوية المنتشرة عبر دوائر الولاية العشرين مباشرة خلال الدخول المدرسي، حيث ينتظر أن يلتحق 278 موظفا جديدا بالقطاع، في انتظار تدعيم القطاع بالولاية بمناصب جديدة أخرى بعد إجراء المسابقة النهائية للمترشحين مع شهر سبتمبر المقبل.