يعد المركز الدولي للمؤتمرات للجزائر العاصمة، الذي دشّنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، تحفة معمارية تمزج بين الأصالة والحداثة، أضحت رمزا من الرموز المعمارية والحضارية التي تزخر بها الجزائر. هذا المركز الذي سيحتضن مستقبلا قمم رؤساء وقادة الدول وتظاهرات رفيعة المستوى بالجزائر، أشرف الرئيس بوتفليقة، على إطلاق أشغال إنجازه في نهاية أكتوبر 2011، وتم تشييده وفق المعايير الدولية وتقنيات محكمة لمقاومة الزلازل، حيث أوكلت أشغال إنجازه للشركة الصينية (سي أس سي أو سي) ومكتب الدراسات الإيطالي (فابيرو بارتنر). وحسب حميد ملزي، المدير العام لإقامة الدولة ساحل، فإن المركز الدولي للمؤتمرات الجديد هو مركز المؤتمرات الوحيد في العالم الذي يشمل ثلاثة فضاءات في فضاء واحد متعدد الوظائف، وأشار إلى أن هذا المركز يتضمّن قصرا للمؤتمرات خاصا برؤساء الدول، وقصرا آخر للمؤتمرات مشتركا لكافة الندوات الدولية والوطنية وكذا مركز للعرض يتربع على مساحة قدرها 12400 متر مربع"، موضحا بأن مركز العرض الذي يتضمّن حوالي 400 جناح سيفتح طوال السنة لتنظيم مختلف الأحداث. وتتربع هذه التحفة المعمارية الواقعة بنادي الصنوبر في الضاحية الغربية للعاصمة على مساحة تقدر ب27 هكتارا منها 207500 متر مربع من المساحة المبنية تتوزع على القسم الرئيسي وقسم الخدمات والقسم التقني. ويتميّز المركز الدولي للمؤتمرات بتناغم ألوانه وأنماطه الهندسية ذات الطابع المغاربي والأندلسي وأروقته وشرفه المقوّسة المطلّة على نوافذ زجاجية كبيرة تفسح المجال للضوء الخارجي المتجانس مع الإنارة الداخلية. وتطلبت أشغال تزيين هذه التحفة الحضارية التي استعمل فيها الخشب والزجاج والرخام في تلبيس الواجهات 15160 مترا مربعا من الرخام و8045 مترا مربعا من الزجاج. وتطل الشرف المقوسة التي تمزج بين الأصالة والحداثة على البهو الرسمي، حيث يوجد فضاء لكبار الشخصيات يتكون من عدة قاعات متعددة الوظائف. كما يوجد في نهاية رواق البهو مكتب رئيس الجمهورية، وتحاذيه عدة قاعات شرفية وقاعة اجتماعات بطاقات استيعاب مختلفة، تخصص لاحتضان الاجتماعات التي تعقد على هامش أشغال التظاهرات الكبرى. أكبر قاعة مؤتمرات في إفريقيا يتميّز المركز الدولي للمؤتمرات الذي جاء ليعزّز المعالم المعمارية الراقية بالجزائر، بتوفره على أكبر قاعة للاجتماعات في القارة الإفريقية، حيث تتسع هذه القاعة التي تحمل الاسم التاريخي للجزائر (ايديتوريوم إيكوزيوم) ل6000 شخص، وتتوفر على شاشة مركزية طولها 18 مترا وعلوها 10 أمتار. وتطلبت تهيئة قبّة القاعة المتواجدة على علو 25 مترا استخدام 20 ألف طن من الصلب لتسقيف 110 آلاف متر مربع. كما يتوفر المركز على قاعة كبرى ثانية تحمل اسم "جميلة" وتتسع ل700 شخص، وتتميّز بمنبرها القابل للنقل ما يسمح بتحويل هذا الفضاء إلى قاعة للمؤتمرات ب270 مقعدا أو إلى قاعة للمأدبات ب450 مقعدا. إضافة إلى هاتين القاعتين الكبيرتين فإن المركز الدولي للمؤتمرات مزوّد ب6 قاعات أخرى خاصة باللجان تصل طاقة استيعاب كل منها ل300 شخص وهي مزوّدة بشاشات وكاميرات. ويضم أيضا قاعة كبيرة لإقامة المأدبات بسعة 3000 شخص، يمكن تحويلها إلى ثلاثة فضاءات بفضل الجدران القابلة للنقل. كما يوفر المركز للوفود المشاركة في التظاهرات التي يحتضنها 61 مكتبا مزوّدا ب54 غرفة للترجمة الفورية. ويخصص المركز الدولي للمؤتمرات للصحافة الوطنية والدولية فضاءات متعددة لتسهيل عملها، منها قاعة للندوات تسع ل110 مقاعد وقاعتان أخريان مع ضمان خدمات الأنترنت إضافة إلى مطاعم ومقاه، فيما تم تخصيص 7 استوديوهات للصحافة السمعية-البصرية، منها 3 استوديوهات للتلفزيون و4 أخرى للإذاعة، وهي فضاءات موجهة لضمان خدمة النقل المباشر للأحداث التي يحتضنها المركز. ويحتوي المركز أيضا على مكتبة وقاعات متعددة الوسائط وأخرى للمطالعة وقاعة للصلاة، وتم تزويده بعيادة طبّية مجهزة بغرفة للعمليات الجراحية ووحدة للأشعة وقاعة للإنعاش. كم يمكن أن يحتضن هذا المركز الضخم معارض تجارية وصالونات دولية من خلال استغلال بهوين للعرض تقدر مساحتهما ب12400 متر مربع ويتوفران على مداخل مستقلة. ويتوفر المركز الدولي للمؤتمرات الذي تم تجهيز جميع مداخله بالأنظمة الأمنية لاسيما أجهزة سكانير، على حظيرة للسيارات تتسع ل2100 مكان، منها حظيرة تحت أرضية تتسع ل1450 مكانا، كما تم تجهيزه بعدة أجهزة للمراقبة منها 700 كاميرا للمراقبة عن بعد موصولة بمركز القيادة.