انطلقت، أول أمس، فعاليات برنامج مشاركة مصر في الصالون الدولي للكتاب باعتبارها ضيف شرف الدورة ال 21 بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ورئيس الوفد المصري الكاتب محمد سلماوي وهيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب المصرية. وقد تم في هذا اللقاء التطرق للعلاقات الثقافية الجزائرية المصرية، وأُعلنت الجزائر ضيف شرف مهرجان القاهرة الدولي للكتاب لسنة 2018. افتتح اللقاء الدكتور حاج علي الذي توقف عند الترابط الوثيق بين مصر والجزائر خاصة في المجال الثقافي؛ على اعتبار أنه الأمتن بين الشعبين. وتم بالمناسبة تكريم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بدرع هيئة الكتاب. من جانبه، أكد السيد ميهوبي أن مثل هذه اللقاءات تفتح الآفاق واسعا بين البلدين، ومصر، كما صرح، لا تحتاج إلى دعوة فهي في بيتها، وهي حاضرة بقوة في كل طبعة، بمعنى أنها كانت وستبقى رقما قارا في المعرض، والناشرون المصريون لهم علاقات متينة بنظرائهم الجزائريين. وأسهب الوزير في الحديث عن التاريخ المشترك الذي سماه بالمصاهرة التاريخية بين الشعبين، الذي يعود إلى 20 قرنا ابتداء من الأسرة ال 12 الفرعونية مع الملك الأمازيغي ششناق وصولا إلى قاهرة الفاطميين، الذين انطلقوا من الجزائر، وبنوا الأزهر وعمّروا العاصمة المصرية. بعدها كانت الثورة التحريرية التي ساندتها مصر وعوقبت على موقفها بالعدوان الثلاثي، ثم الحروب العربية وكيف سالت الدماء الجزائرية على أرض مصر، وهكذا تبقى الثقافة موحدة الشعوب والمقربة بينهم، أما السياسة بعد ذلك فلتفعل ما تشاء وما تريد. هنا ألح المتحدث على ضرورة وجود ثقافة تؤدي دور بناء جسر التقاء وتواصل، ثم أثنى على قامة سلماوي، الذي اعتبره سلطة في حد ذاتها وصاحب السمعة والجوائز داخل وخارج الوطن العربي. الكاتب الكبير محمد سلماوي توقف عند هذه العلاقات التي أكد أنها ليست وليدة اليوم، بل هي ضاربة في القدم، كما أشاد بصالون الجزائر الذي زاره في دورات سابقة، مؤكدا أنه حقق الطفرة في دورته ال 21، خاصة في عدد المشاركين وفي الاكتظاظ المسجل من اليوم الأول لافتتاحه أمام الجمهور . كما ركز المتدخل على أهمية الثقافة في توطيد العلاقات؛ باعتبارها مستودع تجارب الأفراد والشعوب، ليتوقف عند بعض مظاهر المصاهرة التاريخية، منها زواج يوبا الثاني بكليوبترا سلينا، وذكر أيضا الراحل الكبير يوسف إدريس الذي انضم إلى صفوف المجاهدين بالثورة الجزائرية سنة 1961 وأصيب بجروح، ليختم أن الكثير من الجزائريين قرأوا ودرسوا أعمال نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين، وغيرهم. وكذلك الحال في مصر التي قرأ فيها الجمهور والنقاد والدارسون أعمال كاتب ياسين وواسيني لعرج وغيرهما. بعدها أعلن السيد هيثم على أن الجزائر ستكون ضيف شرف صالون الكتاب بالقاهرة سنة 2018، ليتم في ختام اللقاء تكريم الدكتور سلماوي من قبل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، من خلال تقديم درع الكمال الثقافي، ونماذج من مؤلفات الوزارة ولوحة منمنمات. وبدوره، قدّم سلماوي للوزير أعماله المسرحية الكاملة التي صدرت مؤخرا. وقد أكد أن ميهوبي رآها كلها على الخشبة بالقاهرة. كما كرم وزير الآثار المصري الأسبق الدكتور ممدوح الدماطي وأهدي له مؤلف «جزائر الأزل». على هامش اللقاء التقت «المساء» بالسفير المصري بالجزائر السيد عمر أبو ريش، الذي أكد أن العلاقات بين البلدين عادت لمستواها الطبيعي، وتم التركيز على العلاقات الثقافية باعتبارها عامل تنمية وتواصل بين البلدين، وجسرا يلتقي فيه الشعبان من بلدين كبيرين. وأضاف أن مشاركة مصر كانت دوما من خلال كبريات دور النشر وأهمها، التي بلغت في هذا الصالون 40 دار نشر؛ مما يدل على حجم الاهتمام، ناهيك عن الحرص في التواجد بتظاهرات أخرى، منها مهرجان وهران وعنابة السينمائيان، وكذا تكريم المبدعين المصريين في كل مناسبة. بدوره، أكد الأستاذ إسلام بيومي مسؤول النشاط الثقافي للوفد المصري خلال حديثه مع «المساء»، أن المشاركة متنوعة سواء في الكتب أو في النشاط الفني مع الالتزام بالإنتاجات الجديدة، منها الجريدة السينمائية التي صدرت منذ أيام بالقاهرة وكذا الأفلام الروائية والندوات والأمسيات الشعرية وغيرها. بعد انتهاء الفعالية توجه الوفد المصري إلى قاعة «علي معاشي» لحضور حفل المنشد علي الهلباوي، الذي قدم مجموعة من الأغاني الدينية والوطنية، ومن ضمنها «أنا المصري» و»ابعث لي جواب» و»قل للمليحة في الخمار الأسود» وغيرها.