يمنع مجلس إدارة مولودية الجزائر المدير العام للنادي عمر غريب، من التدخل في التسيير المالي، حيث حصر مسؤولياته في الإشراف على الجانب الرياضي لفرق كرة القدم فقط، مثلما جاء في بيان أصدره مجلس الإدارة، الذي اجتمع أمسية الثلاثاء الماضي، على خلفية التصريحات المثيرة من قبل عمر غريب في حق مسؤولين في «سوناطراك»، التي استنكرها المجتمعون، والتي أشار فيها إلى عدم حصول الفريق العاصمي على أي مساعدة مالية من طرف هذه الشركة صاحبة أغلب الأسهم في الشركة الرياضية ذات أسهم ‘'العميد''، حيث يؤكد البيان أن أقوال المدير العام للمولودية لا أساس لها من الصحة. ولن يحق لغريب الذي أكد في كل مرة أنه يسير الفريق من مال خارج مساهمة «سوناطراك»، أن يتكلم ثانية على الجانب المالي للفريق. المهمة التي أوكلت، حسب بيان مجلس الإدارة، للرئيس المفوض بذلك. وقدّم مجلس إدارة العميد بالأرقام، الإعانات المالية التي استفاد منها النادي منذ استلام غريب مسؤولية إدارة شؤونه، حيث وصلت إجمالا إلى 432 مليون دينار، منها 300 مليون من خزينة «سوناطراك»، و132 مليونا من مصادر أخرى. كما تأسف مجلس الإدارة لعدم وفاء غريب بالتزاماته السابقة، عندما وعد بجلب عقود إشهارية كمصادر تمويلية أخرى للنادي، وهي الالتزامات التي لم يف بها، وفق ذات البيان. وبناء على ذلك قرر مجلس الإدارة كإجراء تحفظي، تقليص سلطات غريب في تسيير النشاط الرياضي لفرق كرة القدم مع التنازل عن الصلاحيات الأخرى المتعلقة بالتسيير العام، لرئيس مجلس الإدارة المنتدب زايد لعاج. وسبق لغريب أن صرح بأنه يسيّر الفريق بديون كثيرة، ولهذا قررت «سوناطراك» نشر بيان في قليل الأيام القادمة، تطالب فيه من المدينين بالتقدم لتسوية وضعياتهم للحد من كلام غريب، الذي أصبح يزعج كثيرا إطارات الشركة البترولية. وقد سبق أن عقد مجلس الإدارة اجتماعا خلال الأيام الماضية، تحدّث فيه عن مصير عمر غريب، إلا أنه في الوقت الذي كان يدور فيه الحديث عن إبعاده من تسيير الفريق، أكد البيان تقليص صلاحياته، خصوصا بعد أن وقفت الشركة البترولية على ارتفاع غير مبرر في كتلة أجور اللاعبين، حيث يحصل ثلاثة لاعبين، وهم كل من نقاش، قراوي وحشود على أكثر من 300 مليون شهريا لكل لاعب، في حين تتراوح أجور البقية ما بين 150 و290 مليونا، ولا يوجد أي لاعب في العميد يتلقى راتبا بأقل من 100 مليون سنتيم شهريا، هذا البذخ في المصاريف لم يجد له مجلس إدارة المولودية تفسيرا، وبالتالي يطالب غريب بتوضيحات. وسيجد مدير المولودية نفسه في وضعية معقدة جدا في قادم الأيام، وهي رسالة واضحة من أعضاء مجلس إدارة المولودية إلى عمر غريب بأن يترك النادي، غير أن الأخير يبقى متمسكا بمنصبه، وسيجد صعوبات كبيرة فيما يتعلق بالتسيير، حيث يُعد هو من تفاوض مع اللاعبين الحاليين للفريق، وهو من قبل شروطهم وصادق على رواتبهم، فالآن وبعد منع غريب من التسيير المالي يمكن للمفوض العام أن يعيد النظر في رواتب اللاعبين، خاصة بعدما أكد مجلس الإدارة عدم قبوله بهذا الارتفاع في كتلة الأجور، وهذا ما قد يفجر التشكيلة، سيما أن العديد من اللاعبين يلعبون من أجل المال أكثر من أي شيء آخر، فهل سيستمر العميد في دفع هذه الأجور، أم أنه سيُحدث تغييرات اضطرارية، من شأنها أن تُحدث مشاكل أخرى في بيت المولودية، الذي لا تنتهي فيه المشاكل أبدا؟ غريب: «سوناطراك لم تمنحنا المال منذ شهر جويلية الماضي» من جهته، أعطى عمر غريب توضيحات فيما يخص ارتفاع كتلة أجور اللاعبين بشكل كبير، حيث قال في ندوة صحفية نشطها أمس في مقر النادي، بأنه يملك تبريرات فيما يخص ذلك، خاصة أن هناك لاعبين يملكون عقودا مع النادي، وبالتالي كان لزاما عليه أن يبقي على رواتبهم. كما أن سوق التحويلات وجلب لاعبين جدد كان يتطلب مصاريف أخرى. وتمسّك غريب بالتصريحات التي أدلى بها سابقا، والتي قال فيها بأن الشركة البترولية لم تقدم أي سنتيم للفريق، مشيرا إلى أنه منذ شهر جويلية الماضي لم تدخل أموال «سوناطراك» إلى خزينة الفريق، وهذا ما يتعلق ميزانية 2016 2017. أما فيما يخص 43 مليارا التي تحدّث عنها بيان هذه المؤسسة، فقد صُرفت في مصلحة النادي وفي كتلة أجور اللاعبين التي تبلغ ما بين 38 و40 مليارا سنويا، وديون اللاعبين العالقة، ليكشف غريب بأن ديون المولودية بلغت 72 مليار سنتيم ورثها عن الإدارات السابقة، و33 مليارا منذ شهر جانفي الماضي. وفيما يتعلق بما جاء في بيان «سوناطراك» الذي أكد أن غريب لم يف بوعوده لجلب ممولين آخرين، قال بأن الإدارة السابقة فشلت في القيام بذلك بسبب سوء النتائج، وأنه كان يريد تحسين صورة الفريق أولا، الذي كان يحصل على 14 مليارا من طرف جازي. ويضيف غريب أنه فعلا يسيّر فرع كرة القدم، ردا على بيان «سوناطراك»، وهو لا يحتاج لأن يذكّره هذا البيان بذلك.