تتواصل بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية المشهورة في جامعة لندن العريقة فعاليات الماراطون الشعبي لقراءة الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية أو ما كان يعرف سابقا "بالصحراء الإسبانية" وتستمر حتى السادس من نوفمبر القادم. وتم تدشين التظاهرة بمناسبة 16 أكتوبر 1975 وهو اليوم الذي درست فيه المحكمة هذه القضية بطلب من الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة آنذاك السويدي كورت فالد هايم. وتدخل التظاهرة في إطار أيام تضامنية مع الشعب الصحراوي في الجامعات البريطانية. وبعد الإطلاع على كل المعطيات المقدمة لها أصدرت المحكمة رأيها الاستشاري المعروف لدى كل الهيئات والمنظمات الدولية وأصبح نقطة انطلاق لأي دراسة قانونية للقضية الصحراوية. وفي ساحة كبيرة أمام متحف "بروني" في جامعة العاصمة البريطانية توالى المتدخلون من مختلفة الهيئات والتخصصات حيث بدأت فعاليات الماراطون بكلمة شكر ألقاها لمين ابا علي ممثل جبهة البوليزاريو في المملكة المتحدة وايرلندا . وقال هذا الأخير "ان الشعب الصحراوي الذي شرد من دياره ووطنه تحت قنبلة القوات المغربية ظلما وعدوانا قام بكل بسالة وتضحية منقطعة النظير وإرادة فولاذية مستخدما الوسائل الشرعية المتاحة بمقاومة المحتل. واضاف ان الشعب الصحراوي لازال يواصل مقاومته السلمية للاحتلال المغربي بغية احترام حقه في تقرير المصير والاستقلال الذي اقرت به محكمة العدل الدولية منذ 33 سنة ولازال هذا الشعب الصغير المسالم ينتظر بفارغ الصبر وفي أصعب الظروف أن يوفى المجتمع الدولي بالتزاماته اتجاهه". وتوالى على المنصة عدد من الشخصيات السياسية والقانونية واساتذة جامعيين ورجالات الفن والسينما والطلبة وممثلين عن منظمات غير حكومية ولجان الضغط البريطانية المختلفة. وتدخل الفنان الكوميدي البريطاني الشهير مارك طوماس معربا عن خيبة أمله في المجتمع الدولي لإهماله الشعب الصحراوي لمدة 33 سنة وتركه ينتظر". ووجه وبالمناسبة نداء مستعجلا باتجاه الشعب البريطاني يطلب منه التضامن ومساندة شعب الصحراء الغربية في اسرع وقت ممكن. وقبل أن يقرأ كين لوتش المدير والمخرج السينمائي الشهير جزءا من الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ألح على ضرورة احترام الحق والشرعية بشكل عام والقانون الدولي بشكل خاص، حيث قال "علينا ان نحتكم لسلطة القانون وإلا فنحن ضائعون". وأكد كين لوتش على ضرورة التزام الجميع بإعطاء الحق لأصحابه واحترام إرادتهم في الحرية والانعتاق كما هو حال الشعب الصحراوي السليب. ومن الشخصيات السياسية التي شاركت في افتتاح ماراطون قراءة الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية عضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد ريدسديل الذي ينتمي الى الحزب الديمقراطي الليبيرالي وكذلك ماثيو كرفن وبيل ميول وجير سبسن. ونظم هذا المارطون الشعبي لقراءة الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية من قبل منظمة "ساند بلاست" التي تنشط في مجال الدفاع عن الشعب الصحراوي والتعريف بثقافته بشراكة مع مركز الدراسات حول الاستعمار والامبراطورية والقانون الدولي لجامعة الدراسات الشرقية والإفريقية والآسيوية. ويطلب من المشاركين قراءة جزء من الرأي الاستشاري تدوم من 5 الى 10 دقائق. وستستمر هذه القراءة الى يوم 6 نوفمبر حيث تختتم بعرض شريط سينمائي تتبعه مناقشة معمقة حول قضية الصحراء الغربية وتطورات الاخيرة. ومن المنتظر أن يشارك في التحليل والنقاش عدد من الباحثين والاخصائيين الأكادميين والإعلاميين.