شدّد اللواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني أمس، على أهمية تطوير المنظومة الصحية من خلال دعم العمل الوقائي والتكوين داخل جهاز الأمن بما يسمح بتوفير أريحية وظروف عمل أحسن لمنتسبي هذا الجهاز وذوي الحقوق. وأشار اللواء هامل، خلال إشرافه أمس على افتتاح الطبعة العاشرة للأيام الطبية الجراحية للأمن الوطني أمس بمقر مديرية الإدارة العامة للأمن الوطني التي خصصت لمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي، إلى بعض الإنجازات المحققة في هذا المجال منها استحداث سبع وحدات للمساعدات الطبية بالمنزل على المستوى الوطني سمحت بتنفيذ 1500 تدخل. وشرع في إطلاق هذه الوحدات منذ عام 2011 باستحداث وحدة على مستوى العاشور بالجزائر العاصمة ثم الحميز بنفس الولاية لتعمم تدريجيا على بعض الولايات وهي قسنطينة وعنابة ووهران والبليدة وورقلة. وأكد اللواء هامل أنها مجهزة بأحدث التقنيات وتتنقل إلى منزل المريض سواء من منتسبي الجهاز أو من ذوي الحقوق لتقديم العلاج اللازم له دون الحاجة لنقله إلى المستشفى.كما أشار اللواء إلى دخول المؤسسة الاستشفائية الجهوية بوهران ذات طاقة الاستعذاب 120 سريرا حيز الخدمة منذ شهر جويلية الماضي وهي مجهزة أيضا بأحدث التقنيات في المجال الطبي، إضافة إلى المركز الجهوي للتحاليل الطبية والتشخيص الإشعاعي بنفس الولاية، مشيرا في هذا السياق إلى وجود مشاريع أخرى في مجال الصحة تابعة للأمن الوطني في طور الإنجاز دون أن يسميها. وأكد أن كل ذلك يندرج في إطار السياسة العامة التي وضعتها مديرية الأمن الوطني لترقية هذا المجال والمستوحاة أساسا من برنامج التنمية الذي أطلقه رئيس الجمهورية والذي يولي أهمية بالغة للمورد البشري ويؤكد على ضرورة التكفل به في مختلف المجالات. ولأن الشرطي كثيرا ما يقوم بمهامه في ظل ظروف صعبة، فقد أكد اللواء هامل على مباشرة مديرية الأمن جملة من التدابير تتمثل أساسا في إرساء قواعد إستراتيجية لمنظومة صحية متكاملة والعمل على تحيينها تجاوبا مع مقتضيات الساعة بالتعاون مع جميع الشركاء. وفي نفس السياق، اعتبر البروفيسور مسعود زيتوني المكلف بتنسيق ومتابعة وتقييم المخطط الوطني لمكافحة السرطان أنه من الطبيعي أن يتوفر جهاز الأمن على بنى تحتية وموارد بشرية تكون في مستوى المسؤولية الموكلة لعناصر الأمن. وقال في تصريح له بوجود تقدم ملحوظ في عدد من المؤسسات الطبية الخاصة بالأمن والمجهزة بأحدث التقنيات مثل ما هو الحال عليه بالنسبة للمؤسسة الاستشفائية الجهوية لوهران التي تم تدشينها حديثا، لكنه أكد على أهمية التكوين للفاعلين في هذا المجال على مختلف المستويات خاصة الجانب البسيكولوجي. من جانبه، أشار مراقب الشرطة بواحمد بو بكر، مدير الصحة والرياضات والنشاط الاجتماعي بالمديرية العامة للأمن الوطني إلى أن مرض «الانزلاق الغضروفي» أو ما يعرف عامة باسم «عرق لاسا» يعد من بين أكثر الأمراض المنتشرة بين عناصر الشرطة بسبب حالة الوقوف المطولة والمتواصلة التي يتطلبها عملهم. وكرم المدير العام للأمن الوطني ثلاثة أطباء مشهود لهم بكفاءتهم ويتعلق الأمر بكل من البروفيسور بن عيسى عبد النبي وهو جرّاح متحصل على جائزة عالم الجزائر لعام 2016 والبروفيسور مهدي يوسف الذي طور مخابر الشرطة، إضافة الى البروفيسور عمران عاشور الذي تكفل بأول حالة سيدا في الجزائر. إلى جانب تكريمه خمسة أطباء متقاعدين عملوا في الطب الأمني وممرضين اثنين عرفانا لهم لما قدموه من أجل الرقي بالصحة الأمنية وتطويرها.