كشف الأمين العام لحركة النهضة أن التحالف السياسي بين النهضة وجبهة العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني، سيفضي بعد الانتخابات التشريعية القادمة إلى انصهار التشكيلات الثلاث في تنظيم واحد وموحد، مشيرا في تصريح ل»المساء» بأن الحوار والعمل التنسيقي من أجل تحقيق تحالفات أكبر ستبقى مفتوحة بعد الانتخابات القادمة أمام كل العائلة السياسية التي تجمعها قواسم مشتركة تخدم المصلحة العليا للوطن. وأوضح السيد ذويبي في اتصال بالمساء أمس، بأن التحالف الذي تم ترسيمه قانونيا نهاية الأسبوع المنصرم، من خلال توقيع مؤسسات المداولة المتمثلة في مجالس الشورى للتشكيلات الثلاث على الوثائق التي تؤسس لهذا التحالف، يحمل صيغة التحالف السياسي الاستراتيجي الوحدوي، حيث سيرتقي بعد الانتخابات التشريعية القادمة إلى تنظيم واحد وموحد، مشيرا إلى أن الصيغة التي سيتم بها الإعلان عن هذا التحالف، سياسيا وإعلاميا وكذا تاريخ ذلك ستقرره اللجنة الثلاثية المختصة التي تعمل حاليا على دراسة الإجراءات التنفيذية التي سيتم من خلالها ضبط الصيغة النهائية لهذا التحالف وتقديمها لهيئة الرؤساء، وقد يتم ذلك حسب محدثنا بتنظيم مراسم التوقيع على الإعلان، على شاكلة تلك التي تمت بين حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية منتصف ديسمبر الفارط. ورغم فشل المفاوضات التي كانت قائمة بين الأطراف الثلاثة في وقت سابق مع حركة التغيير، التي اختارت العودة إلى الحركة الأم «حركة مجتمع السلم» من خلال التحالف الذي تم الإعلان عنه أول أمس، بعد موافقة مجلسي شورى التشكيلتين، إلا أن الأمين العام لحركة النهضة يرفض الحديث عن نهاية التنسيق والحوار من أجل تحقيق تحالف أوسع، «قد لا يقتصر فقط على أبناء التيار الإسلامي، بل يشمل أيضا أطرافا في العائلة السياسية التي تحمل نفس الأهداف»، إذ أكد في هذا الصدد بأن «العملية السياسية تبقى دائما مفتوحة وليست مغلقة، والذي يغلقها يغلق على نفسه أبواب الخير»، مشيرا إلى أن الأبواب تبقى مفتوحة للحوار والتنسيق للوصول إلى بناء تحالفات جديدة، «والتي قد تكون بصيغة الاندماج أو بصيغة أخرى، وقد تكون قبل الانتخابات أو بعدها». «ولن يستثني هذا العمل التنسيقي، لا حركة الإصلاح الوطني ولا حركة مجتمع السلم»، حسب السيد ذويبي الذي أعرب عن أمله في التحاقهما بالتحالف المنشود، مشيرا إلى وجود عمل تنسيقي في الميدان في هذا الاتجاه، «إلا أن مآلات هذا العمل قد تحتاج عملا تنسيقيا في الميدان وأرجع أسباب تأخر بعض التشكيلات تفضل مزيدا من الوقت والدراسة». محدثنا أكد أن حركة النهضة تعمل على التنسيق مع كل العائلة السياسية من أجل بناء تحالف خادم للوطن، قائلا في هذا الخصوص «لا يهمنا فقط التيار الإسلامي، وإنما أن يكون التعاون والتحالف بين كل العائلة السياسية، ونحن لا نستثني أي أحد»، مقدرا بأن التحالف الذي يفيد الجزائر أكثر، هو الذي يكون بعد الانتخابات التشريعية القادمة، «حيث تكون تحالفات سياسية تعطى فيها الأولوية للقواسم المشتركة التي تهم كل الأطراف، وتوجه لرفع التحديات الكثيرة». وبعد أن لاحظ بأن «كل الناس تتكلم عن الأزمة الاقتصادية وعن تأمين الجزائر وعن دعم الحريات وضمان نزاهة الانتخابات»، اعتبر ذويبي هذه التحديات قواسم مشتركة قد تكون هي برنامج التحالف السياسي في المستقبل، وأشار في نفس السياق إلى أن الهدف الذي تتطلع إليه التشكيلات التي أعلنت تحالفها الاندماجي، لا ينحصر في تحقيق وحدة التيار الإسلامي فقط، وإنما في تحقيق وحدة وطنية بين العائلة السياسية، من خلال الصيغ المتعددة والمتنوعة المتاحة لهذه الوحدة والتي تعتبر التحالفات السياسية إحداها، مؤكدا بأن هذا المسعى يمكن ضمان تجسيده «في حال كانت الانتخابات القادمة حرة ونزيهة وأفرزت خارطة سياسية، تشجع على هذا التحالف مستقبلا». للتذكير، فقد صادقت مجالس الشورى لكل من جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة وحركة البناء الوطني، يوم الجمعة المنصرم على مشروع التحالف السياسي الاستراتيجي الوحدوي بينها، معتبرة العمل الوحدوي فريضة شرعية وحتمية واقعية وخيار استراتيجي أملته واجبات حماية البلاد من التحرشات الأجنبية وانعكاسات التطرف والفساد وتعميق وإحياء قيم الفاتح من نوفمبر في حياة الأجيال الجديدة. كما عبّرت التشكيلات الثلاث عن استعدادها للتعاون والتنسيق مع كل مكونات الساحة السياسية بما يخدم مصلحة الجزائر ويضمن المكانة اللائقة للشعب الجزائري.