شهدت احتفالية اليوم العالمي للمناطق الرطبة، التي نظمتها حديقة التجارب الحامة مؤخرا، مشاركة عدد من الأطفال من مختلف المستويات الدراسية، حيث ارتأى القائمون على التظاهر أهمية حث الطفل وتحسيسه بأهمية هذه المسطحات المائية التي تمثل شريان الحياة، بالنظر إلى أهميتها الاقتصادية والاجتماعية ودورها في التوازن الإيكولوجي، مما يتطلب المحافظة عليها من كل مظاهر التلوث. أوضح عبد الرحمان عرعار، رئيس جمعية «ندى» للدفاع عن حقوق الأطفال، خلال مشاركته في التظاهرة، أنه آن الأوان لإشراك مختلف شرائح المجتمع في العمليات التي تهدف إلى حماية البيئة، بعد التهديدات العديدة التي تحدق بطبيعتنا، فإشراك كل عنصر كفيل بالحد من تلويثها. تحصي الجزائر 1451 منطقة رطبة، منها 762 منطقة طبيعية و689 منطقة اصطناعية، تعمل تلك المسطحات المائية على الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع الإيكولوجي، الأمر الذي يجعلها القلب النابض للبيئة. وتتوزع تلك المناطق الرطبة بين بحيرات ومستنقعات وسبخات، العديد منها مصنفة وفق اتفاقية «رامسار» الدولية. وأوضح عرعار أن إشراك الطفل في هذا النوع من التظاهرات، تسمح له بتبني «التفكير البيئي» الذي يجعله صديقا للبيئة منذ صغره، ليتعلم مختلف سبل حمايتها والحفاظ عليها. فالطفل عنصر فعال في المجتمع ويعتبر حامل الرسالة وسط عائلته التي يمكن له أن يؤثر عليها بشكل كبير. أوضح المتحدث أن الحملات التحسيسية المتعلقة بالبيئة والمنظمة في كل مناسبة، لها انعكاسات خاصة على المجتمع، تتضح أكثر خلال التماس الوعي البيئي بين مختلف شرائحه، مما يشجع على الاستمرار في تلك المبادرات الهادفة إلى حماية بيئتنا من كل خطر محدق بها، لاسيما تلك التهديدات المرتبطة بالمناطق الرطبة التي تحتوي على ثروة نباتية وسمكية نادرة، بالإضافة إلى اعتبارها مناطق عبور وتعشيش للعديد من أصناف الطيور المهاجرة أو الساكنة، وهو ما يلاحظ مع بداية فصل الخريف، حين تستقطب مئات الآلاف من الطيور، فضلا على أنها مناطق تعمل على الحفاظ على التوازنات البيئية بتخفيض حدة الفيضانات، وتزود جوف الأرض بالمياه وتساهم في استقرار المناخ وتخفيض من حدة التلوث، بالإضافة إلى أنها مناطق جذب سياحي بامتياز، وهذا ما يجعل المناطق الرطبة محل اهتمام الباحثين والطلبة المهتمين بدراسة أنماط عيش وتعشيش الطيور. في هذا الشأن، اعتبر عرعار أن العمليات التوعوية في وسط النشء تعد أحسن الوسائل للحفاظ على المناطق الرطبة، موضحا أن الخرجة الميدانية للتلاميذ، والتي نظمت مؤخرا في حديقة التجارب بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة، كانت فرصة للتعرف على المنطقة الرطبة بالحديقة، وتقريب الطفل منها بهدف التعرف على الأصناف القاطنة بها، ومتابعة عن قرب حركة الطيور المائية المهاجرة إلى هذه المسطحة.