تسببت الأمطار الغزيرة المتساقطة بالمناطق الغربية في وفاة خمسة أشخاص في كل من البيض و معسكر وسعيدة وإصابة ثالث بمنطقة عين الحجر بسعيدة. وستستمر هذه الأمطار ممتدة لبعض المناطق الأخرى حيث ستشهد المناطق الغربية والوسطى أمطارا غزيرة وانخفاضا في درجة الحرارة مع تسجيل تساقط أولى الثلوج على المرتفعات التي يفوق علوها 1700 متر يومي الخميس والجمعة، وذلك بعد التقلبات الجوية المرتقبة ابتداء من يوم الغد الثلاثاء بالمناطق الشمالية للبلاد والتي من المنتظر أن تعرف هبوب رياح قوية متبوعة بتساقط كميات معتبرة من الأمطار. فقد تسببت الفيضانات التي شهدتها أمس بلدية عين البنيان جنوب عاصمة ولاية معسكر في وفاة شخصين جرفتهما سيول الوادي حسبما أفاد به نائب رئيس المجلس الشعبي للبلدية. كما توفي شخص يتعدى سن الثلاثين من عمره بعد أن جرفته مياه وادي أربوات جنوب عاصمة ولاية البيض صباح أمس عقب محاولته اجتياز الوادي الذي كان في أوج فيضانه حسبما أفاد به رئيس خلية الأزمة التي تم تنصيبها بدائرة الأبيض سيدي الشيخ. وذكر رئيس خلية المتابعة أن عدد العائلات التي تم إعادة إيوائها بسبب تضررها من الأمطار الغزيرة المتساقطة ارتفع إلى 36 عائلة ببلدية الأبيض سيدي الشيخ موضحا انه تم إسكانها بصفة مؤقتة بكل من مركزي التكوين المهني والتمهين وأيضا بمركز التكفل البيداغوجي في نفس البلدية. وأفاد مدير الطاقة والمناجم بالولاية أنه تم إعادة ربط كل من بلديتي المحرة والشلالة ليلة السبت بشبكة الكهرباء بعد تدخل المصالح التقنية لسونلغاز ميدانيا وأيضا تم التكفل بربط بلدية الكاف لحمر بالغاز الطبيعي خلال نفس اليوم. وأشار نفس المسؤول إلى انقطاع الكهرباء بكل من بلديات عين العراك أربوات وبوسمغون نتيجة تحطم 11عمودا كهربائيا بهذه الجهة وأفاد أنه تعذر التدخل الميداني بسبب سرعة المياه المتدفقة عبر الأودية المتواجدة بهذه المناطق. وللعلم فإنه تم الإعلان عن المخطط الإستعجالي للكوارث الطبيعية منذ الساعات الأولى للفيضانات التي شهدتها دائرة الأبيض سيدي الشيخ. وبولاية النعامة سجلت فرق الحماية المدنية ليلة السبت إلى الأحد 78 تدخلا بعدة مناطق من الولاية تضررت جراء تساقط كميات معتبرة من الأمطار منها الإيواء المؤقت ل8 عائلات ببلدية البيوض تعرضت منازلها لتشققات وتسربات مائية فضلا عن إنقاذ ستة أشخاص جرفتهم مياه الأودية بالطريق الوطني رقم 6 حسب حصيلة لنفس المصالح. وقد تسببت الأمطار في غمور المياه لمداخل العديد من المساكن بالأحياء والمؤسسات التربوية ببلديات النعامة والمشرية والبيوض مما استدعى تدخل فرق الحماية المدنية لامتصاص المياه. وسجلت بهذا الشأن 30 عملية بعضها لا تزال متواصلة كحي 540 مسكن بالنعامة الذي عزلت فيه بعض العمارات وجرفت بعض السيارات بسبب قوة سيلان المياه. وحسب نفس المصدر فقد سجل بولاية النعامة انقطاع دام لأزيد من ست ساعات لحركة المرور عبر بعض المقاطع من الطريقين الوطنيين رقم 6 و 47 كنقطة مرور الوادي بالمكان المسمى عين مقطع الدلي على بعد 20 كلم جنوب بلدية النعامة وعلى بعد 10 كلم من بلدية البيوض جنوبا أين يقطع وادي الخبازة وكذا الطريق غير المصنف المؤدي لبلدية عسلة وفي مفترق الطرق المؤدي لقرية ميكاليس وكذا بعدة نقاط بين بلدية جنين بورزق وقرية حجرات المقيل. وللتذكير فقد سجلت أمطار غزيرة خلال يوم السبت بولاية البيض خلفت خسائر مادية معتبرة ببلدية الأبيض سيدي الشيخ وألحقت أضرارا بعدد من المنشآت التربوية بها وبعدة مساكن بمنطقة "القصر الغربي" وكذا شل حركة المرور بعدد من طرق الولاية نتيجة السيول حسبما علم من ديوان الوالي. وأكدت مصالح الحماية المدنية أمس أن الضحايا الثلاثة بولبية سعيدة كانوا يستقلون سيارة أجرة بمنطقة عين الحجر التي تبعد بحوالي 7 كيلومتر عن ولاية السعيدة أول أمس لما جرفت مياه الأمطار سيارتهم وتسببت في مقتل أحدهم مباشرة فيما سجل الثاني في عداد المفقودين إلى أن وجدت جثته صباح أمس بمنطقة سيدي معمر التي تبعد بحوالي 4 كيلومتر عن مكان الحادث. وقامت مختلف فرق الحماية المدنية المنتشرة عبر مختلف بلديات سعيدة ب 32 تدخلا جراء هذه الأمطار الغزيرة التي سجلتها المنطقة منذ يوم السبت. من جهته أكد الشيخ فرحات مختص في الأحوال الجوية ل" المساء" أمس أن نهاية الأسبوع ستعرف انخفاضا تحت المعدل في درجة الحرارة مع أمطار غزيرة حيث ينتظر تساقط بعض الكميات من الثلوج بالمناطق الغربية والوسطى يومي الخميس وكذا الجمعة. ومن المنتظر أن تعرف حالة الطقس ابتداء من اليوم تحسنا مع تسجيل بعض الغيوم بالمناطق الوسطى. في حين يتوقع أن يتغير الجو غدا الثلاثاء ابتداء من آخر النهار بسبب انخفاض الضغط الجوي الذي سيتسبب في اضطراب جوي بالمناطق الشمالية. مع هبوب رياح قوية ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء تتسبب هي الأخرى في تساقط أمطار معتبرة ابتداء من يوم الأربعاء حيث ستنخفض كذلك درجة الحرارة إلى حوالي 14 درجة مئوية بالمدن الساحلية خاصة الغربية منها والوسطى، على أن تنخفض درجة الحرارة بمناطق الهضاب العليا إلى حوالي 9 و 8 درجات، في انتظار تساقط الثلوج يوم الخميس أو الجمعة بالمرتفعات كما أسلفنا. أما فيما يخص حالة البحر فمن المنتظر أن يكون بحرا مضطربا إلى كثير الهيجان خاصة بالغرب والوسط بسبب الرياح القوية التي تتراوح ما بين 60 إلى 90 كيلومتر في الساعة ابتداء من يوم الأربعاء. وتسببت التقلبات الجوية التي ميزت مؤخرا ولايات الجنوب الغربي للبلاد في انقطاع حركة المرور عبر العديد من الطرقات. حيث أوضحت حصيلة للدرك الوطني أن فيضانات الأودية بولاية بشار أدت إلى غلق الطرقات الوطنية والولائية أمام حركة المرور ببلديات أولاد خويدر، بني ونيف، العبادلة، تاغيت، بوكايس، موغل، والقنادسة. وبعد وقوع هذه الفيضانات اتخذت ولاية بشار عدة تدابير من أجل الوقاية من الأمراض المتنقلة عن طريق المياه والعدوى عبر مختلف بلديات الولاية المتضررة. وذلك من أجل تفادي اختلاط المياه الصالحة للشرب جراء الفيضانات بشبكة مياه الصرف الصحي. كما جندت الولاية مختلف الهيئات الاستشفائية والطبية للتكفل بالأمراض الناجمة عن الفيضانات حيث دعت وزارة الصحة إلى فتح جناح للتكفل بالأمراض المعدية، مع توفير الإمكانيات لمعالجة المياه الموجهة لشبكات الماء الشروب بغية حماية صحة المواطن خاصة بالمناطق الأكثر تضررا. كما أدت فيضانات الأودية كذلك بولاية سعيدة إلى غلق الطرقات بكل من بلديات يوب، أولاد إبراهيم، وعين الحجر مع شل حركة المرور بكل من بلدية مرحوم بسيدي بلعباس، وقصر الحيران بالأغواط. وتسببت الأمطار المتساقطة ببعض مناطق الوطن خاصة الجنوبية منها في تدفق بعض وديانها مثلما حدث بوادي ميزاب مما تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وكانت أثار الكارثة مرشحة لخسائر أكبر لولا السد أو الجدار الواقي الذي بني بمحاذاة الوادي والذي منع كميات كبيرة من المياه من التدفق حسبما أكده المختصون في الميدان والذين أكدوا أن عدة أودية بالبلاد مهددة بالفيضان في حال تساقط أمطار طوفانية مما يتطلب أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من كوارثها وذلك بالشروع العاجل في توسيع بعض الأودية لتمكينها من استيعاب كميات أكبر من المياه ومنعها من التدفق. وفي هذا الصدد أكد رئيس مصلحة تطوير المنشآت القاعدية على مستوى مديرية الأشغال العمومية بأدرار أن جسر" فم الخنق" المتواجد بحدود ولايتي بشار وأدرار بحاجة إلى دراسة قصد إعداد مشروع لتمديده وإعادة الاعتبار له. لأن اتساع مجرى نهر الساورة إلى أزيد من 200 متر عرضا في النقطة التي بني بها الجسر تجعل من الضروري إعادة النظر في هذه المنشأة القاعدية للرفع من طولها من 77 مترا حاليا إلى 200 متر. للوقاية من خطر الفيضان حيث تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت بالمنطقة والتي لم يشهد لها مثيل منذ سنة 1967 في تدفق هائل لمياه النهر واتساع مجراه بشكل قد يهدد المشروع مستقبلا ويقلل من نجاعته ما لم تدخل تعديلات على دراسته حتى وان لم يتعرض جسر فم الخنق لحد الآن إلى خسائر رغم قوة سيلان نهر الساورة، فيما تأثر جسم قديم مجاور له وتضرر جزء من طريق محاذي له على طول 100 متر عند كل مدخل مما جعل المسؤولين المحليين يلجأون إلى ملء الأماكن التي جرفتها المياه بالحجارة في محاولة لإعادة ربط الصلة بالمناطق الشمالية من الولاية وفتح مسلك بين أدرار وبشار اللتين تبقى المواصلات بينهما شبه مغلقة منذ 13 أكتوبر الأخير.