في سيناريو مفاجئ، يدل على عودة مولودية وهران إلى مهازلها السابقة، التسييرية بالدرجة الأولى، أعلن رئيسها بلحاج أحمد المدعو «بابا» في وقت متأخر من أول أمس، صرف نظره عن جلب المدرب محمد حنكوش، وتجديد الثقة في المستقيل عمر بلعطوي، مؤكدا أن هذا الأخير سيشرف على التعداد فيما تبقى من حصص تدريبية لهذا الأسبوع، بل وباقي الموسم الحالي، رفقة مساعده مشري بشير، مبررا عدم مجيئ التقني المعسكري لأنه يوجد في وضعية قانونية، إذ لم يفسخ عقده بعد مع فريقه السابق مولودية بجاية، هذا الأخير الذي يطالب حنكوش بإعادة شهرين من المستحقات التي تحصل عليها، أي مبلغ 240 مليون سنتيم حتى يطلق سراحه. غير أن أخبارا متواترة تحدثت عن غضب كبير انتاب أغلب الأنصار لتعيين حنكوش، وتكون قد هددت بقطع الطريق عليه لتدريب مولوديتهم، ملحين على عودة ابن الفريق عمر بلعطوي، وهو نفس المطلب الذي تم تبليغ الرئيس «بابا» من أفواه هؤلاء الأنصار الذين تنقلوا إلى بيته، مبررين أن المشكل ليس في المدرب بلعطوي، بل في تخاذل بعض اللاعبين، وعدم تبليلهم القميص في المباريات الرسمية، وذهبوا بعيدا عندما طلبوا منه فتح أبواب الملعب أمامهم للحضور مجددا للتدريبات، لتحسيس اللاعبين بمسؤوليتهم تجاه فريقهم وأنصاره، وعدم التلاعب بمشاعرهم، ويكون قد رضخ لمطلبهم بإعادة بلعطوي، وانتقل إلى منزله رفقة الكاتب العام توفيق بلحسن، لإقناعه بالعدول عن قراره بالانسحاب من الفريق. نفس الخطوة قام بها الأنصار الذين وعدوا بلعطوي مساندته بقوة، والتصدي لكل من يتعرض له بالشتم والسباب، في انتظار حصولهم على مطلب حضور الحصص التدريبية. «بابا» ولتبرير تراجعه عن انتداب حنكوش، قال بأن مصلحة فريقه هي التي أملت عليه صرف النظر عن استقدام حنكوش الذي يوجد في قبضة حديدية مع فريقه السابق مولودية بجاية، ولا يعلم إن كانت ستجد الحل قريبا، لذلك يضيف «بابا»- لم يشأ الانتظار مزيدا من الوقت، لأن المولودية كانت بحاجة إلى مدرب بصفة عاجلة. أما المدرب بلعطوي، فأكد بأن إلحاح الأنصار الأوفياء هو الذي عاد به إلى العارضة الفنية لمولودية وهران، التي لا يمكن أن يدير لها ظهره، وسيعمل جاهدا رفقة باقي أعضاء الطاقم على فك العقدة النفسية التي يعاني منها اللاعبون. أما المدرب حنكوش، الذي كان أكد ل«المساء» في وقت سابق، أنه اتفق مع الرئيس «بابا» على كل شيء، وسيشرف على أول حصة تدريبية لمولودية وهران أول أمس، ويشرح للاعبين خطة عمله، فقال بأن ما حصل يدخل في نطاق «المكتوب»، ومن حق الرئيس «بابا» التراجع عن اتفاقه معه، رغم أنه كان متشوقا لتدريب مولودية وهران. مديوني وهران ... شراكة يثّمن انتفاضة التشكيلة ويطالبها بمرتبة مشرفة حتى وإن ضيع حظوظه كاملة في اللعب على بطاقة الصعود، إلا أن انتفاضة مديوني في الجولات الأخيرة، أراحت أنصار «الحماما» ومسيريهم، وفي مقدمتهم الرئيس شراكة بن عيسى، الذي أثنى كثيرا على الفوز الذي عادت به تشكيلته في نهاية الأسبوع الماضي، من ميدان اتحاد حجوط الذي هزمته بهدف عابد في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة، مؤكد أنها قدمت مباراة في المستوى، ودعاها إلى مواصلة اللعب بنفس العزيمة إلى غاية نهاية الموسم. وفضلا عن الوقع الإيجابي لهذا الانتصار على معنويات مكونات أسرة مديوني، فإن الأثر الإيجابي الآخر تمثل في ارتقاء الفريق في سلم الترتيب، حيث أضحى رابعا بمفرده، وبرصيد 33 نقطة، مما يريحه من عناء البحث عن تأمين زيّه من الهبوط، والالتفات بدل ذلك لتحصيل رتبة مشرفة، وتحضير الموسم القادم، بمنح الفرصة لعناصر شابة تتعود على جو المنافسة مع تشكيلة الأكابر، تمهيدا للاعتماد عليها مستقبلا. وكانت التشكيلة، استأنفت تدريباتها بغابة «كناستيل» كالعادة، وبمعنويات مرتفعة جراء الفوز بمعاقل حجوط، وكذلك المنحة المخصصة نظير ذلك، والمقدرة بمليون ونصف المليون سنتيم، من شأنها بعث الحيوية وعزيمة أكبر قبل ملاقاة الجار أولمبي أرزيو في «داربي» قوي، مبرمج يوم السبت القادم بملعب الحبيب بوعقل. وفي سياق متصل، عرفت التدريبات الأخيرة انضمام المدافع الأيمن الشاب تسوريا، للتدريب فقط دون المشاركة في المقابلات الرسمية، بعدما كانت أقدمت إدارة مديوني على التخلي عن خدماته في خطوة مفاجئة منها، على اعتبار أن تسوريا كان ركيزة أساسية الموسم الماضي، ليجد نفسه دون فريق طيلة الفترة التي غادر فيها ممثل حي «الغوالم»، ما دفع أحد المقربين من مديوني التدخل لدى المسيرين من أجل استعادة هذا اللاعب الشاب للتدريب، ولعب المقابلات الودية التحضيرية إعدادا له للموسم القادم، وهو ما استجاب له المناجير العام قديح زواوي، الذي استغرب التخلي عن لاعب صغير السن، سمحت له موهبته اللعب في القسم الوطني الأول وبألوان جمعية هران المدرسة التي تخرج منها.