زلزال قوي هزّ أركان بيت الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أول أمس (الخميس)، حيث هوت إمبراطورية عيسى حياتو، بشكل لم يتوقعه سوى الذين خططوا في صمت لإسقاط العجوز الكاميروني، وكان لهم ما أرادوا بالعاصمة الإثيوبية أديسا بابا، منهين أسطورة زعيم (الكاف) بعد 29 سنة من الحكم وسبع عهدات متتالية دون منافس على عرش أهم وأغنى كونفيدرالية رياضية في القارة السمراء. « القيصر» حياتو لم يشك ولو لحظة أن الخميس 16 مارس 2017 ستكون نهايته، بعد أن خسر بطريقة لم تكن في حسبانه في الانتخابات التي جرت بالعاصمة الإثيوبية، والتي زكت مرشح مدغشقر أحمد أحمد، الذي انتخب رئيسا جديدا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعد أن حصد 34 صوتا مقابل 20 صوتا للعجوز الكاميروني في سيناريو صادم للرياضيين وللمحللين. عيسى حياتو المتربع على عرش الكرة الإفريقية منذ سنة 1988، لم يتوقع الخروج من الباب الضيق حيث انقلب ضده حتى أقرب رجاله من أعضاء الجمعية العامة للكاف، بعد أن اختاروا المترشح الملغاشي أحمد أحمد، المزكى من قبل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو، الراغب في إحداث تغيير على هرم الكرة الإفريقية لإضفاء مزيد من الشفافية بعد أن بلغ الفساد أوجه تحت سلطة العجوز عيسى. رغم أن الرئيس الجديد لم يعلن ترشحه إلا منذ شهرين فقط، إلا أنه حظي بدعم كبير داخل الجمعية العامة للكاف، وبمناورة من اتحاد دول جنوب إفريقيا «الكوسافا»، والذي يضم 14 عضوا، حيث قاد هؤلاء حملة دعائية داخل قصر (الكاف) من أجل الإطاحة بحياتو، مرتكزين على مبدأ محاربة الرشوة والفساد، وإطلاق وعود بإحداث تغييرات إيجابية على الكرة الإفريقية. ظهر ذلك جليا من خلال حصد أحمد أحمد ل34 صوتا، متفوقا على حياتو بفارق 14 صوتا من أصل 54 مصوتا. لم يصدق الكاميروني النتائج النهائية للانتخابات مما جعله يغادر القاعة مباشرة، على عكس منافسه الذي احتفل بفوزه وسط فرحة أنصاره ودهشة المتابعين. الرجل القوي الجديد للكاف صرح مباشرة بعد انتخابه قائلا: «لو لم أتوقع وصولي لرئاسة الكاف، لما قدمت ترشيحي الذي تبنى تحت شعار الشفافية». وأضاف: «عندما تحاول القيام بشيء، فذلك يعني أنك قادر على فعله، وإذا كنت لا أستطيع القيام به، فلن أخوضه أبدا... هذا نصر حلو المذاق عندما تعمل بكل جد على مدار سنوات وأشهر ثم تفوز، هذا شيء عظيم.» كما تعهد أحمد أحمد، في برنامجه الانتخابي بإضفاء الشفافية على إدارة «الكاف»، وتوحيد الكرة الافريقية، وكسب الدول التي فقدت ثقتها في الاتحاد وترشيد النفقات، واستثمار أموال الاتحاد بذكاء، والتخلي عن المشاريع المكلّفة وقليلة الجدوى. الملغاشي أحمد أحمد سادس رئيس للكاف أضحى الملغاشي أحمد أحمد، سادس رئيس للكنفيديرلية الإفريقية لكرة القدم، عقب فوزه على العجوز الكاميرونى عيسى حياتو، أول أمس، خلال الانتخابات التي جرت باديس أبابا بإثيوبيا، محققا بذلك مفاجأة كبيرة ويفوز برئاسة «الكاف» في الفترة من 2017 إلى 2021. رؤساء الكاف: ❊ المصري عبد العزيز سالم 1957 - 1958. ❊ المصري محمد عبد العزيز مصطفى 1958 - 1968. ❊ السوداني عبد الحليم محمد 1968 - 1972 / و1987 - 1988. ❊ الإثيوبي يدنكاتشيو تسيما 1972 - 1987. ❊ الكاميروني عيسى حياتو 1988 – 2017. ❊ الملغاشي أحمد أحمد 2017 إلى حد الآن. بطاقة فنية عن أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي الجديد لكرة القدم أحمد أحمد، ليس معروفا إعلاميا، كما أن بلاده مدغشقر ليس لها تاريخ كبير في كرة القدم ولا النفوذ الذي تحظى بها الدول الكبرى في قارة إفريقيا. يبلغ أحمد من العمر 57 عاما، ودرس الحقوق في بلاده ثم في فرنسا، وكان لاعب كرة قدم، ثم أصبح مدربا، قبل أن يدخل عالم السياسة ويتقلد العديد من المناصب بينها وزير الرياضة في مدغشقر ونائب في البرلمان. وانتخب أحمد رئيسا لاتحاد مدغشقر لكرة القدم، ليصبح عضوا في المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهو المنصب الذي سمح له بالترشح لرئاسة الاتحاد. وليست هذه المرة الأولى التي واجه فيها حياتو، منافسة على رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال ثلاثة عقود تقريبا. فقد خاض انتخابات وفاز بها فوزا عريضا في عامي 2000 و2004، وعدل الاتحاد الإفريقي قانونه الأساسي في عام 2015، بإلغاء سقف سن 70 عاما لمن يرغب في الترشح للرئاسة. وبذلك تمكن حياتو، البالغ من العمر 71 عاما، من دخول الانتخابات على فترة رئاسية أخرى. لكن معارضيه التفوا حول رجل يعمل بعيدا عن الأضواء، ولا يظهر في الإعلام كثيرا، كما أن بلده ليس من الدول الكبيرة كرويا في القارة الافريقية. وفي يوم 13 جانفي، سحب الاتحاد الإفريقي من مدغشقر تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 عاما، بزعم ضعف الاستعدادات، وجاء هذا بعد ساعات من إعلان أحمد ترشحه للرئاسة، وهو ما اعتبره معارضو حياتو محاولة للضغط. وربما استفاد أحمد من تراجع نفوذ حياتو في افريقيا، بعد دعمه المرشح البحريني سلمان بن إبراهيم الخليفة في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، أمام الرئيس الحالي جياني انفانتينو.