تعود خلال كل شهر رمضان، ظاهرة مستنكرة يعاني منها الجميع، وهي ظاهرة العصبية خلال النهار، التي يروح ضحيتها أحيانا أشخاص بسبب توترهم وقلقهم وقد تكون لأتفه الأسباب. ورغم الروحانية والإيمان اللذان يطبعان هذا الشهر الفضيل، إلا أن تلك السلوكيات تزعج الصائم، وقد تبطل صيامه إذا ما وصل إلى الشتم أو أذية الناس. يتلازم مع الشهر الفضيل العديد من الظواهر، منها الإيجابية والسلبية، هذه الأخيرة قد تتعدد صيغها وصورها، وتظهر في سلوكياتنا كالعصبية وسرعه الغضب والانفعال، والتي يمكن أن تزيد عن حدها لدى البعض، لتتحول إلى مشاكل حقيقية أحيانا، تنجر معها مناوشات وإساءات لفظية وكذا مصارعات. ولا شك أن كل واحد منا، ولو مرة واحدة خلال هذه المناسبة، كان ضحية تلك العصبية، أو كان هو مفتعلها أو شاهد عليها. وخلال استطلاعنا، اقتربنا من الطبيبة العامة سميرة جوادي التي شرحت لنا الأسباب الحقيقية التي تكون وراء الانفعال والعصبية في رمضان، وكيف يمكن الابتعاد عنها. تقول المختصة بأن سرعة الانفعال في رمضان راجعة إلى نقص نسبة المياه والجلوكوز في الدماغ التي اعتاد عليها الجسم في الأيام الأخرى، وعندما تقل نسبة المياه تقول الطبيبة يبدأ التوتر، ومنه الغضب والانفعال. وقد ترجع عصبية البعض الآخر في فترات الصيام إلى أسباب أخرى، أهمها إدمان مكون أو عنصر معين، كالنيكوتين أو الكافيين أو منبه الشاي، كلها مواد تجعل مستهلكيها يشعرون بسرعة القلق في حال غيابها، إذ أن الجسم اعتاد عليها، والامتناع عن استهلاكها يؤدي إلى خلل في حالته. مضيفة أن الإدمان على التدخين لدى العديدين هو السبب وراء سرعة الانفعال والقلق والعصبية، التي يحاول الترويح عن النفس من خلال صب غضبه على الناس، وقد يكون السبب الذي يفتعل المشكل جد تافه ولا معنى له، ولا يستحق عناء القلق والتوتر من أجله. فالمدخن يعتاد على نسبة من النيكوتين المعتادة في الدم وينقطع فجأة عن التدخين لعدة ساعات، تبدأ أعراض الحرمان من النيكوتين في الظهور فيشعر بالعصبية والغضب، وسرعة الانفعال، وضعف التركيز، وهو نفس الشيء بالنسبة للكافيين، أو منبه الشاي، إلا أن ذلك بدرجات جد أقل. تنصح الدكتورة باستغلال شهر رمضان لتقليل نسبة السجائر تدريجيا وتجنب المعاناة من تلك الأعراض خلال الشهر الكريم، إذ أن الإدمان على استهلاك تلك المواد والانقطاع المفاجئ عن تناولها يؤدي إلى الشعور بالإجهاد والنعاس والعصبية وتقلب المزاج، وإذا طالت مدة انقطاعه يتطور الأمر ليصاب صاحبه بصداع شديد.