تتفاوض شركة "فيسبوك" مع وكلاء في استوديوهات هوليوود بالولايات المتحدةالأمريكية، لإنتاج محتوى بجودة عالية، حيث حددت أواخر هذا الصيف موعدا لإطلاق المشروع، وتخطّط الشركة لإنتاج برامج تلفزيونية أصلية، يصل ثمن الحلقة الواحدة منها إلى 3 ملايين دولار، بالإضافة إلى إنتاج برامج أخرى بتكاليف أقل قد تصل إلى مئات الآلاف للحلقة الواحدة. تأمل "فيسبوك" في الوصول إلى الجماهير الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و34 سنة، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عاما، ومن المتوقع إنتاج أكثر من 20 حلقة بعناوين مختلفة، من بينها عرض "الدولة الأخيرة القائمة"، ولم تكشف "فيسبوك" بعد عن أية تفاصيل بشأن المشروع، كما التزمت الصمت بشأن الشائعات السابقة التي ذكرت نية الشركة إطلاق هذا المشروع منذ العام الماضي. توقع تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن تقوم الشركة التي تملك أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم مع ما يزيد عن 1.96 مليار مستخدم نشط شهريا، بإطلاق الحلقات بطريقة تقليدية، بدلا من نشر موسم كامل دفعة واحدة، مثل نيتفليكس وأمازون، وأضاف التقرير أن "فيسبوك" ترغب أيضا في مشاركة بيانات المشاهدين مع هوليوود. الجدير بالذكر أن "فيسبوك" دفعت ملايين الدولارات لبعض الشركات لبث المحتوى الخاص بها بصورة حصرية على "فيسبوك"، ويمكن لهذا المشروع أن يساعد "فيسبوك" على الإبقاء على المنافسة مع "سناب شات" و«تويتر"، حيث أنّ "سناب شات" على سبيل المثال، يبث محتوى حصريا من شركات كبرى، على غرار "ديزني أو إم تي في"، يتراوح طول حلقاته بين 3 إلى 5 دقائق. ولم يتّضح بعد إذا كانت شركة "فيسبوك" تخطط لإنشاء مقاطع قصيرة مماثلة، ولكن التقارير الأخيرة تشير إلى أنها تفكر في مجموعة متنوعة من الحلقات. وتشير التقارير أيضا إلى أن "فيسبوك" تنوي إطلاق نمطين من الفيديوهات، بحيث يكون النمط الأول على شكل فيديوهات طويلة تستمر من 20 إلى 30 دقيقة، وستكون مُلكا لها، أما النمط الثاني فسيتضمن مقاطع أقصر ولن تكون ملكا للشركة. تطمح "فيسبوك" من وراء هذه الخطوة إلى تحصيل عشرات مليارات الدولارات من المواد الإعلانية المصاحبة للمواد التلفزيونية التي ستنتجها، وقال نائب رئيس الشراكات الإعلامية في "فيسبوك"، نيك غرودين، في بيان "ندعم مجموعة صغيرة من الشركاء والمبدعين، ونفحص عروضهم التي يمكنك بناء مجتمع حولها من الرياضة إلى الكوميديا وكذلك ألعاب الواقع"، وأضاف "نحن نركز على العروض التي يقدمها الشركاء، ونساعدهم على فهم أعمق لما نريده من برامج عبر مختلف القطاعات والمواضيع". وفي 25 ماي الماضي، وقّعت شركة "فيسبوك" صفقات مع عدد من شركات صناعة الأخبار والبرامج الترفيهية بغرض تشغيل خدمة فيديو جديدة تعكف على تطويرها، وأشارت صحيفة "ذا دايلي أكسبراس"بأن مجموعة "ناين ميديا" و«آي تي أن أن" وقَّعتا اتفاقا مع المدير التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربيرغ في هذا الشأن. ولم يكن هذا هو التعاون الوحيد بين الشركتين، إذ كانت "فيسبوك" قد فعلت خدمة لتوصيل حساب "نيتفليكس" بحساب الشخص على شبكة التواصل الاجتماعي لمستخدميها الأمريكيين، والبحث في موقع الأفلام والبرامج عن طريق "فيسبوك". ولا ينوي "فيسبوك" بث مسلسلات تلفزيونية خاصة به شبيهة بالسلسلة السياسية الأشهر "هاوس أوف كاردز" في الوقت الراهن، لكن الفيديوهات الحصرية التي سيعرضها قد تدفع البعض من المتابعين إلى سحب اشتراكاتهم والتخلي عن عروض "نيتفليكس" التي تكلف عملاءها مبالغ تتراوح بين 6 و9 دولارات أمريكية، حسب نوع الإشتراك. ولن تعتمد شركة "فيسبوك" سياسة رسوم الاشتراك للسماح للأفراد بمشاهدة فيديوهاتها، بل ستقدم عروضها مجانا. يذكر أن "يوتيوب" يعتمد منهجية مماثلة، من خلال منح صانعي المحتوى المتعاقد معهم نسبة صغيرة من الموارد المتأتية من الإعلانات مهما كان حجمها. ولأن سوق الفيديو أصبح سوقا مزدهرا، تحرص معظم الشركات التقنية على أن يكون لها حظ فيه، فقد استأجرت شركة "آبل" حديثًا اثنين من كبار المسؤولين التنفيذين في شركة "سوني بيكتشرز تليفيجين"، وهما جيمي ارليشت وزاك فان أمبورج في وقت سابق من هذا الشهر لقيادة جهود برامج الفيديو. وبدأت "آبل" الخطوة التي طال انتظارها بإطلاق مسلسل تلفزيوني أصلي في وقت سابق من شهر يونيو الجاري، مع عرض واقعي يسمى "كوكب التطبيقات"، وهو عرض بدون نص أو سيناريو مسبق موجه للمطورين.