تتجه أنظار هواة الكرة المستديرة ظهر اليوم، الى مختلف الملاعب التي ستحتضن المباريات المتأخرة في رزنامة الجولة 11 من بطولة القسم الوطني الاول لكرة القدم، ولعل أهم ما يميز هذه التسوية هو حضور ضيف جديد يدعى رائد القبة، الذي يدخل السباق لأول مرة بعد ان كسب معركته القانونية مع الفاف، وهي المعركة التي اسالت الكثير من الحبر وعرفت مخاضا عسيرا ادخلها المحاكم الرياضية محليا ودوليا وكانت وراء اجراء تعديلات على الرزنامة... وإذ ينزل الرائد ظهر اليوم على حظيرة الكبار ضيفا، فهو وفي كل الحالات سيكون محط انظار جماهيره التي صبرت وكاد ينفد صبرها بعد ان تأجل هذا الصعود أكثر من مرة. وهكذا ستكون المباراة التي تجمع رائد القبة بفريق مولودية سعيدة، بمثابة اول امتحان حقيقي لأبناء الباهية وبن عمار، الذين سيغزون مدرجات ملعب بلحداد للمشاركة في تدشين موسم فريقهم، الذي لا يأملون منه سوى تشريف الألوان الخضراء والبيضاء بفوز يغلق الافواه التي لم ترحب بهم ضمن هذه الحظيرة، واستاءت من اضطراب الرزنامة بسببهم.. لكن هل سيقوى الرائد على مجاراة ما ينتظره من ماراطون شاق، وهل سيقوى على تأكيد أحقيته في الصعود؟ ذلك ما سنقف عليه ظهر اليوم، عندما يلعب رفاق بن ملاط واحدة من اهم المباريات في هذه البداية الشاقة، التي تنتظر منهم التحلي بالارادة و الانضباط والحرص على عدم تضييع النقاط خاصة فوق ميدانهم... وربما ستكون مولودية سعيدة اكثر حرصا منهم اذا ارادت هي الأخرى تفادي البقاء ضمن المجموعة القريبة من ذيل الترتيب. صراع حاد على مركز الوصيف وبالمقابل، سيكون ملعب الزيوي بحسين داي اكثر استقطابا للجماهير، خاصة من قبل انصار الناديين الوصيفين، وهما نصر حسين داي المطرود من ملعب 20اوت، والذي يريد تداراك سقوطه المر فوق هذا الملعب امام الرائد شبيبة بجاية، ووفاق سطيف العائد تدريجيا الى المقدمة، بل ويسعى إلى الاستحواد عليها من جولة الى اخرى، خاصة وان فوزا في هذه المباراة سيضعه على بعد نقطتين فقط من الرائد، وهو ما ينطبق ايضا على النصرية التي يهمها كثيرا استغلال تواجدها فوق ميدانها من اجل تحقيق مثل هذه الوثبة التي تقربها اكثر من الشبيبة... وانطلاقا من هذه الرغبة المشتركة التي ستضع كل طرف امام تحديات صعبة، يمكن القول ان المواجهة ستكون حامية و كبيرة ومثيرة، والفائز من يعرف كيف يستغل نقاط ضعف خصمه. الشناوة للتأكيد والبوبية على المحك وتتاح أمام فريق مولودية الجزائر فرصة كبيرة، لربح مراكز هامة في الترتيب العام ان هو عرف كيف يتعامل مع ضيفه مولودية باتنة، الذي ما يزال يعيش على نشوة الانتصار الذي حققه في الجولة الفارطة بشق الأنفس أمام اتحاد الحراش، في ظروف قيل أنها كانت مكهربة وغير رياضية. و يبدو من خلال الوجه المشرف الذي ظهر به العميد في لقاء الجولة العاشرة امام جاره شباب بلوزداد، حيث فاز بالعرض و النتيجة، ان كل الظروف ستكون مهيأة امام رفاق باجي للحفاظ على وتيرة نتائجهم الإيجابية، وبالتالي تحقيق الفوز الثالث على التوالي، خاصة وان تصريحات اغلب اللاعبين، وكذا الطاقم الفني، تجمع على ان العميد عاقد العزم على كسب كل لقاءات بولوقين، ومن هنا قد تكون المولودية الضيفة الضحية رقم ثلاثة على التوالي... لكن هناك من يقولون ان الظروف قد تختلف طالما ان المباريات لا تتشابه، وطالما ان الخصم ليس واحدا، ومن هنا نتساءل هل سيفعلها البوبية ويعيدون العميد وجمهوره العريض الى جادة صوابهما؟ قد يحدث ذلك، لأن رهان الميدان يختلف عما يكتب على الورق.