توقع وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار أمس، نجاح عملية التسجيلات الجامعية مع الإجراءات الجديدة التي انطلقت أمس، بالنسبة للطلبة الجدد الحاصلين على شهادة البكالوريا دورة جوان 2017 خاصة مع توفير كل الظروف وتسخير كل الإمكانيات البشرية والمادية لسيرها في ظروف حسنة. وقال وزير التعليم العالي خلال إشرافه أمس، على الانطلاق الرسمي للتسجيلات، انطلاقا من المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي بالجزائر العاصمة، إن الهدف هو التوصل مستقبلا إلى رغبة واحدة تمكن من إلغاء كل المراحل المتعلقة بالتسجيلات الأولية والطعون ويمنح خلالها لطالب مدة عشرة أيام أو أسبوعين لاختيار رغبته والتسجيل مباشرة في التخصص الذي يريد. وأضاف الوزير أن مثل هذا التوجه سيحفز الطالب، وهو في مرحلة الثانوي من الدراسة بكد من أجل الحصول على المعدل الذي يمكنه من متابعة دراسته الجامعية في التخصص الذي يريد. وفي هذا السياق، أكد السيد حجار أنه لا الوزارة ولا الجامعة تحدد معدلات التسجيل في أي تخصص وإنما الأمر يخضع لمسألة العرض والطلب التي تخضع بدورها لأربعة شروط أولاها الرغبات المعبر عنها من طرف حامل شهادة البكالوريا، وثانيا الشعبة والمعدل المحصل عليه وفي بعض التخصصات النقاط المحصلة في المواد الأساسية. ثم قدرات استقبال مؤسسات التعليم العالي والتكوين العاليين ورابعا الدوائر الجغرافية. وأعطى مثلا على ذلك بجامعة العلوم الطبية ببن عكنون التي ستفتح هذا العام ألف مقعد وبالتالي يتم تصنيف الاختيارات من صاحب أعلى معدل إلى غاية الوصول إلى الطالب رقم ألف الذي يحدد معدله المعدل الأدنى للدخول إلى كلية الطب. وبالتالي فإنه سيتم التعرف على معدلات التسجيل في مختلف التخصصات بعد الانتهاء من عملية التسجيلات الأولية التي انطلقت أمس، وتدوم إلى غاية السبت القادم. ولدى متابعته لسير العملية بكل من جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بباب الزوار ثم الجامعة المركزية وسط العاصمة، أشار الوزير إلى أنه، وبعد قرابة الساعة والنصف من انطلاق التسجيلات، بلغ عدد الطلبة الذين تصفحوا موقع الأنترنت الخاص بالعملية أكثر من 32 ألف بينما أكد 1600 منهم رغباتهم. وهو ما جعله يجدد دعوته للطلبة الجدد بعدم التسرع والتريث في اختيار رغباتهم خاصة وأن الجديد هذه السنة هو أن يختار كل طالب أربع رغبات على أن يكون واحد من نظام «ماستر ليسانس دكتوراه» حتى يضمن التسجيل في تخصص ما. وأضاف أن الطلبة الذين لا تعجبهم التوجيهات الأولى التي يتم الإعلان عن نتائجها مساء ال11 أوت، ستمنح لهم فرصة ثانية يومي 12 و13 من نفس الشهر لإعادة اختيار أربع رغبات جديدة تكون نهائية ويتم أوتوماتيكيا إلغاء الرغبات الأربع الأولى. وبلغة الأرقام، فإن الدخول الجامعي 2017 /2018 يميزه حصول 341 ألف و744 تلميذ على شهادة البكالوريا، توقع حجار أن يتقدم للتسجيلات عدد أقل لا يتجاوز 330 ألف ليصل بذلك العدد الإجمالي للطلبة خلال الدخول المقبل إلى 1،655 مليون طالب، يؤطرهم 60 ألف أستاذ، 20 بالمائة من هؤلاء الأساتذة من ذوي الرتب العالية مقابل 1،54 مليون طالب خلال السنة الجامعية الماضية. وتوقع أن يصل عدد المتخرجين ما بين الليسانس والماستر خلال هذه السنة إلى حوالي 324 ألف متخرج بما يشكل نوع من التوازن بين الداخلين والمتخرجين. كما أشار حجار إلى استلام قطاعه ل 80 ألف مقعد بيداغوجي جديد ليصل العدد الإجمالي إلى مليون و411 ألف مقعد، مقابل مليون و330 ألف مقعد خلال السنة الجامعية السابقة، إضافة إلى استلام 49 ألف سرير ليصل العدد الإجمالي إلى 700 ألف سرير، مقابل 668 ألف خلال الموسم الماضي. واعتبر الوزير هذه الأعداد سواء فيما يتعلق بالمقاعد البيداغوجية أو الأسرة، كافية لتلبية احتياجات الطلبة، مشيرا إلى أن أقل من 40 بالمائة من الطلبة يقطنون في الأحياء الجامعية، في نفس الوقت الذي ذكر فيه بأن الدخول الجامعي بالنسبة للطلبة الجدد سيكون يوم 17 سبتمبر القادم و5 سبتمبر بالنسبة للطلبة القدامى. وفي الأخير، طمأن وزير التعليم العالي والبحث العلمي بأن الجامعة الجزائرية بخير وقال إنها تصف في المراتب الألفين الأولى عالميا من أصل 27 ألف جامعة. لكنه قلل من أهمية هذه التصنيفات العالمية التي قال إنها تخضع لترتيب تجاري وتعتمد مؤشرات لا تتعلق بنوعية التعليم وإنما بالبحث العلمي وعادة ما تلجأ الجامعات التي تحتل المراتب الأولى إلى عملية الغش من خلال الاستعانة بأساتذة ذوي السمعة العالمية لفترة معينة فقط من أجل كسب النقاط التي تؤهلهم لاحتلال تلك المراتب وهو ما لا تقوم به الجامعة الجزائرية. اتفاقية شراكة مع قطاع التكوين لتحسين الخدمات الجامعية كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار أمس، عن توقيع اتفاقية شراكة قريبا مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين من أجل تكوين العمال في مجال الإطعام ضمن مسعى لتحسين نوعية الخدمات الجامعية التي تقدم للطالب. وقال وزير التعليم العالي خلال إشرافه على الانطلاق الرسمي لعملية التسجيلات الجامعية الأولية لحاملي شهادة البكالوريا من المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي أن الجديد هذه السنة، إضافة إلى تحديد أربع رغبات هو فتح أرضية للطلبة من أجل اختيار إقاماتهم الجامعية عبر الانترنت. وذكر في الأخير بتنظيم ندوة وطنية نهاية العام الجاري بمشاركة كل مكونات الأسرة الجامعية من أجل مناقشة ملف رداءة الخدمات الجامعية وإيجاد حلول مشتركة لتحسينها.