بعد أن بدأت تعاملاتها، صباح أمس، بتراجع متأثرة بزيادة غير متوقعة في مخزونات الوقود الأمريكية، عادت أسعار النفط للانتعاش مساء لتعود إلى مستوى يصل إلى حدود ال52 دولارا للبرميل بل فاق ال52 دولارا أحيانا، وبالتالي تتجاهل البيانات المنشورة عن تطورات المخزونات. حيث تم تداول برميل النفط في السوق العالمية تحت ال50 دولارا في بداية التداولات، لاسيما بعد استمرار الضغوط الناتجة عن ارتفاع إمدادات «أوبك». وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ب40 سنتا أو 0.8 بالمائة عن التسوية السابقة ليصل إلى 48.76 دولار للبرميل، بعدما فتحت عقود الخام الأمريكي فوق 50 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء لأول مرة منذ 25 ماي. ونزل خام القياس العالمي مزيج برنت 39 سنتا أو 0.8 بالمائة عن الإغلاق السابق ليصل إلى 51.39 دولار للبرميل. بعدها ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ب12 سنتا إلى 51.90 دولار للبرميل بحلول الظهيرة لتصعد من أدنى مستوى لها في الجلسة البالغ 51.18 دولار للبرميل. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتا واحدا إلى 49.17 دولار للبرميل. وحسب معهد البترول الأمريكي، فإن مخزونات الخام الأمريكية زادت بواقع 1.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 28 جويلية، لتصل إلى 488.8 مليون برميل. ولم يساهم انخفاض المخزونات في الآونة الأخيرة في تقليص الفجوة بين العرض والطلب في السوق الأمريكية. وكشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس أن مخزونات النفط والبنزين والديزل انخفضت في الأسبوع الماضي ب1.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 جويلية، بعيدا عن توقعات المحللين الذين تحدثوا عن انخفاض قدره ثلاثة ملايين برميل. وقالت الإدارة إن مخزونات الخام بنقطة التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما انخفضت 39 ألف برميل. وتراجعت مخزونات البنزين 2.5 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع للرأي أجرته رويترز لانخفاض قدره 636 ألف برميل. وتقلصت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة بمقدار 150 ألف برميل مقارنة مع توقعات لانخفاض قدره 525 ألف برميل، حسبما تظهره بيانات إدارة معلومات الطاقة. وارتفع استهلاك الخام بمصافي الخام بواقع 123 ألف برميل يوميا بحسب البيانات بينما زاد معدل استغلال الطاقة الإنتاجية للمصافي 1.1 نقطة مئوية. وزادت واردات الولاياتالمتحدة من الخام الأسبوع الماضي 537 ألف برميل يوميا. وخارج الولاياتالمتحدة تراجع خام برنت بسبب تقارير نشرت هذا الأسبوع وأظهرت أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بلغ أعلى مستوى له في 2017 عند 33 مليون برميل يوميا، رغم تعهد أوبك ومنتجين مستقلين من بينهم روسيا بخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا في الفترة بين جانفي الماضي ومارس 2018. واقع لايعكس التصريحات التي كثيرا ما تنقلها وسائل الاعلام لاسيما من طرف أعضاء المنظمة الذين يؤكدون في كل مرة التزامهم بتخفيض الانتاج. في هذا الصدد قال الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت جمال جعفر، أمس، إن الكويت ملتزمة تماما باتفاق خفض إنتاج النفط المبرم بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين المستقلين. وصرح للصحفيين «ملتزمون تماما بالاتفاق... ولن نرفع إنتاجنا ببرميل إضافي عن الحصة المقررة». من جهة أخرى، أظهرت بيانات من وزارة الطاقة الروسية أمس أن إنتاج روسيا من النفط بلغ 10.95 مليون برميل يوميا في جويلية دون تغير عن مستواه للشهر الثالث على التوالي وبما يتفق مع تعهدها خفض الإنتاج بهدف دعم أسعار الخام.