يحل فريق طبي متكون من 30 طبيبا جزائريا مقيما بفرنسا في ال9 سبتمبر المقبل بولاية برج بوعريريج لإجراء فحوصات متخصصة وعدة عمليات جراحية معقدة بالمجان لمدة 10 أيام بعدد من المؤسسات الاستشفائية بالولاية.وستسمح هذه المبادرة للعديد من المرضى المعوزين بالاستفادة من فحوصات دقيقة وعمليات جراحية في عدة تخصصات طبية على غرار جراحة العظام وجراحة الأطفال وجراحة الأذن والأنف والحنجرة، فضلا عن تبادل الخبرات في الميدان الطبي وتثمين القدرات الطبية الوطنية. وتمت برمجة العمليات الجراحية التي بادرت بها جمعية الصداقة الفرنسية- الجزائرية التي يوجد مقرها بمدينة ليون الفرنسية في الفترة الممتدة ما بين 9 و 16 سبتمبر المقبل بمستشفى لخضر بوزيدي بمدينة برج بوعريريج وكذا بمؤسسات استشفائية أخرى منتشرة عبر الولاية على غرار رأس الوادي ومجانة والمنصورة، والتي ستسمح بالتكفل الأمثل ببعض الحالات المستعجلة التي كانت تنتظر نقلها إلى خارج الوطن قصد العلاج. كما ستكون هذه المبادرة التي يقوم بها أطباء جزائريون يزاول أغلبهم في القطاع الخاص في فرنسا فرصة للممارسين الطبيين والمسيرين الإداريين العاملين بمختلف المؤسسات الاستشفائية بالولاية لاكتساب تقنيات طبية جديدة مع الفرقة القادمة من فرنسا التي ستتنقل في إطار التوأمة بين مستشفيات مدينة ليون ومستشفيات برج بوعريريج، على أن يتم توزيع الفرقة على خمس مستشفيات لإجراء عمليات جراحية متخصصة من بينها ثماني عمليات لزرع أعضاء اصطناعية، 4 منها على مستوى الحوض والبقية على الركبة، بالإضافة إلى عمليات جراحية للأطفال وأخرى لمرضى القلب والشرايين. رئيس جمعية الصداقة الفرنسية الجزائرية الدكتور حسام كوريب الذي حاورته «المساء» في وقت سابق، أفاد بأن فريق الجمعية وبإمكانياته الخاصة أجرى في وقت سابق أزيد من 320 عملية جراحية معقدة وأكثر من 1200 فحص في جميع التخصصات، علما أن العملية التطوعية التي تقوم بها «جمعية الصداقة الفرنسية الجزائرية في الجزائر انطلقت في أكتوبر 2015 من خلال بعثات شهرية كانت طبعتها الأخيرة بولاية تلمسان التي أجريت بها 40 عملية معقدة في عدة تخصصات على مستوى مستشفيات تلمسان وتيارت وبشار وبسكرة. وتحصي منظمة الأطباء بفرنسا 13 ألف طبيب جزائري أبدوا جلهم استعدادهم لتقديم خدماتهم مجانا لبلدهم في حالة ما إذا وجدوا الأيادي ممدودة إليهم حسب الدكتور كوريب الذي أبرز أنهم اقتحموا مشاريع عملاقة قد تساهم في إحداث ثورة حقيقية في عالم الطب بالجزائر من خلال مشاريع لتطوير تقنيات حديثة في جراحة الأعصاب وغيرها. المشرفون على الجمعية أكدوا أن الهدف من العمليات التي يجريها الأطباء الممارسون بالمهجر بالمجان هو نقل الخبرة وتبادل التجارب مع الأطباء الجزائريين في الجزائر، لاسيما في العمليات غير المتطورة بالشكل الكافي، أو غير الموجودة تماما بالجزائر، وذكروا بالأيام الجراحية الأولى التي انطلقت من مدينة بسكرة في 2015 حيث تم إجراء عدة عمليات في عدة تخصصات من بينها جراحة العظام وجراحة المسالك البولية قبل أن تتوجه البعثة إلى ولاية بشار وتلمسان. كما عملت البعثة الطبية مع مديرية الأمن الوطني بالعاصمة والخطوط الجوية الجزائرية في مجال نقل المريض جوا والحماية المدنية بسعيدة وغليزان وبسكرة. الدكتور كوريب كشف أن بعض العمليات التي قامت بها البعثة الطبية معقدة للغاية ولا توجد أصلا في الجزائر منها المتعلقة بجراحة الأعصاب عند الأطفال، مضيفا أن الجمعية تقوم حاليا باستحداث مصلحة في هذا التخصص بمستشفى تلمسان وهي الأولى من نوعها بالجزائر. ويعتبر الأطباء الجزائريون حضورهم وتطوعهم بإجراء عمليات وفحوصات بالجزائر، عملية إنسانية الهدف منها تجنيب الجزائريين عناء التنقل إلى الخارج وتحقيق صفر تنقل إلى الخارج لإجراء عمليات جراحية. ويفوق عدد المنخرطين في الجمعية ال4 آلاف طبيب علما أن 13 ألف طبيب جزائري يمارس في فرنسا وتعمل الجمعية حاليا من أجل الاتصال بالأطباء الجزائريين في سويسرا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية للانخراط في الجمعية والعمل على تحضير مؤتمر عالمي للأطباء الجزائريين في الخارج سينعقد في مدينة ليون الفرنسية، حيث يوجد مقر الجمعية الجزائرية الفرنسية.