أكد، أمس، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر جون دي روشي، أن عمله وزملاءه بالسفارة خلال السنوات القادمة بالجزائر، سيعتمد أساسا على الارتقاء بمثل السلام والأمن، وأن أهدافهم تتمثل في دعم التعاون الأمني بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى جانب ترقية العلاقات التجارية والاقتصادية وتعميق الأواصر بين الشعبين. وقال جون دي روشي إن تحقيق هذه الأهداف ضروري لتعزيز الشراكة الأمريكيةالجزائرية، التي ستساعد الجزائر في الحفاظ على سيادتها وأمنها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه من أجل هذه السيادة ضحّى شهداء كثر بأنفسهم، على غرار علي لابوانت وحسيبة بن بوعلي وغيرهما.ورجع السفير الأمريكي بالجزائر خلال خرجة ميدانية رفقة والي العاصمة عبد القادر زوخ، إلى الحي العتيق القصبة، بمناسبة الذكرى 60 لمعركة الجزائر، رجع إلى قصة كفاح شعب أعزل ضد المستعمر الفرنسي.وأشار إلى أن السيناتور الأمريكي جون كينيدي، تقدم قبل 60 عاما، بمذكرة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي تتعلق بتحقيق السلام في الجزائر. وأضاف أن الجزائر استقلت 05 سنوات من تاريخ هذه المذكرة، و5 سنوات بعدها أيضا أصبح السيناتور كينيدي رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، واستقبل الرئيس الراحل أحمد بن بلة في البيت الأبيض، حيث كانت بداية إقامة العلاقات بين البلدين.كما تحدّث السفير الأمريكي عن زيارة بن بلة، التي قال خلالها: «إن تجارب بلدينا ستعزز القضية الكبرى للإنسانية، المتمثلة في التفاهم والسلام والأمن والأخوة الحقيقية..».والي العاصمة عبد القادر زوخ أكد بدوره، أن الوقفة الترحمية التي جمعته بسفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالقصبة وبالتحديد ببيت شهيد الوطن علي لابوانت بمناسبة إحياء الذكرى الستين لمعركة الجزائر والمتزامنة مع تاريخ أكتوبر 1958، هي فرصة للترحم على أرواح الشهداء. وأوضح زوخ أن الهدف من الوقفة التاريخية هو ترسيخ المناسبة التي استشهد فيها أربعة أبطال، ويتعلق الأمر بكل من علي عمار(لابوانت) وحسيبة بن بوعلي ومحمد بوحميدي وعمار يوسف (المعروف بعمر الصغير) في الذاكرة.وأشار والي العاصمة في كلمة للصحافة، إلى أن معركة الجزائر والعمليات الفدائية الجريئة التي عاشتها العاصمة سنة 1958، أحدثت نقلة نوعية في مسار الثورة المجيدة، وعجلت بطرح القضية الجزائرية أمام الأممالمتحدة.وأشاد زوخ بالتضحيات الجسام التي قدمها شهداء الوطن لإبقاء على الجزائر حرة مستقلة، لذا يقتضي الواجب الوفاء بذكرى الشهداء والتضحية بالنفس والنفيس؛ من أجل تحقيق السلم والسلام ببلد المليون ونصف المليون شهيد، يقول الوالي.ووقف زوخ رفقة السفير أمريكي على عدة معالم تاريخية ببلدية القصبة العتيقة، منها دار علي لابوانت التي تحولت إلى متحف تاريخي، إلى جانب قصر الرياس، الذي تعمل ولاية الجزائر على ترميمه؛ شأنه شأن المعالم الأخرى، على غرار جامع كتشاوة العتيق.وأشار المسؤول الأول عن الولاية على هامش خرجته الميدانية، إلى أن الولاية خصصت مبلغا ماليا معتبرا يقدر ب 40 مليار دينار لترميم معالم القصبة والبنايات الهشة، علما أن مشروع الترميم تشرف عليه الولاية بعدما كان تابعا لوزارة الثقافة.