يشرع رئيس وزراء فيدرالية روسيا، ديميتري ميدفيديف، اليوم، في زيارة رسمية إلى الجزائر، تدوم يومين، بدعوة من الوزير الأول أحمد أويحيى، وهي الزيارة التي تأتي عقب انعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون في سبتمبر المنصرم، والتي شكلت فرصة لتجديد الدعوة إلى توسيع فرص التعاون والشراكة بين البلدين، بعد أن شهدت العلاقات بينهما تطورا ملحوظا منذ أكثر من عام، لا سيما على المستوى الإقتصادي. وأوضح بيان الوزارة الأولى، أمس، أن الزيارة ستكون فرصة للجزائر وروسيا لتعميق وتعزيز حوارهما الاستراتيجي وتعاونهما المتعدد الأشكال، القائم على إعلان الشراكة الموقع بموسكو في أفريل 2001، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الروسي فلاديميير بوتين. وسمح انعقاد اللجنة المشتركة في دورتها الأخيرة في الجزائر العاصمة، بالمرافعة لصالح الزيادة في حجم التعاون الثنائي وتعزيزه ليشمل مجالات جديدة لم يتم استغلالها حتى الآن، رغم توفر كل الفرص. ويتعلق الأمر خصوصا بقطاعات التكوين المهني والبحث العلمي والتقني والثقافي، التي ستضاف إلى قطاعات الصناعة والنقل ومجال الاستغلال النووي المدني وكذا الطاقة. وشكل المنتدى الاقتصادي الجزائري الروسي الذي انعقد بروسيا في 2016 مرحلة مهمة لتجسيد هذه الشراكة، لاسيما بتنظيم ثلاثة لقاءات لرجال الأعمال في ظرف سنة واحدة، ساهمت في إبراز القدرات الهامة التي يملكها الطرفان، اللذان يشتركان في مسعى البحث عن الخروج من التبعية للنفط في ظل الأزمة الراهنة. ويوجد العديد من مشاريع الشراكة محل تفاوض بين متعاملين اقتصاديين جزائريين ونظرائهم الروس، بعضها بلغ مرحلة جد متقدمة، خاصة في مجالات الصناعات الغذائية واللوجستيك والميكانيك. وحسب معطيات الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، فإن حجم المبادلات بين البلدين لايزال ضعيفا، حيث بلغت صادرات الجزائر نحو روسيا 8 ملايين دولار عام 2016 اغلبها عبارة عن منتجات زراعية وسلع استهلاكية، في حين بلغت قيمة الواردات من روسيا 561 مليون دولار وهي تتشكل أساسا من منتجات الطاقة ومواد التشحيم والمنتوجات الخام والسلع والمعدات الفلاحية والصناعية. على الصعيد الجهوي والدولي، فإن البلدين يدعمان تعاونهما في كل المناسبات،خاصة في طاع الطاقة في ظل الظروف الراهنة لسوق النفط العالمية، حيث أكد وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك الذي ترأس الوفد الروسي الذي شارك في اللجنة المختلطة الأخيرة، أن البلدين ساهما في استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية، وقد تجلت مواقفهما المشتركة خلال الاجتماع الأخير لمنتدى البلدان المصدرة للغاز الذي احتضنته موسكو منذ أيام.