جميل أن يتم إنشاء نواد للدراجات تسمح بتطوير هذه الرياضة وقادرة على تكوين عناصر من النخبة في هذا الفرع الرياضي، حيث يعد كل من نادي المجمع النفطي ونادي فيلو كلوب الرياضي من أهم النوادي في الجزائر وهما يشكلان الآن المثال البارز في هذا المجال، إذ يضمان في صفوفهما أحسن الدراجين الذين يصلون إلى السيطرة على البطولات الوطنية ويتألقون في المنافسات الدولية. وهذا ما سيفيد كثيرا هذه الرياضة التي لا زالت تبحث عن إعداد فريق وطني كبير المشكل في الوقت الراهن من عناصر هذين الناديين بصفة خاصة في انتظار تدعيمه بعناصر أخرى تابعة لنواد أخرى على غرار نادي الأطلس البليدي ونادي الأمن الوطني. فريق نادي المجمع النفطي تابع لمؤسسة سوناطراك في حين أن نادي كلوب الرياضي ينتمي لمؤسسة استيراد السيارات «سوفاك»، بين هذين الفريقين تنافس رياضي ليس له حدود، فكل واحد منهما يسعى بكل جهده إلى السيطرة على مختلف البطولات الوطنية والتألق في المنافسات الدولية. الأمر يبدو عاديا إلى هذا الحد، لكن هذا التنافس الرياضي لم يستمر كما كانت تعتقده الأوساط الرياضية للفرع التي اكتشفت باندهاش كبير وجود تصرفات لا تمت بصلة إلى التنافس الرياضي الشريف بل تعدت ذلك إلى حد الإضرار بالألوان الوطنية و سمعة الدراجة الجزائرية. وهو ما حدث في دورة الجزائر الدولية العشرين للدراجات التي جرت مؤخرا في بعض الولايات من الجنوب الجزائري حسب التصريحات التي أدلت بها الأطراف التابعة لهذين الناديين، لا سيما المدربون والدراجون الذين تبادلوا التهم بشأن احتمال تورطهم في ترتيب بعض سباقات هذه الدورة التي رجع لقبها للتونسي علي النويسري. وكان مدرب فريق «فيلو كلوب الرياضي» مختاري أول من تحدث عن وقوع ترتيب السباقات، حيث قال في نهاية المرحلة الأولى بسكرة – وادي سوف التي رجع فيها الفوز لدراجه إسلام منصوري: «أنا أشكك في نزاهة بعض الدراجين الجزائريين المشاركين في هذه الدولية، لا يمكنني الآن الكشف عن هذه التصرفات غير الرياضية التي كادت تمنعنا من انتزاع هذه المرحلة، لكن أنا متأكد من أنكم ستقفون عليها في المراحل القادمة من هذه الدورة». مصادر قريبة من مختاري كشفت أن هذا الأخير كان يلمح إلى تورط دراجي المجمع النفطي في ترتيب السباقات بالتنسيق مع عناصر من الفريق المغربي لمنع عناصر سوفاك من تحقيق الانتصارات. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أحدث دراج المجمع النفطي عز الدين لعقاب هو الآخر مفاجأة من العيار الثقيل في نهاية المرحلة السادسة الجلفة – المسيلة التي احتل فيها المركز الرابع، حيث قال الدراج الدولي الجزائري الفائزبدورة 2011 «أنا أتأسف لوجود تصرفات غير رياضية يراد منها ترتيب السباقات بالتفاهم مع التونسيين من أجل منعنا من تحقيق الانتصارات و هذا ما حدث اليوم بالفعل حتى الرسميين والمرافقين للقافلة كانوا على علم بوجود تنافس غير رياضي يمس بالألوان الوطنية وهذا أمر خطير جدا لا يمكن لاتحادية الدراجات السكوت عنه، وقد بات واضحا لنا أن الدراج عز الدين لعقاب كان يقصد في تصريحاته عناصر فريق «نادي فيلو كلوب الرياضي» الذي يدربه مختار الذي سرعان ما رد على هذه الاتهامات من خلال التصريح الذي أدلى به ل«المساء» قبل دقائق معدودة من انطلاق مرحلة السباق النهائي بين بوسعادةوبسكرة، حيث قال «أقول للذين يشككون في نزاهتي ونزاهة دراجينا أن اتهاماتهم باطلة وليس لها أي أساس وأن هم من يدبروا لنا المكائد في السباقات بالتواطؤ مع دراجين من الفرق الأجنبية، لكن أكثر ما ألوم في هذه القضية هي الاتحادية الجزائرية للدراجات التي سمحت بمشاركة فريق المجمع النفطي في دورة الجزائر الدولية بالرغم من علمها المسبق بأن دراجي هذا النادي متهمين رسميا بتناولهم المنشطات المحظورة في البطولة الوطنية التي شاركوا فيها، وأتساءل لماذا لم تقوم الهيئة الفيدرالية بإحضار لجنة مراقبة تناول المنشطات؟». لكن الذي أدهشنا كثيرا وجعلنا نشكك في تواجد تصرفات كانت ترمي إلى ترتيب غير رياضي لبعض سباقات هذا الدور هو ما قام به مدرب الفريق التونسي علي يرياحي الذي أيد ونحن شاهدين على ذلك تصريح مدرب فريق فيلو كلوب الرياضي مختاري . بل أن التقني التونسي كشف المستور في نهاية المرحلة النهائية للدورة عند ما صرح للصحافيين أن فريقه استغل الخلاف الموجود بين الجزائريين لانتزاع لقب دورة الجزائر الدولية للدراجات ! تصريح يؤكد أنه وقع بالفعل تنافس غير رياضي بين دراجي المجمع النفطي وفيلو كلوب الرياضي أضر بالألوان الوطنية ، فهل يعقل أن تحدث مثل هذه التصرفات في وقت تبذل فيه مجهودات كبيرة لإعادة بعث هذه الرياضة من جديد على نطاق واسع بعد ركود دام لعدة سنوات. القضية موجودة الآن بين أيدي الاتحادية للدراجات التي تنوي رفع شكوى إلى وزارة الشباب و الرياضية و مديريتي الناديين .