يشارك الوزير الأول أحمد أويحيى في أشغال القمة ال5 بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي التي تنطلق اليوم بأبيدجان (كوت ديفوار)، ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، حسبما أفاد به أمس، بيان لمصالح الوزير الأول. كما شارك وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أمس، بأبيدجان في أشغال اجتماع وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي تحضيرا للقاء القادة، إذ تناول دراسة الوثائق التي ستتوج القمة. ويتعلق الأمر بدراسة مشروع البيان السياسي والوثيقة المتعلقة بالمشاريع ذات الأولوية المشتركة بالنسبة للسنوات ال5 القادمة. للإشارة، فإن هذا اللقاء الذي جمع وزراء الشؤون الخارجية لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، ترأسه مناصفة السيد مامادي توري، وزير الشؤون الخارجية لجمهورية غينيا، الرئيس الحالي للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي والسيدة فيديريكا موغيريني الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن. وتحادث وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل بعاصمة كوت ديفوار أبيدجان، على هامش الاجتماع مع نظيره الألماني سيغمار غابريال. ودارت المحادثات التي تندرج في إطار الحوار الدائم بين البلدين حول العلاقات الثنائية والمواعيد المقبلة للتعاون الثنائي. بهذه المناسبة، جدد الوزيران التزامهما باستغلال الإطار المؤسساتي للتعاون بين البلدين من أجل تعزيز وتنويع المبادلات الاقتصادية، كما تطرقا أيضا إلى أشغال الاجتماع الوزاري بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، إذ أعربا عن التزامهما بالمساهمة الفعّالة في إنجاح القمة من أجل تعزيز علاقات التعاون القائمة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي أكثر فأكثر. وتبادل الوزيران من جهة أخرى وجهات النظر حول تطور الوضع في المنطقة، لاسيما في مالي وليبيا، إذ أبرزا في هذا السياق أهمية تعزيز التعاون بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف. على صعيد آخر، دعا خبراء وقادة أفارقة في تصريحات صحفية إلى تجسيد القرارات التي ستتخذ بمناسبة انعقاد القمة، مشيرين إلى أن معظم هذه القرارات التي تم اتخاذها في السابق ظلت «مجرد حبر على ورق». في هذا الإطار، أشار مفوض الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن الجزائري إسماعيل شرقي أن القمة ال5 تأتي في «سياق خاص» بالنسبة للشراكة المتعددة الجوانب بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي التي تشهد - كما قال - «صعوبات بسبب عدة عوامل». وقال السيد شرقي الذي وصف هذا اللقاء ب»الموعد الهام» إن المشاركين في القمة سيولون أهمية قصوى لقضايا الشباب والشغل والسلم والأمن»، مبرزا أن إفريقيا تتطلع إلى «إضفاء بعد آخر على الشراكة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي». المسؤول أكد أن الأمر يتعلق بتحديد النشاطات الواجب مباشرتها سويا بغية تغيير الأوضاع بدل اتخاذ قرارات من دون تطبيقها»، مضيفا أن إفريقيا بحاجة إلى» تجسيد ما تقرر في السابق». وأضاف مفوض الاتحاد الإفريقي أنه «لا يمكن الحديث عن الشبيبة في ظل ما حدث في ليبيا، لاسيما الصور الصادمة التي بثتها العديد من القنوات التلفزيونية»، ليستطرد في هذا السياق « تمارس هذه الصور ضغطا شديدا على المشاركين في قمة أبيدجان وعلى هؤلاء أن يبعثوا الأمل في نفوس الشباب الأفارقة من خلال قرارات يتم تنفيذها على أرض الواقع». من جهته، اعتبر نائب الوزير الأول لجمهورية الكونغو الديمقراطية، المكلف بالشؤون الخارجية ليونارد شي أوكيدانتو خلال هذه القمة أن المسألة الأمنية التي تعني كل الدول سيتم التطرق إليها مع التركيز على الشبيبة. أما فيما يتعلق بالآمال التي يعلقها على قمة أبيدجان، أعرب نائب الوزير الأول لجمهورية الكونغو الديمقراطية عن أمله في إيجاد تسوية بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي من أجل «تكييف التعاون بين القارتين مع السياق الحالي الذي يفرض التحلي بالمزيد من الجرأة والتجديد». من جهتها، أكدت السفيرة التنزانية لدى الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، نايم سويتي حمزة عزيز ضرورة التكفل بالشباب الإفريقي عن الطريق توفير وسائل التعليم والولوج للتكنولوجيات الحديثة. ومن المرتقب أن تشهد قمة أبيدجان مشاركة أكثر من 5300 ممثل عن دول ومنظمات دولية، فضلا عن حضور 83 رئيس دولة وحكومة، يمثلون 55 بلدا إفريقيا و28 بلدا أوروبيا ووفود البلدان المدعوة ومفوضية الاتحاد الإفريقي ومفوضية الاتحاد الأوروبي، ومنظمات دولية وإقليمية وشبه إقليمية. للإشارة، تعقد القمة التي تدوم يومين تحت شعار «الاستثمار في فئة الشباب من أجل نمو شامل وعاجل وتنمية مستدامة». وستكون بمثابة أول قمة تنظم بصيغة «اتحاد إفريقي- اتحاد أوروبي» طبقا لقرار رؤساء الدول والحكومات الصادر في جويلية 2017، بمشاركة الدول الأعضاء ال55 في الاتحاد الإفريقي والدول الأعضاء ال28 في الاتحاد الأوروبي.