تجمّع المئات من المتضامنين والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية، أمس السبت، بالقاعة البيضاوية بمركب «محمد بوضياف» بالعاصمة؛ في هبّة تضامنية، أبدوا خلالها رفضهم الشديد لقرار الرئيس الأمريكي ترامب؛ بتحويل سفارة إسرائيل من تل أبيب إلى القدس الشريف، معتبرين ذلك مساسا ليس فقط بفلسطين بل بالأمة العربية والإسلامية كافة. كما دعوا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لنصرة الأقصى المبارك. شارك في هذا التجمع الذي رعته السفارة الفلسطينيةبالجزائر، العديد من الفعاليات الوطنية التي قدمت من الجزائر العاصمة وباقي الولايات، على غرار ممثلي بعض الأحزاب السياسية؛ كحركة مجتمع السلم والنهضة والإصلاح، والتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني ونواب وبرلمانيين وممثلي الحركة الجمعوية وتنظيمات نقابية؛ كاتحاد الفلاحين واتحاد النساء واتحادات طلابية وفنانين، إلى جانب جمع غفير من المواطنين، رفعوا الرايات الفلسطينية ولافتات القدس الشريف كُتبت عليها شعارات معادية لقرار الإدارة الأمريكية، ك «لا لتهويد القدس، والقدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، والموت لأمريكا وإسرائيل، وأين أنتم يا عرب؟؟.. وغيرها من الشعارات التي ظلّت جموع المشاركين تردّدها. وعرفت هذه الهبة التضامنية الشجاعة التي استحسنها الجميع، حضور عدة منتخبين عن المجلس الشعبي البلدي لبلدية الجزائر الوسطى، يتقدمهم الرئيس عبد الحكيم بطاش ورئيس المجلس الشعبي الولائي كريم بنّور ورئيس نقابة الأئمة جلّول حجيمي والعديد من الفنانين، الذين أبوا إلا أن يجسّدوا تضامنهم مع إخوانهم الفلسطينيين، وتأكيد شجبهم لإعلان القدس عاصمة للمحتل الإسرائيلي، حيث أكدوا أن مشاركتهم تأتي دعما ومساندة لنصرة القدس وكفاح الفلسطينيين العادل ضد الاحتلال الاسرائيلي. كما تم بالمناسبة عرض شريط مصوّر، يعكس نشاط الدبلوماسية الجزائرية ودورها الفعال في دعم القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، والتمسّك بمبدأ أحقية إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. وتلاقت آراء السياسيين وبعض ممثلي الأحزاب والبرلمانيين وممثلي المنظمات الوطنية؛ كعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني الصادق بوقطاية، وممثل المجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة محمد ديلمي، وعضو مجلس الأمة لويزات إيغيل أحريز والأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء الطيب الهواري والأمين العام لاتحاد الفلاحين، إلى جانب رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم ومسؤولي فعاليات أخرى، حول الرفض القاطع لقرار نقل سفارة إسرائيل إلى القدس، معتبرين أن الإدارة الأمريكية أو سواها بما فيها إسرائيل، لن تثني عزيمة الفلسطينيين عن مواصلة التمسّك بقضيتهم العادلة إلى غاية تحرير أرضهم وبناء دولتهم وفق قرارات ولوائح الأممالمتحدة. كما أجمعوا على أن موقف الجزائر تجاه فلسطين ثابت وراسخ ولن يتغيّر مهما حدث. ودعوا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لفرض سيادة القرارات الأممية حول القضية. وكانت المناسبة فرصة للقائم بالأعمال بسفارة فلسطينبالجزائر، ليجدّد ثناءه وامتنانه للجزائر على ضوء مثل هذه المبادرات، الرامية إلى نصرة ودعم هذه القضية العادلة، مذكّرا بأنها كانت الدولة التي أسّست لقيام دولة فلسطين يوم 15 نوفمبر 1988. واتخذت بلدية الجزائر الوسطى التي كانت حاضرة في هذا الموعد، كافة الإجراءات اللازمة لضمان مشاركة قويّة لمواطني العاصمة في هذه الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني تحت شعار «معا لنصرة فلسطين»، من خلال تسخير حافلات مجانية للنقل من مقر البلدية وبالقرب من ملعب واقنوني بالعاصمة نحو القاعة البيضاوية بمركب «محمد بوضياف». كما ساهمت الحركة الجمعوية بدورها في تأطير العملية كالكشافة الإسلامية (فوج الفلاح للعاصمة) والجمعيات الرياضية والشبانية ولجان الأحياء. وسبق للمجلس الشعبي الولائي للعاصمة أن أكد في بيان سابق له، دعمه المطلق وغير القابل للتنازل لقضية الشعب الفلسطيني الشقيق، ورفضه كل المساعي والمخططات الرامية إلى تهويد القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين الأبدية، مؤكدا أن قضية الأقصى تعني كل عربي ومسلم بدون استثناء. وجاء هذا التجمّع بعد إعلان الوزارة الأولى عن ترخيص إقامة تجمعات تضامنية لفائدة الجمعيات والتنظيمات الجماهيرية الراغبة في دعم ونصرة فلسطين.