تعمد العديد من الجمعيات الخيرية بولاية وهران، إلى إطلاق مبادرات تضامنية مع الأشخاص بدون مأوى والعائلات المعوزة خلال فصل الشتاء، من بينها جمعية «ناس الخير» في وهران، التي أرادت هذه السنة أن يمتد عطاؤها إلى خارج الولاية، من خلال المبادرة إلى إطلاق حملة «شتاء دافئ»، تحت شعار «خمّل قشّك»، بهدف جمع أكبر عدد ممكن من التبرعات لصالح العائلات الفقيرة والمعوزة في ولاية وهران والولايات المجاورة . تأتي الحملة هذه السنة بطموحات أوسع، حسب المنظمين، إذ ترمي الجمعية إلى رفع حجم الإعانات للمحتاجين، سواء فيما يتعلق بالمواد الغذائية أو الأغطية والمفروشات، وحتى أجهزة التدفئة، ليس للمحتاجين من داخل الولاية فقط، بل تعداه إلى ولايات أخرى، على غرار ولاية تيسمسيلت التي استفادت من توزيع إعانات عينية تمثلت في ألبسة وأغطية، بالتنسيق مع جمعية «الشباب الواعد» بولاية تيسمسيلت. تدعو الجمعية المحسنين إلى المشاركة بقوة في الحملة ولو بشيء بسيط، خصوصا ما تعلق بالمواد الغذائية والمفروشات والألبسة القديمة التي لا زالت صالحة للاستعمال، لاسيما أننا نعيش أياما باردة وقاسية، حيث تهدف المبادرة إلى تخفيف معاناة بعض الأسر المحتاجة، وتوسيع المبادرة لتشمل عددا أكبر من المحتاجين. وقد وضعت الجمعية رقما هاتفيا في خدمة المحسنين للتواصل معها، كما يمكن أن يتم الاتصال بالمنظمين عن طريق صفحة الحملة الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»؛ «جمعية ناس الخير بوهران». من جهتها، أطلقت جمعية «سنابل الرحمة» في وهران، مشروع إطعام الأشخاص بدون مأوى منذ شهر نوفمبر الفارط، بالتنسيق مع المحسنين والمتطوعين الشباب الذين تجندوا في سبيل توزيع وجبات العشاء الساخنة على الأشخاص بدون مأوى، عبر مختلف النقاط التى يتمركزون فيها ببلدية وهران، سواء المشردين منهم أو الذين يعانون من اضطرابات عقلية. كما تمتد يد الخير لهذه الجمعية إلى نزلاء مستشفى الأمراض العقلية بسيدي الشحمي، من خلال الزيارات الشهرية التي يقوم بها أعضاؤها رفقة المتطوعين، من أجل تلبية احتياجات المرضى. من جهته، يعمل مكتب وهران ل»الهلال الأحمر الجزائري» على مرافقة حملة إطعام الأشخاص دون مأوى، التي ستنطلق هذه الأيام، حسبما أكده رئيس المكتب الولائي العربي بن موسى، وقد تجنّد لها 70 متطوعا لتحضير العملية وإنجاحها ككل سنة، من خلال جمع المواد الغذائية ومستلزمات تحضير الوجبات الساخنة، إضافة إلى الألبسة والأغطية، لفائدة 100 متشرد تم إحصاؤهم، على أن تتواصل الحملة طوال فصل الشتاء. أكد السيد العربي على وجود أشخاص بدون مأوى يرفضون تحويلهم إلى مراكز الإيواء، على الأقل خلال الأيام الباردة من فصل الشتاء، ومنهم عائلات بأكملها تعرض أطفالها للخطر، ولا يتم إقناعها إلا بشق الأنفس، مما يستوجب إستراتيجية ناجعة، بالتنسيق مع جميع الهيئات ذات الصلة، قصد القضاء على هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير، لاسيما بالمدن الكبرى ويعتمد أغلبهم على امتهان التسول.