اعتبر محمد سيداتي الوزير الصحراوي المنتدب لدى أوروبا، زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر إلى العاصمة الأوروبية، بروكسل بأنها «فرصة» للاتحاد الأوروبي من أجل «إعادة النظر في مقاربته» تجاه الصحراء الغربية و«لعب دور بنّاء لدعم جهود المبعوث الأممي قصد بعث المسار السياسي». وجدد الوزير الصحراوي دعم جبهة البوليزاريو جهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، الرامية إلى إعادة تفعيل المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب والمتوقفة منذ سنوات بسبب العراقيل المغربية. وأبدى سيداتي للمبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية عن «انشغاله العميق بشأن تصرفات الاتحاد الأوروبي التي ترهن فرص تسوية سياسية حقيقية للنزاع في الصحراء الغربية. وعبّر المسؤول الصحراوي عن استيائه من رفض الاتحاد الأوروبي المشاركة بصفة بنّاءة مع طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب في المسار السياسي لمنظمة الأممالمتحدة». موقف جعل سيداتي يبدي أسفه كون الاتحاد الأوروبي الذي «لم يبد أي إرادة سياسية حقيقية حيال إعادة النظر في دعمه للاحتلال غير القانوني والوحشي للصحراء الغربية من طرف المغرب أو على الأقل تفادي أي إجراء يهدد بتقويض حظوظ تسوية سياسية فعلية». وذكر في هذا السياق بأن المفوضية الأوروبية كانت قد أعلنت قبيل وصول كوهلر عن فتح المفاوضات قريبا مع المغرب حول بروتوكول جديد للصيد البحري من دون انتظار حكم محكمة العدل الأوروبية حول شرعية البروتوكول الحالي للصيد البحري. كما أكد أن «البوليزاريو تعتبر هذا التصرف بمثابة إشارة واضحة ومتعمدة من طرف المفوضية الأوروبية ودليل على غياب الإرادة في دعم المسار السياسي الذي تقوده الأممالمتحدة»، في أعمال أكد أنها «تهدد» حظوظ تحقيق سلام دائم بالصحراء الغربية. وجاءت انتقادات سيداتي بعد أن أكدت فديريكا موغريني، مسوؤلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أن موقف هذا الأخير ثابت وداعم لجهود الأممالمتحدة من أجل «ضمان تقرير مصير» الشعب الصحراوي ووضع حد لهذا النزاع القديم. كما جددت موغريني بعد اللقاء الذي جمعها بالمبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر، تأكيدها على عزم الاتحاد الأوروبي «التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الجانبين، يضمن تقرير مصير شعب الصحراء الغربية في إطار تفاهمات تتماشى مع مبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة». وبالتزامن مع زيارة كوهلر إلى العاصمة الأوروبية، أكد الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي أن الدولة الصحراوية تعمل على توفير كل الظروف للوفاء بالتزاماتها اتجاه شعبها واتجاه العالم وفي إطار الاتحاد الإفريقي لتجسيد دولة الحق والقانون ومحاربة كافة أشكال الجريمة المنظمة والإرهاب. وجاء تأكيد الأمين العام لجبهة البوليزاريو خلال إشرافه على افتتاح السنة القضائية 2018 بمخيمات اللاجئين، حيث أكد بأن الدولة الصحراوية «أصبحت حقيقة رغم المصاعب الجمة المتصلة بواقع استثنائي ناجم عن الاحتلال المغربي اللاشرعي الظالم لأجزاء من الأراضي الصحراوية من لجوء وتشريد وقمع وحصار في الأراضي المحتلة».