يكتسي القانون الأساسي الخاص بموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف الذي صادقت عليه الحكومة في اجتماعها الأخير أهمية خاصة بالنسبة للإمام الذي سيحظى بترقيات ومناصب جديدة بعد ضبط القانون الخاص بالإمام في إطار القانون الأساسي الذي كثيرا ما أثير حوله الجدل خاصة بالنسبة للإمام بالنظر إلى الدور المحوري الذي يقوم به في المجتمع. وقد حرصت التشريعات الجديدة الخاصة بقطاع الشؤون الدينية على الاستجابة للعديد من المطالب التي طرحها الموظفون منهم الإمام الذي يعتبر عنصرا محوريا نظير الدور الذي يقوم به سواء في التوجيه الديني أو توعية المجتمع، فالقانون الخاص بالإمام الذي سيصدر في إطار القانون الأساسي للقطاع يستجيب للعديد من المطالب منها الترقية والحصول على مناصب جديدة والتي كان وزير القطاع السيد بوعبد الله غلام الله قد وعد بها في وقت سابق مؤكدا أنه سيتم بموجب القانون الجديد استحداث مناصب إمام أستاذ مكون بعد تخرجه من المعاهد المختصة ويسمح له أن يكون موظفا على غرار موظفي باقي القطاعات بالإضافة إلى استحداث منصب"الإمام الأول" وهو منصب نوعي يسمح لصاحبه بالاطلاع على أمور المسجد وتسييره، كما يمكن للحاصلين على البكالوريا أو أكثر الاستفادة من رتبة إمام أستاذ عن طريق التكوين والتدرج في الرتب بينما لا يسمح بالتدرج في المناصب إلا لمن تتوفر فيه شروط علمية ومهنية مع رفض الترقية عن طريق الاقدمية والتجربة المهنية. وفي سياق متصل سيحظى سلك التفتيش هو الآخر بالعناية في القانون الأساسي حيث سيتم اختيار الراغبين في ممارسة مهنة التفتيش من الأئمة وعبر مسابقة للتأكد من مدى تحكم الإمام وقدرته في إيصال الرسالة وكذا السهر على فهمها بطريقة سليمة، كما سيمكن المتخرجين من المعاهد الإسلامية من التوظيف والتخلص من البطالة وذلك لتغطية العجز الذي تعاني منه بعض المناطق. وإلى جانب إنهاء معاناة المتخرجين من المعاهد المتخصصة وتوظيفهم فإن ترقية الأئمة والرفع من مستواهم من خلال التكوين سيمكنهم من أداء مهمة التوجيه الديني بقدرات عالية وبالتالي التأثير الإيجابي في المجتمع خاصة بعد الثغرات التي سجلت في الميدان والتي فرضت الاهتمام بالأئمة وتأهيلهم لمواجهة الفتاوى الخاطئة والمستوردة أحيانا إلى جانب التكفل بالجانب المادي الذي يحظى به من خلال الاستفادة من السكن والأجور. ويؤكد الاهتمام بالإمام ووضع قانون خاص به على دوره في التوعية من خلال دعوته المواطنين لتجنب مخاطر التدخين، حوادث المرور، السيدا، حماية البيئة بالإضافة إلى تعريف الجيل الجديد برموز الثورة وتاريخ الجزائر مثلما كان الأمر في الفاتح نوفمبر الجاري حيث راسلت الوصاية الأئمة من أجل تخصيص خطبهم لهذا التاريخ الهام من الثورة الجزائرية. وإلى جانب ذلك فإن التحولات الدولية هي الأخرى جعلت من مهمة الإمام محورية خاصة بعد أن أصبح العالم الغربي يخلط بين الإسلام والإرهاب والتي أوجبت الاهتمام بالإمام وجعله ذا مستوى عال مثله مثل باقي الموظفين في قطاعات أخرى.