أحدث إقصاء اتحاد الحراش في تصفيات كأس الجمهورية خيبة كبيرة لدى أنصاره، كون هذه المنافسة الشعبية كانت تشكل بالنسبة لفريقهم، المنفذ الوحيد لإنقاذ الموسم، وبات التملّص من السقوط إلى الرابطة الثانية، التحدي الكبير الذي أصبح يواجه زملاء المهاجم بوقاش، الذين يواجهون ضغطا كبيرا من قبل الأنصار، الذين اختلفت آراؤهم فيما يخص الخروج من الكأس وحظوظ الفريق في البقاء ضمن الرابطة الأولى . المناصر توفيق بن نعمان الذي عادة ما يتابع كل الحصص التدريبية لتشكيلته المفضلة، قال ل "المساء" في هذا الموضوع: "كيف تريدون أن يتمكن الفريق من انتزاع تأشيرة التأهل إلى الدور القادم من كأس الجمهورية ولاعبوه لم يستلموا جزءا كبيرا من مستحقاتهم المالية؟!"، وبسبب هذا الوضع الذي يعانون منه كانوا على وشك الدخول في إضراب جديد عقب عودتهم من بسكرة. ولحسن الحظ، سارع رئيس النادي محمد العايب إلى احتواء الوضع من خلال دفع منحة مالية قدرها ثمانية ملايين سنتيم لكل واحد، لكن هل سيسمح مثل هذا الإجراء بإخماد غضب اللاعبين بصفة نهائية؟ صحيح أن مسيري النادي يبذلون كل ما في وسعهم للحد من الأزمة المالية، لكن أخشى أن يفشلوا في مهمتهم بسبب المصاريف الباهظة التي تتطلب تسيير الفريق. وأعتقد أن الخروج المبكر من هذه المنافسة يُعد ضربة قاسية لمعنويات اللاعبين والطاقم الفني، وهم الآن في حاجة ماسة إلى مساندة قوية من الأنصار وجميع محبي النادي الحراشي لعلّهم يجدون فيها ضالتهم في البطولة". مناصر آخر رافق الفريق إلى بسكرة، اعتبر أنّ ما يحدث لاتحاد الحراش في هذا الموسم يتحمله كل المسيرين الذين تعاقبوا على رأس النادي منذ انطلاق البطولة. وقال بكثير من التأسف والحسرة إنه لم يعد يثق في قدرة الفريق على تفادي السقوط. وأشار: "لقد ضيّعنا كثيرا من النقاط ويصعب استرجاعها خلال مرحلة العودة التي ستكون صعبة على جميع الفرق، لا سيما أننا سننتقل إلى فريقين مهدّدين بالسقوط، وهما اتحاد البليدة واتحاد بسكرة". قال هذا المناصر الذي أضاف أن كثيرا من زملائه ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء البطولة لمحاسبة من سيّروا إدارة النادي. وأكثر ما يخشاه هو أن يفقد الفريق كل المساندة من أنصاره قبل انتهاء البطولة بعدة أسابيع في حال ما إذا ساءت نتائجه. وأهم ما يراهن عليه الأنصار في هذه الأيام هو رؤية فريقهم يحقق الانتصار في الداربي العاصمي الذي يجمعه بعد غد بشباب بلوزداد بملعب 20 أوت لحساب الجولة السابعة عشرة من بطولة الرابطة الأولى، لكن مهمة اتحاد الحراش تبدو صعبة أمام البلوزداديين، الذين يراهنون هم أيضا على الفوز بالمباراة من أجل وضع حد لسلسلة نتائجهم السيئة في البطولة، وقد سجلوا مؤخرا استفاقة طفيفة في مباراة كأس الجمهورية التي تأهلوا فيها على حساب شباب إيليزي. ويُنتظر أن يقوم مدرب اتحاد الحراش حمادي الضو بتجديد الثقة في التشكيلة التي خاضت مباراة الكأس ضد اتحاد بسكرة، مع احتمال عودة المدافع القوي دباري إلى التشكيلة الأساسية، بعد تعافيه من الإصابة التي كان يعاني منها منذ المباراة التي شارك فيها ضد وفاق سطيف لحساب جولة استئناف البطولة. ويراهن الضو على هذا الموعد لعلمه بأن اتحاد الحراش عادة ما يبرز في المواجهات المحلية، لا سيما أنه سيلقى مساندة قوية من أنصاره الذين ينتظر أن يغزوا مدرجات ملعب 20 أوت. من جهة أخرى، أنهت إدارة النادي الحراشي عملية تدعيم فريقها في مرحلة الميركاتو باستقدام لاعبين اثنين، هما إسماعيل خرباش القادم من اتحاد بلعباس، وحميد بوقروة، وكلاهما يجران تجربة طويلة ضمن عدة أندية حملا ألوانها في السنوات الأخيرة، الأول يجيد اللعب الهجومي، والثاني يلعب في وسط الدفاع، وهو الذي يعود مجدّدا إلى فريقه السابق الذي حمل ألوانه في سنة 2000، حيث إن انضمامهما لاتحاد الحراش سيسمح لهذا الأخير بتدعيم توازنه في خطوطه الثلاثة. ❊ع. إسماعيل