أسدل الستار على آخر حلقات مسلسل الصراع الدائر بين رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خير الدين زطشي، ورئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم، محفوظ قرباج، بقرار مغادرة الأخير بعدما ترأس ذات الهيئة منذ جويلية 2011، علما أن عهدته لا تزال متواصلة إلى غاية 2019. الصراع بين «الفاف» والرابطة ليس وليد اليوم، بل انطلق منذ تولي خير الدين زطشي لزمام الأمور في الاتحادية خلفا للرئيس الأسبق محمد روراوة، حيث يرى الكثير من المتتبعين أن زطشي سعى جاهدا لمحو آثار سلفه روراوة، وهو ما حدث مع قرباج الذي كان يحسب على الرئيس الاسبق للفاف. الأحداث تسارعت وصارت القبضة الحديدية بين الرجلين ظاهرة للعيان، بسبب حرب التصريحات التي لطالما اشتعلت بينهما في عدة مناسبات، الأمر الذي جعل التعايش بينهما أمرا مستحيلا. وأمام هذا الوضع، سعى رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لإيجاد حل نهائي للنزاع القائم بينه وبين رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج، حيث كانت قضية تأهيل الرابطة للاعبين الجدد لفريق وفاق سطيف رغم أن الأخير معني بمشكل الديون، القطرة التي أفاضت الكأس، ليقرر زطشي والمكتب الفدرالي للفاف في اجتماعه الماضي سحب تسيير البطولتين المحترفتين الأولى والثانية من الرابطة الوطنية لكرة القدم «بصفة فورية»، وذلك استنادا إلى المادة 20 من القانون الذي يربط العلاقة بين الفاف والرابطة والمؤرخ في جويلية 2011، وتشكيل لجنة تسيير مؤقتة مكونة من عمار بهلول والعربي أومعمار وهما عضوين فدراليين، إضافة إلى علي مالك رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم للهواة، لتسيير البطولتين المحترفتين إلى غاية عقد الجمعية العامة الانتخابية، لتبقى الكرة الجزائرية تعاني من الصراعات والنزاعات، في الوقت التي هي في امس الحاجة للنهوض بها وتطويرها. ❊و. توفيق❊ في الوقت الذي كان ينتظرمنه رد فعل قوي ... قرباج يستسلم في الوقت الذي كان ينتظر فيه أن يكون لرئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، محفوظ قرباج، رد فعل اتجاه ما حدث له مع الاتحادية الجزائرية التي سحبت منه تسيير البطولة الوطنية، وبالتالي الدفع به إلى باب الخروج، وبعد أن سبق لقرباج أن أكد بأنه هو من لديه الحق في تنظيم جمعية عامة عادية استثنائية، تنبثق عنها جمعية عامة انتخابية لاختيار الرئيس الجديد للرابطة، هاهو الرئيس المنسحب من شؤون الرابطة، يعلن عن «استسلامه» في هذه القضية، فقد أغلق هاتفه النقال، قبل أن يدلي بآخر تصريح له، حيث أكد بأنه لم يعد لديه أي دور، وأنه منسحب في وقت سيشرف فيه المكتب المؤقت المسير على عقد الجمعية العامة الاستثنائية. فقد كان من المفروض أن يعقد مجلس إدارة الرابطة المحترفة اجتماعا، الأسبوع الماضي، إلا أنه ألغي، حيث أكد قرباج بعده في تصريحاته بالقول: «مثلما ينص عليه القانون، كنت أتمنى عقد اجتماع لمجلس الإدارة، من أجل الحديث عن سحب تسيير البطولة من الرابطة الوطنية، ومنه استدعاء جمعية عامة لتقديم حصيلتي واستقالتي، لكنني لن أفعل أي شيء، لأن الاتحادية وعن طريق مكتبها الفدرالي قررت الأخذ بزمام الأمور، ولهذا أتركهم يقومون بهذا العمل، وأنا أنسحب نهائيا من تسيير هذه الرابطة، والتي انتخب فيها، لم يعد ينفع أي شيء كنت أريد تطبيق القانون باستدعاء جمعية عامة استثنائية، لكن أتخلى على ذلك، لا أريد المواصلة في مساري، حتى لا يظن البعض بأنني أريد التشبث بمنصبي، وأنا منذ عدة أشهر أريد المغادرة وبالضبط منذ شهر جوان الماضي، لهم الرابطة ويسيروها كما يحلو لهم». وتشير بعض المصادر، بأن بعض أعضاء الرابطة الوطنية، يعملون على تدويل القضية، بتقديم شكوى للفيفا، بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم، متهمين إياها بهرج القوانين المعمول بها، وهذا منذ البداية، ولم يؤكد أي طرف هذا الخبر، لتبقى القضية للمتابعة. ط/ب. تصريحات رؤساء الفرق بوسليماني (عضو المكتب المؤقت لاتحاد الحراش): لا أدري كيف ستكون الأمور مستقبلا يرى عضو المكتب المسير المؤقت لاتحاد الحراش، بوسليماني، بأن قرار الاتحادية بسحب التفويض من الرابطة في تسيير البطولة الوطنية، يتعدى الجانب الرياضي، مشيرا إلى أن قرباج رئيس الرابطة المنسحب، كان ممثل الأندية في الفاف، مؤكدا بأنه بهذا القرار لم يتم التفكير في تداعياته وما سيسفر عنه، هذا في الوقت الذي شرع فيه المكتب المسير المؤقت للإشراف على البطولة في عمله خلال الأسبوع الماضي، وكان مسير الجولة الماضية من الرابطتين الأولى والثانية، وقد تمكن فريق اتحاد الحراش من تأهيل لاعبيه الجدد مثله مثل بقية الأندية الأخرى، التي كانت معاقبة، وهذا بعد الاجتماع برئيس الفاف يوم الأربعاء الماضي، حيث تم التسريح لهذه النوادي بتأهيل لاعبيها، على أن تلتزم بدفع المستحقات العالقة عليها قبل 31 ماي 2018، وهذا ما اعتبرته إدارة اتحاد الحراش أمرا إيجابيا. قاسي السعيد (مدير مولودية الجزائر): في كل بلدان العالم الرابطة هي التي تسير البطولة يتأسف اللاعب الدولي السابق والمسير الحالي لشؤون مولودية الجزائر، كمال قاسي السعيد، للوضعية التي عاشتها أكبر هيئتين كرويتين في الجزائر في الفترة الأخيرة، والصراع الذي كان بين رئيس الرابطة محفوظ قرباج ورئيس «الفاف» خير الدين زطشي، حيث يرى بأنه «من المؤسف الوصول إلى هذه الوضعية، بالنسبة لي أظن أنه لا يمكن أن نخرج عن قاعدة كرة القدم العالمية، لأنه في كل البلدان في العام، الرابطة هي التي تسير البطولة، وتسيير الرابطة، أنا أرى بأن الأمور لابد أن تبقى هكذا»، قاسي السعيد يرى بأن القرار كان من المفروض أن يناقش من قبل بين الطرفين. بن عياد (رئيس اتحاد بلعباس): التغيير لن يؤثر على البطولة بالنسبة لرئيس اتحاد بلعباس، الذي خصم من رصيد فريقه ستة نقاط بقرار من الفيفا، عقب الشكوى التي تقدم بها لاعبه الأجنبي جيسي مايلي، بداعي أنه لم يحصل على مستحقاته المالية، فإن التغيير الذي حدث على مستوى الرابطة الوطنية، لن يؤثر على البطولة ولن يعرف تداعيات أخرى على المنافسة ككل، حيث أكد بأن فريقه كان يعمل مع الطرفين دون أي مشكل، والمكتب المسير المؤقت للإشراف على شؤون الرابطة، سيسير البطولة في أحسن الظروف، وفيما يتعلق بمشكل فريقه، فقد أكد بن عياد بأن فريقه يمكنه أن يسترجع نقاطه، وهذا بعدما توصل إلى حل مع اللاعب جيسي مايلي والذي راسل بدوره الفيفا، ليعلمها بأنه سيحصل على مستحقاته المالية، ليضيف بن عياد، بأن إدراته طلبت من اللاعب أن يعطيها القيمة المالية التي يدين بها، وهي الآن تبحث عن الطريقة المثلى من أجل إيصال المال له. حسان حمار (رئيس وفاق سطيف): لماذا الكلام عن وفاق سطيف فقط رئيس وفاق سطيف، حسان حمار، يرى بأن الصراع الذي كان قائما بين رئيس الفاف ورئيس الرابطة لا يعنيه في أي شيء، فبالنسبة إليه فإن فريقه يعاني كثيرا من مشاكل التحكيم في هذه الفترة الأخيرة، وقد صرح بأنه سيلتقي رئيس «الفاف» ووزير الشباب والرياضة، لوضع حد لما أسماه استهداف فريقه من قبل الحكام وجهات أخرى، تريد تحطيمه، وبما أن فريقه كان السبب فيما حدث لقرباج، الذي منحه إجازتين للاعبين الجديدين، دون الأندية الأخرى، يؤكد حمار بأنه من غير المنطقي الحديث فقط عن الوفاق في وقت أشركت فيه بعض الأندية الأخرى لاعبيها الجدد. شعيب عليم (رئيس اتحاد البليدة): أتمنى ألا يطيل «الديركتوار» في تسيير البطولة بالنسبة للرئيس الجديد لاتحاد البليدة، عليم شعيب، فإن أي صراع مهما كان في كرة القدم لن يخدم اللعبة، وأنه لابد من إيجاد حلول سريعة لأي سوء تفاهم، وفيما يخص تنصيب «ديركتوار» لتسيير البطولة الوطنية، كشف عليم بأنه يتمنى ألا يطول ذلك، وأن لا يبقى هذا «الديركتوار» مدة طويلة في تسيير المنافسة والرابطة، فحسب هذا الرئيس الشاب، فإنه في كل بلدان العالم، الرابطة هي من تسير شؤون كرة القدم، وينتظر أن يتم انتخاب إدارة جديدة للرابطة في أقرب وقت ممكن. بلقيدوم (رئيس رائد القبة): المهم أن تتحسن الأوضاع رحب بلقيدوم بقرار المكتب المسير المؤقت للرابطة الوطنية، والذي سمح لفريقه رائد القبة بتأهيل لاعبيه الجدد، رغم الديون التي على عاتق النادي منذ 10 سنوات، وحسب بلقيدوم فإن تسيير البطولة من قبل هذا المكتب لن تغير شيئا، مشيرا بأن المهم هو أن تتحسن أوضاع الأندية، ومؤكدا في نفس الوقت، على تهدئة الأوضاع بين كل الأطراف المتنازعة، خدمة لكرة القدم وتطويرا لهذه اللعبة، متمنيا أن تتوفر كل المواصفات في المترشح القادم لرئاسة الرابطة الوطنية. ط/ب. تصريحات لاعبين دوليين سابقين ❊مزوار عرفات (لاعب دولي سابق): الكرة الجزائرية الخاسر الأكبر في هذه الصراعات قال اللاعب الدولي الاسبق، مزوار عرفات، إن القبضة الحديدية بين «الفاف» والرابطة الوطنية لكرة القدم بدأت منذ فترة وبقيت متواصلة، ما أدى الى انعكاسات سلبية على الكرة المحلية، داعيا في الوقت عينه إلى ضرورة تجنب مثل هذه المشاكل وتغيير الذهنيات حتى تصل كرة القدم الجزائرية إلى مستويات أعلى. وقال صانع العاب شباب بلوزداد الاسبق في حديثه هاتفيا ل«المساء»: «الصراع بين رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ورئيس الرابطة لم يكن وليد اليوم بل منذ مدة، وقرار قرباج بمنح الإجازات لفريق وفاق سطيف دون باقي الفرق دفع بمسؤولي «الفاف» إلى اتخاذ قرار بفسخ العقد الذي بينهم وبين الرابطة في تسيير البطولة المحترفة بقسميها الاول والثاني، حيث رأت أنه لم يتم تطبيق القانون الخاص بمنع الأندية من الانتدابات بسبب الديون». وأضاف محدثنا: «الكرة الجزائرية تعاني من عدة مشاكل منذ مغادرة رئيس «الفاف» الاسبق محمد روراوة، وهناك عدة قضايا تحدث هنا وهناك، ومثل هذه الصراعات بين القائمين على الكرة في الجزائر لن تكون في صالحها على الإطلاق، يجب أن تتغير الذهنيات أولا ويتم تطبيق القوانين كما يلزم، حتى تتحسن الأمور وتتطور إلى ما هو أفضل في المستقبل». ❊حدو مولاي ( المدافع الدولي الاسبق): هذه المشاكل لا تخدم كرة القدم الجزائرية عبر الظهير الأيسر للمنتخب الوطني سابقا، حدو مولاي، عن أسفه لما حدث بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والرابطة الوطنية، مشيرا إلى أن هذه الأمور لن تكون صالح الكرة الجزائرية على الإطلاق، معبرا في الوقت نفسه عن رغبته في أن تحل كل المشاكل في أقرب وقت من أجل النهوض بكرة القدم المحلية والوصول بها الى مستويات أفضل وأحسن. وقال حدو مولاي في تصريحه للمساء: «ما حدث مؤخرا بين الفاف والرابطة أمر مؤسف بالنسبة لكرة القدم في الجزائر، لاحظنا عدم وجود أي تفاهم بين الهيئتين، وكان من المفترض أن يتم حل هذا المشكل بين الطرفين منذ البداية، لان كل ذلك يعود بالسلب على الكرة المحلية ويضر بصورتها، ونتمنى فعلا ان الوضعية هذه لن تدوم وتتحسن الأمور أكثر لان الكرة الجزائرية في حاجة ماسة إلى التطوير والرقي بها الى أعلى المستويات لتكون في أحسن حالاتها». ❊ نصر الدين دريد (الحارس الدولي الاسبق): الكرة الجزائرية تعاني نزاعات ليست في صالحها قال حارس المنتخب الوطني الأسبق، نصر الدين دريد، في تصريحه ل«المساء»، إن النزاع الذي كان بين الفاف ورابطة كرة القدم لم يكن في وقته، معتبرا أنه كان من الواجب العمل على إصلاح أحوال الكرة الجزائرية أولا، مشيرا إلى أن ما يحدث سيكون له تأثير سلبي دون شك على صورتها. وصرح دريد حول ذلك بالقول: «لقد تابعت قضية الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ورئيسها خير الدين زطشي، مع الرابطة الوطنية لكرة القدم بقيادة قرباج، حيث كان السبب هو قرار الأخير بمنح إجازات اللاعبين لفريق وفاق سطيف، دون تطبيق قرارات «الفاف» التي تنص على عدم تأهيل اللاعبين للأندية التي تعاني من مشكل الديون، فإن كان هذا هو السبب الرئيسي لسحب تسيير البطولة المحترفة من الرابطة فاعتبره صائبا، لأنه يتوجب أن يتم تطبيق القانون. لكن إن كان القرار بسبب تصفية حسابات فانا ضد هذه النقطة، لأنه يجب العمل على تطوير كرة القدم أولا وليس الدخول في مثل هذه المشاكل». ويضيف حارس عرين «الخضر» في سنوات الثمانينات في ذات الموضوع: «كل ما يحدث الآن لم يكن في وقته، كان من المفترض على القائمين على الكرة الجزائرية العمل والاجتهاد على حل مشاكلها وتطبيق التوصيات التي تم الخروج بها خلال المنتدى الذي أقيم مؤخرا في هذا الصدد، وليس التطرق لأمور أخرى لا تخدم بتاتا الكرة المحلية التي تعاني كثيرا، مثل هذه الصراعات ليست في صالحها على الإطلاق وتضر بصورتها دون أدنى شك». و. توفيق