أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس، أن الأمن أصبح اليوم معززا ومنتشرا في جميع ربوع الوطن، بفضل الوئام والمصالحة الوطنية وكذا تضحيات وعزيمة الجيش الوطني الشعبي الباسل، على الرغم من» أننا نعيش في محيط متأزم وخطير جراء الأزمات والنزاعات القائمة بجوارنا». وأوضح الفريق قايد صالح، خلال ترؤسه الاجتماع السنوي للإطارات المكلفين بالتكوين بالجيش الوطني الشعبي بالمدرسة العسكرية متعددة التقنيات ببرج البحري، أن الأمن المنتشر في جميع ربوع الجزائر هو نتاج لحكمة رئيس الجمهورية ورشادة بصيرته وحسن تدبيره، «التي تجلت في مبادرته التاريخية التي تبنّاها الشعب الجزائري برمته وزكاها وجعلت من المصالحة الوطنية في الجزائر ركنا ركينا استند إليه الجيش الوطني الشعبي لبناء هذا الصرح الأمني الراسخ الجذور». وجدد نائب وزير الدفاع الوطني التزام الجيش الوطني الشعبي بالعمل دون هوادة وبحس عال من المسؤولية والاحترافية من أجل استدامة أجواء السكينة والاطمئنان التي أصبح ينعم بها المواطنون عبر كافة أرجاء التراب الوطني، وذلك بفضل الإستراتيجية التي تم تصورها وتفعيلها. وموازاة مع احتفال الجزائر بيوم الشهيد اغتنم الفريق قايد صالح، المناسبة لإبراز مآثر هذه المحطة التاريخية، مشيرا إلى أن هذه المحطة التي صنعت كبرياء الجزائر وعزتها ورسمت مكانتها العالية بين الأمم، تمنح العز الأبدي للذين استشهدوا في ساحة الشرف من أجل جزائر مستقلة وآمنة ومتآخية. كما اعتبر يوم الشهيد وشهر الشهداء وعيد النّصر وغيرها من الذكريات العطرة محطات تاريخية بارزة يحتضنها شهرا فيفري ومارس، مضيفا أنها ذكريات يتعين على المنظومة التكوينية أن لا تفوت فرصة تلقين دروسها التاريخية للأجيال الشابة. وخاطب الفريق قايد صالح، الحضور قائلا «أيها الشباب لم تنل الجزائر استقلالها بسهولة، فلولا هؤلاء الطينة من الرجال ما كان للجزائر أن تتحرر، وما كان لها أن تتنسم عبير الاستقلال والحرية، فلا يحق لأي جيل من أجيال الجزائر المستقلة أن ينسى هذه التضحيات وأن ينسى بأن من دفع روحه ودمه كان هو أيضا شابا وكان يحق له هو أيضا أن يعيش شبابه، فقد رفض أن يعيش حرية زائفة ووطنه مقيّد بنير الاستعمار، فتلكم هي الدروس التي لا ينبغي عليكم أن تنسوها فذلكم هو الدافع المهني القوي الذي لن يجد الإنسان الجزائري محفّزا أكثر منه». كما دعا بالمناسبة إلى الاستلهام من هذه التضحيات قائلا من «يتمعن في نبل هذا العمق التاريخي ويستحضر عمق مآثره المتمثل في انتصار قوة الحق وإرادته على إرادة الباطل وقوة الظلم الاستعماري المتغول، لن يكون إلا وطنيا مخلصا ووفيا لجيشه وشعبه ووطنه، وستكون الجزائر بإذن الله تعالى وقوته آمنة الحاضر ومطمئنة على مستقبلها». وأشاد نائب وزير الدفاع الوطني بالخطوات المسجلة في منظومة التكوين والتعليم، مستشهدا في هذا الإطار بالنتائج الجيدة والمعتبرة المحققة في الميدان على أكثر من صعيد، معتبرا ذلك «بمثابة الأشواط الأخرى التي نكمل بها مسافة سيرنا في اتجاه تطوير الجيش الوطني الشعبي، وتحديث قدراته القتالية بما يتماشى وعظمة الجزائر ويتوافق مع العديد من التحديات المختلفة الأبعاد والمقاصد». وإذ شدد على إيلاء الاهتمام بالعنصر البشري، معتبرا إياه حجر الزاوية لأي مسعى عملي ناجح ومثمر وجاد، أكد نائب وزير الدفاع الوطني أن جدية الأعمال وطموح المساعي هي مواصفات محمودة «نسعى بمثابرة شديدة إلى إصباغها على سلوكيات كافة المستخدمين العسكريين»، داعيا في هذا الإطار إلى جعل اللقاء السنوي التقييمي الذي يجمع كافة القائمين على الشأن التعليمي والتكويني في الجيش الوطني الشعبي، بمثابة منصة انطلاق أخرى نحو بلوغ محطات تكوينية وتعليمية رفيعة المستوى تستجيب للاحتياجات الوظيفية للجيش الوطني الشعبي، وتتوافق مع وتيرة التقدم والتطور المنشودين على مستوى كافة مكونات القوات المسلّحة. وأشرف الفريق قايد صالح، في بداية زيارته على مراسم تسمية المدرسة العسكرية متعددة التقنيات باسم الشهيد عبد الرحمان طالب، وذلك بحضور أفراد من عائلة الشهيد الذين تم تكريمهم بالمناسبة، ليترأس بعدها الاجتماع السنوي لإطارات منظومة التكوين للجيش الوطني الشعبي، وذلك بحضور رئيس دائرة الاستعمال والتحضير ورؤساء أركان قيادات القوات وقادة مؤسسات التكوين العسكرية والمكلفين بالتكوين على مستوى قيادات القوات والمديريات والمصالح المركزية. وفي كلمته الافتتاحية التي بثت إلى كافة مؤسسات التكوين العسكرية عبر نظام التحاضر عن بعد، وبحضور طلبة المدرسة العسكرية متعددة التقنيات والمدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس، وشبلات وأشبال مدرسة أشبال الأمة بالبليدة، أكد الفريق قايد صالح، على أهمية هذا الاجتماع السنوي التقييمي الذي يتزامن مع احتفال الشعب الجزائري بيوم الشهيد، مشيدا بما جاء في رسالة رئيس الجمهورية بالمناسبة، كما ذكّر بالجهود التي بذلت من أجل تطوير منظومة التكوين في الجيش الوطني الشعبي، والحرص الشديد الذي ما فتئت القيادة العليا تبديه من أجل أن تتولى نخبة من المؤطرين والمكونين والمسيرين من ذوي التأهيل العالي، مقاليد السهر على الجانب التكويني المثمر النتائج والواعد النجاح. وأشار رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى أن رسالة المنظومة التكوينية «لا تقتصر على الجوانب التأهيلية وغرس المهارات وترسيخ المعارف والعلوم العسكرية فحسب، بل تهدف إلى تكوين الإنسان الملتزم بتعهداته حيال جيشه ووطنه، إنسان من ذوي الأفكار الغزيرة والمتوازنة، محيط بأهمية المرجعية التاريخية، وواع بدورها في تعزيز عوامل تقوية حس الواجب لديه». بعدها استمع الفريق قائد صالح، إلى تدخلات المتربصين والطلبة الضباط والأشبال الذين أشادوا بالمستوى الرفيع من التكوين الراقي الذي يتلقونه بالمؤسسات التكوينية العسكرية الرائدة، قبل أن يترأس اجتماعا ثانيا ضم رؤساء أركان قيادات القوات، قادة المدارس العسكرية والمكلّفين بالتكوين على مستوى قيادات القوات والمديريات والمصالح المركزية، أسدى خلاله توصيات وتعليمات حث من خلالها على ضرورة تركيز الجهود حول كل ما من شأنه أن يسهم باستمرار في ترقية أداء المنظومة التكوينية في الجيش الوطني الشعبي والرفع من مستوى منتسبيها.