تحادث وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أمس، ببلغراد مع نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية الصربي، السيد إيفيكا داسيتش. وقد استذكر السيد مساهل الذي يقوم بزيارة رسمية إلى صربيا مع نظيره الصربي المصور الصربي خلال الثورة الجزائرية ستيفان لابودوفيتش الذي توفي في نوفمبر الماضي والذي يرمز للروابط التاريخية بين البلدين. كما أجريا تقييما شاملا لحالة العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، مشيدان «بجودة» علاقات الصداقة والتعاون الصربي الجزائري. وأعرب الوزيران عن ارتياحهما لنتائج الدورة الأخيرة للجنة العسكرية المكلفة بمتابعة التعاون في مجال الدفاع. وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، أكد الوزيران «على أهمية إعطاء دفع جديد للعلاقات بين البلدين لجعلها في مستوى الإمكانيات والفرص المتعددة التي يتوفر عليها السوقان الجزائري والصربي في مختلف المجالات لا سيما في قطاع الطاقة والفلاحة والسياحة والنقل الجوي». في هذا الصدد، أبرز الطرفان ضرورة تحيين الإطار القانوني للتعاون الثنائي والتعجيل باستكمال مشاريع الاتفاقات المتوقفة للتمكن من التوقيع عليها بمناسبة الدورة المقبلة للجنة المختلطة التي ستنعقد قريبا في الجزائر العاصمة. ولدى تطرقهما لحالات النزاعات، تبادل الوزيران مقاربتي البلدين حول مالي ومنطقة الساحل وليبيا وسوريا. وبخصوص هذه المسائل، جدد السيد مساهل تأكيده على موقف الجزائر لصالح «حلول سياسية قائمة على الحوار الشامل والمصالحة الوطنية دون تدخل خارجي في ظل احترام إرادة الشعوب وسيادة الدول ووحدتها». وفيما يخص الصحراء الغربية، جدد السيد مساهل التأكيد على موقف الجزائر حول هذه المسألة «الذي يتفق تماما مع الشرعية الدولية وكذا قرارات الأممالمتحدة»، مذكرا أن الأراضي الصحراوية هي أراضي تندرج منذ سنة 1963 ضمن قائمة الأراضي غير المستقلة التي تنتظر تصفية الاستعمار فيها عن طريق ممارسة الشعب الصحراوي لحقه «الثابت» في تقرير المصير. كما أطلع السيد مساهل الوزير الصربي بقرارات الاتحاد الاوروبي لاسيما منها القرار المؤرخ في يناير 2018 الذي يدعو الطرفين (المغرب والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية) إلى الحوار المباشر للخروج بحل لهذا الصراع. وفيما يخص التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، تطرق السيد مساهل والسيد داسيتش إلى المسائل المرتبطة بمحاربة التطرف الإرهاب والجريمة المنظمة وكذا الهجرة غير الشرعية.وتقاسم السيد مساهل مع نظيره الصربي تجربة الجزائر في مجال محاربة التطرف والإرهاب، مشددا بوجه الخصوص على سلسلة التدابير المتخذة منذ سنوات لتطوير قيم الحوار والمصالحة والتعايش. وبخصوص هذه المسألة الأخيرة، اطلع السيد مساهل نظيره الصربي باللائحة التي بادرت بها الجزائر على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تتخذ من 16 ماي من كل سنة يوما عالميا للتعايش في السلم. وفي نهاية المحادثات، أمضى الوزيران على مذكرة تفاهم في مجال البيئة والتنمية المستدامة والطاقات المتجددة، بالإضافة إلى برنامج تعاون في مجال الشباب والرياضة يغطي الفترة من سنة 2018 إلى 2020.كما تحادث السيد مساهل مع وزير العمل والشغل والشؤون الاجتماعية وقدماء المحاربين الصربي زوران جورجيفيتش وذلك في إطار زيارته الرسمية إلى صربيا. وتمحور اللقاء أساسا حول السبل والوسائل «الكفيلة بتعزيز التعاون بين الجزائر وصربيا في مجال الشؤون الاجتماعية لاسيما من خلال إرساء إطار قانوني يسمح بتأطير هذا التعاون».في هذا الصدد، جدد الطرفان التأكيد على «التزامهما» «بتعجيل» استكمال الاتفاقات الجاري التفاوض بشأنها بين الطرفين. بهذه المناسبة، ركز الوزيران على «الإرث التاريخي المشترك بين الجزائر وصربيا،والذي يعود إلى حرب التحرير الوطني والذي ينبغي أن تشاطره الأجيال الشابة في إطار تعزيز علاقات الصداقة التي تجمع شعبي البلدين».