وقّعت الجزائر وجمهورية كونغو الديمقراطية أمس، على اتفاق يقضي بإنشاء لجنة تعاون مختلطة بين البلدين ومذكرة تفاهم حول التشاور السياسي. ووقّع على هاتين الوثيقتين بمقر الوزارة كل من وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، ونائب الوزير الأول، وزير الشؤون الخارجية الكونغولي والاندماج الإقليمي السيد ليونار شي أوكيتوندو، بمقر الوزارة. وقد استقبل الوزير الأول أحمد أويحيى، ليونارد شي أوكيتوندو، الذي اختتم أمس، زيارته لبلادنا بمقر الوزارة الأولى، حيث استعرض الطرفان سوية مجمل المسائل التي تخص البلدين لاسيما الوسائل التي من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية و المسائل القارية والدولية. كما أجرى السيد مساهل، محادثات مع السيد شي أوكيتوندو، حيث استعرض الجانبان مجمل المسائل التي تخص البلدين من الوسائل التي من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية إلى المسائل القارية والدولية. من جهته تحادث وزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي، مع الضيف الكونغولي، إذ تمحور اللقاء حول وسائل تعزيز التعاون الثنائي، فضلا عن بحث إمكانيات تصدير المنتجات الصناعية الجزائرية نحو هذا البلد. ويتعلق الأمر خصوصا بتصدير منتجات الصناعة الميكانيكية، على غرار حافلات المؤسسة الوطنية للعربات الصناعية والحديد والصلب والأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية، والمكننة الزراعية والمنتجات الموجهة للصناعة الكهربائية. وشدّد الوزير لدى استقباله للسيد أوكيتوندو، أن جمهورية الكونغو الديمقراطية يمكنها كذلك الاستفادة من مساعدة الجزائر في مجال الكهرباء، حسب بيان للوزارة. من جانبه عبّر السيد أوكيتوندو، عن ارتياحه لهذه الاقتراحات، مشيرا إلى أن تصدير بعض المنتجات الصناعية الجزائرية نحو بلده «تشكل طريقا جيدا للتعاون بين البلدين»، مضيفا أن زيارته إلى الجزائر تهدف إلى مد وتوسيع أرضية التعاون الاقتصادي الثنائي «الذي يبقى حتى الآن بعيدا عن تطلعات الحكومتين». كما تطرق المسؤلان خلال اللقاء إلى علاقات التعاون بين الجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، خصوصا في ميادين الاقتصاد والصناعة، مشددين على تطويرها. وعكف الطرفان أيضا على بحث ودراسة سبل ووسائل استغلال فرص التعاون الهامة المتاحة بين البلدين. قبل أن يتفق الطرفان على تنظيم عما قريب زيارة عمل لبعثة اقتصادية كونغولية إلى الجزائر لدراسة فرص الشراكة بين البلدين ووسائل تحقيقها في الميدان. وكان الضيف الكونغولي الذي يزور الجزائر بدعوة من الوزير مساهل، قد صرح أول أمس، عقب محادثاته مع رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه على البلدين العمل على إقامة علاقات «مستدامة ووثيقة»، مؤكدا «أن لهما وزن في القارة الإفريقية». وأضاف السيد ليونارد شي أوكيتوندو، أن «زيارته للجزائر تأتي لتدفئة العلاقات بين البلدين»، موضحا أنه «من أجل تجسيد هذا العزم «قررنا إنشاء لجنة مختلطة كبيرة في ميادين واسعة جدا» . وقال إن هذه اللجنة ستسمح «فعلا» بتجسيد إرادة التعاون بين البلدين، فضلا عن وضع إطار تشاور منتظم من أجل انسجام وجهات النّظر على الصعيد الدولي، ليستطرد «اغتنم هذه الفرصة لنقل التحيات الأخوية من رئيس جمهورية كونغو الديموقراطية، جوزيف كابيلا، إلى نظيره الجزائري الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عبر السيد مساهل». من جهته أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن المحادثات تركزت بالخصوص على «الإرادة المشتركة» للبلدين في توطيد علاقاتهما الثنائية، مضيفا أن الجزائروالكونغو اتفقا على التوقيع على اتفاقين متعلقين باستحداث لجنة مختلطة و وضع آلية للتشاور السياسي. وأوضح وزير الشؤون الخارجية، أن الأمر يتعلق بأداتين «ذات أهمية قصوى» في إطار تعزيز التعاون الذي «نريده أولا بين بلدين إفريقيين، وكذا تعاونا يسمح بتوطيد علاقاتنا»، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين جيّدة على المستوى السياسي، إذ يتم التشاور حول كافة المسائل على المستوى الإفريقي وأيضا على مستوى الأممالمتحدة. كما ذكر السيد مساهل، أن البلدين يزخران بطاقات اقتصادية، مضيفا «إننا في منطق التعاون الإفريقي الذي نود تطويره وليس هناك أفضل من مثال الشراكة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية والجزائر». وقال وزير الخارجية إن المحادثات سمحت «بتبادل واسع لوجهات النّظر حول المسائل التي تستوقفنا في إفريقيا الجنوبية، لاسيما الوضع في إفريقيا الوسطى أو في منطقتنا خاصة الصحراء الغربية ومالي وليبيا ومحاربة الإرهاب أو ظاهرة الهجرة غير الشرعية» .