أكد المشاركون في ختام المؤتمر الدولي الأول الذي احتضنته على مدار يومين، جامعة "العربي التبسي" حول ظاهرة "العنف في الوسط المدرسي والجامعي"، على ضرورة إرساء ثقافة المواطنة المدرسية والجامعية للحد من هذه الآفة الاجتماعية. دعا المتدخلون في هذا اللقاء الذي جرت أشغاله بقاعة المحاضرات "مالك بن نبي"، إلى وجوب تفعيل دور كل الأطراف والشركاء الفاعلين من أساتذة وتلاميذ وطلبة وأطقم إدارية وتربوية، للحد من مظاهر العنف التي انتشرت في الوسطين المدرسي والجامعي. أكد رئيس المؤتمر الأستاذ سلطان بلغيث، من جامعة تبسة، أن الوقت حان لاقتراح حلول فعلية من أجل القضاء على هذه الظاهرة السلبية التي استفحلت في المجتمع الجزائري بشكل مخيف في مختلف المرافق العمومية، لاسيما المدرسة والجامعة. من جهته، اعتبر الدكتور منير طبي، من جامعة تبسة، أن العنف يولد داخل الأسرة بسبب ضعف ونقص التواصل الاجتماعي بين الأولياء والأطفال، مما يؤدي حسبه إلى ارتفاع معدل استخدام مختلف الوسائل الإعلامية التي تبث مضامين سلبية وعنيفة. بدوره الدكتور سالم بن محمد عبد المالك من جامعة ماليزيا، ألح في مداخلته على ضرورة إرساء ثقافة السلم والتسامح في الأوساط التربوية، معتبرا أنها تولد في العقول البشرية وتحتاج إلى إنماء وتطوير ونشرها للقضاء على العنف بمختلف أشكاله، الرمزي أو الجسدي أو اللفظي أو الجنسي. أما الأستاذ رؤوف نادي أبو عواد من جامعة فلسطين، فاقترح عدة حلول وقائية للقضاء على هذه الظاهرة الاجتماعية السلبية، كما قال، من خلال تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية ومعالجة المشاكل التي يواجهها الفرد في حياته اليومية بطرق سلمية، بعيدا عن كل مظاهر القلق والتخريب والانفعال المبالغ فيه، على حد تعبيره. بدوره، أبرز الدكتور عادل شريط، من جامعة أم البواقي، أهمية دور الرياضة في التقليل من حدة السلوك العدواني لدى الأطفال في مختلف مراحلهم العمرية، خاصة في الطور الابتدائي، داعيا إلى ضرورة تفعيل الرياضات المدرسية كحل أنجع للقضاء على العنف في الوسط المدرسي. اختتم هذا الملتقى الذي تميز بتقديم أزيد من 50 مداخلة في جلسات وورشات علمية، بتكريم المشاركين والمشرفين على هذه التظاهرة العلمية. ❊ق.م