اعتبر وزير المجاهدين الطيب زيتوني أمس، مظاهرات الثامن ماي 1945 "درسا من دروس الوطنية، التي أعطاها الشعب الجزائري، وهو يعبّر سلميا عن موقفه النبيل مؤمنا بقدره، ثابتا في مواقفه، متطلعا للحرية والاستقلال"، مذكرا بأنه خلال هذه الاحداث المأساوية "زُج بالكثير من المواطنين الأشراف في ظلمات السجون، وسيق بهم في ساحة الإعدام، وعذب كل مواطن غيور على وطنه حتى لفظ أنفاسه، هاتفا بالجزائر حرة مستقلة وقوله الله أكبر..". وأكد الوزير خلال إشرافه على الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى 73 لمجازر 08 ماي 1945 بقالمة، أن إحياء هذه الذكرى التاريخية يهدف إلى ترسيخ وتمجيد تضحيات الأبطال، مبرزا المجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة في إطار برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من أجل حماية ذاكرة الأمة. وعرفت الاحتفالات المخلدة لذكرى مجازر الثامن ماي بقالمة، تنظيم ملتقى وطني بجامعة 08 ماي 45 تحت عنوان "انتفاضة الحرية في الثامن ماي 45"، أشرف عليه وزير المجاهدين رفقة السلطات المحلية، فيما تم في اليوم الثاني من البرنامج الاحتفالي الذي انطلق أول أمس، الوقوف بالمعالم الشاهدة على هذه المجازر في عدة بلديات من الولاية، حيث أحصت قالمة 11 موقعا خاصا بها. وسجلت سقوط 18 ألف شهيد إبان تلك الأحداث الدامية. كما عرف برنامج الاحتفالات بقالمة تنظيم عدة نشاطات، منها زيارة وزير المجاهدين رفقة الوالي والأسرة الثورية والمجتمع المدني، المحجرة القديمة، وتنظيم مسيرة إلى غاية ساحة الثامن ماي 1945 بمدينة قالمة موقع سقوط أول شهيد في هذه المجازر. كما تضمّن البرنامج افتتاح الصالون الوطني للفنون التشكيلية في طبعته الثانية بدار الثقافة "عبد المجيد الشافعي"، بالإضافة إلى تنظيم أوبيرات بعنوان "مجازر 08 ماي 45.. ألم وأمل". وقال السيد زيتوني في تصريح للصحافة بمقر ولاية قالمة، إن مصالحه تعمل على دراسة ملف ضحايا مجازر 08 ماي 45 من الناحية الإدارية مع مختلف الأطراف المعنية والهيئات المرتبطة به، مؤكدا أن الملف موجود "بين أياد جزائرية محبة للجزائر"، ووزارته لديها بطاقية اعتراف وطنية بشهداء الثورة التحريرية ما بين 1954 و1962. كما ذكر في نفس السياق بأن التقادم لن يُسقط هذه الجرائم المرتكبة من قبل المستعمر الفرنسي في الجزائر، في حين رد على سؤال متعلق بجعل يوم 08 ماي عطلة مدفوعة الأجر، بقوله إن "الأمر غير وارد في الوقت الحالي".