أجمع المشاركون في ملتقى حول "المسرح الهاوي" الذي استضافه نهاية الأسبوع المنصرم المسرح الجهوي "صراط بومدين" بولاية سعيدة، على مدى تأثير السياق السياسي في العمل المسرحي خلال فترة السبعينيات. وأبرز المتدخلون من جامعيين ومسرحيين أهمية الحركة المسرحية في توجيه الجمهور خلال تلك الفترة، مقارنة بباقي الفترات من تاريخ الجزائر. من جهته، أوضح الكاتب والصحفي بوزيان بن عاشور من وهران في مداخلته حول "المسرح خلال فترة السبعينيات"، أن العمل المسرحي خلال السبعينيات كان متناسقا مع العمل السياسي بالنسبة لجميع الفرق المسرحية التي كانت تنشط. وأكد أن "تلك المرحلة التي كانت تتميّز بنمط اشتراكي في مختلف المجالات منها الاقتصادية والفلاحية والثقافية، جعلت مختلف الفرق المسرحية الناشطة تتأثر بالنزعة الاشتراكية والسياسية، وتوظفها في أعمالها المسرحية". ولفت المحاضر إلى أن المسرح "ليس قضية عمل جيد أو غير جيد وإنما هو وليد بيئته، حيث كان يعالج قضايا معاشة في تلك المرحلة، ويجسّدها في شكل عمل فني فوق الركح لتبليغ رسالة للجمهور". من جهته، اعتبر الأستاذ حاج ملياني من جامعة مستغانم في مداخلة بعنوان "اتحاد الفرق المسرحية الهاوية.. وهران 1973- 1976"، أنه لا يمكن أبدا وضع مقارنة بين الأعمال المسرحية التي كانت تنتج خلال السبعينيات، وتلك المقدمة في الوقت الراهن بالنظر إلى الخصائص السياسية والاجتماعية والثقافية المختلفة من فترة إلى أخرى. وأشار نفس المحاضر إلى إنشاء مركز أرشيف وطني خاص بالأعمال المسرحية بالاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة والرقمنة؛ حتى يسهل على الطلبة والأساتذة والباحثين في الفن المسرحي جمع أكبر قدر من المعلومات وتوظيفها في مختلف بحوثهم. وتم خلال هذا اللقاء العلمي المنظم من طرف المسرح الجهوي "صراط بومدين"، تنظيم معرض لصور فنانين مسرحيين قدماء من ولاية سعيدة، على غرار الوالي السابق مختار عثماني وعبد القادر واطو، إضافة إلى المخرج السينمائي المغترب بفرنسا بهلول عبد الكريم وغيرهم من نشطاء هذا الفن بالولاية. ❊ ح.بوبكر