حققت الجزائر انتصارا بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الأربعاء المنصرم، على لائحة تقدمت بها مناصفة مع تركيا بصفتها رئيسة المجموعة العربية بالأممالمتحدة، تدين من خلالها أعمال العنف التي ترتكبها إسرائيل بغزّة، فضلا عن تضمنها آلية للحماية الدولية للفلسطينيين، فيما دعا السفير الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة صبري بوقادوم، المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته كاملة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وتمكينه من إقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف. وأشادت وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» بجهود الجزائروتركيا في تحقيق انتصار حقيقي في منظمة الأممالمتحدة لفائدة الفلسطينيين، بعد أن تمت المصادقة على هذه اللائحة «والتمكن من إفشال التعديل الذي اقترحته الولاياتالمتحدة ضد حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» خلال جلسة التصويت». واعتمادا على النص الذي نشر على موقع الانترنت التابع للمنظمة الأممية، أوضحت ذات الوكالة الإعلامية أن هذه اللائحة نددت «باللجوء المفرط وغير المتكافئ والأعمى للقوة من قبل الإسرائيليين»، ضد الفلسطينيين وبشكل خاص في قطاع غزّة. وشجب النص الذي صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة حسب المصدر «استعمال الرصاص الحقيقي ضد المتظاهرين المدنيين بما فيهم الأطفال وكذا ضد الطواقم الطبية والصحفيين». كما طلبت الوثيقة من «إسرائيل التوقف عن مثل هذه الأعمال والامتثال لمعاهدة جنيف الرابعة المؤرخة في 12 أوت 1949 والمتعلقة بحماية الأشخاص المدنيين في أوقات الحرب». وحسب نص الوثيقة فإن الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة مطالب بتقديم اقتراحات حول سبل ضمان أمن وحماية وسلامة السكان المدنيين الفلسطينيين الموجودين تحت الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما توصيات متعلقة بآلية حماية دولية. كما أشار المصدر إلى أن التعديل الذي قدمته سفيرة الولاياتالمتحدة نيكي هايلي، والتي أشارت بوضوح إلى حركة «حماس» بأنها المسؤولة عن عدم الاستقرار في قطاع غزّة لم تأخذه الجمعية العامة الأممية بعين الاعتبار، حيث أوضحت في هذا الإطار بأن «الصيغة النهائية لمشروع اللائحة التي عرضت للتصويت لا تشير بتاتا إلى حركة حماس»، مؤكدة في المقابل بأن «اللائحة تدعو إلى فتح مفاوضات جديدة من أجل إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قصد التوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم يقوم على الأمل في إقامة منطقة تعيش فيها دولتين ديمقراطيتين، هما إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها». وصادقت 120 دولة على اللائحة واعترضت عليها 8 دول هي استرالياوالولاياتالمتحدة وجزر مارشال وجزر سليمان وإسرائيل وميكرونيزيا وجمهورية ناورو والطوغو، فيما امتنعت 45 دولة عن التصويت. بوقادوم: إسرائيل ألحقت الأذى بالمدنيين الفلسطينيين بشكل ممنهج بالمناسبة أشار السفير الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة، صبري بوقادوم، إلى أن المشروع يدعو إلى ضرورة اتخاذ الخطوات المناسبة لضمان سلامة ورفاه المدنيين وضمان حمايتهم، علاوة على مساءلة المسؤولين عن جميع الانتهاكات، مع شجب أي عمل يمكن أن يثير العنف ويعرض أرواح المدنيين للخطر. وأضاف بأن مشروع القرار يدعو أيضا إلى اتخاذ خطوات فورية من أجل إنهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ 11 عاما على قطاع غزّة، ليتم السماح بتدفق المساعدات الإنسانية وضمان حرية التنقل والحركة، فضلا عن مطالبة الأمين العام ببحث الوضع الراهن في الأرض الفلسطينية المحتلّة مع تقديم تقرير خطي في أقرب وقت ممكن، وفي موعد لا يتجاوز 60 يوما من تبنّي هذا القرار. كما أوضح السيد بوقادوم، في بيان مجموعة الدول العربية ألقاه خلال جلسة الجمعية العامة الاستثنائية الطارئة حول حماية المدنيين الفلسطينيين، باعتبار الجزائر رئيسة المجموعة لشهر جوان، أنه «أمام هذه التطورات الأخيرة وأمام عجز مجلس الأمن في الاضطلاع بمسؤولياته، فإن المجتمع الدولي مطالب بأن يتحمل مسؤولياته كاملة وأن يضاعف جهوده من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني ومواصلة جهوده الرامية إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط، على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية» . وأضاف السيد بوقادوم، أن «إسرائيل لم تتخل فقط عن مسؤولياتها وواجباتها كسلطة قائمة بالاحتلال وفقا للقانون الدولي فقط، بل قامت بشكل ممنهج بانتهاك هذه الواجبات وإلحاق الأذى بشكل متعمد معترف به بالمدنيين الفلسطينيين واستهدافهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وأسسه». وشدد الدبلوماسي الجزائري على أن التجاوزات الإسرائيلية «تستدعي أن يقوم المجتمع الدولي بالوفاء بواجباته وتعهداته بتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال»، مشيرا إلى أن «مشروع القرار الذي نصوّت عليه ما هو إلا قيام المجتمع الدولي بمسؤوليته نحو توفير الحماية للمدنيين في زمن النزاع المسلّح». كما استعرض السيد بوقادوم، التجاوزات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين أمام رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالاستناد على الأرقام المروعة وعدد الموتى والضحايا «جراء المواجهة بالحديد والنار للمظاهرات السلمية، التي لم ينج منها حتى الأطفال والنساء، بل تعداه إلى الممرضين والعمال الإنسانيين، كما كان في حالة الممرضة المتطوعة رزان النجار»، مؤكدا بالمناسبة بأن «الصوت الفلسطيني لا يهتف إلا بالحق ولا يطمح إلا للحرية والاستقلال والعيش الكريم، ولا يطالب إلا بتنفيذ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي قمتم أنتم بإقرارها والإجماع عليها واعتمادها كحق طبيعي لكل البشر». ودعا السيد بوقادوم، في كلمته «جميع الدول المحبة للسلام والتي تريد السلام حقا»، إلى الوقوف بثبات من أجل سيادة القانون ودعم هذا المشروع والتصويت لصالحه ولصالح الحق وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع. م / خ - وا