أعلن مدير الري والموارد المائية لوهران، السيد جلول طرشون، أنّ الكمية المخصّصة للولاية من الماء الصالح للشرب، قد ارتفعت إلى حدود 470 ألف متر مكعب يوميا، في وقت تقدّمت فيه المديرية بطلب اعتماد مشروع صيانة القنوات السفلى للمدينة والتي قدّر غلافها المالي ب60 مليار سنتيم لتجنّب انهيار عدة مناطق بوسط المدينة والتي تمر أسفلها القنوات الضخمة. أكد مدير الري، السيد طرشون، في تصريح ل"المساء" أنّ الكمية المخصّصة لسكان وهران من ماء الشرب قد ارتفعت خلال الصائفة الجارية إلى نحو 470 ألف متر مكعب، بمعدل زيادة فاق 120 ألف متر مكعب يوميا، تضاف إليها الكميات المخصّصة للمناطق الصناعية، خاصة منطقتي أرزيو وبطيوة بعد استكمال نشاط محطة تحلية مياه البحر بالمقطع، وأكّد مدير الري أنّه وضمن مساعي المديرية لضمان التزوّد اليومي بالماء، قامت برفع حصة بلديات دائرة عين الترك التي تنتشر بها شواطئ الولاية، والتي تعدّ من بين أكبر المناطق استقطابا للمصطافين من خلال رفع الكمية إلى 33 ألف متر مكعب يوميا بعد أن كانت حصة الدائرة تقدّر ب20 ألف متر مكعب يوميا. كما كشف مدير الري عن إطلاق مشروع لإعادة صيانة وترميم محطتي تحلية مياه البحر، بكلّ من منطقتي الكثبان وبوسفر وهما المحطتان اللتان ستنتجان 10 آلاف متر مكعب يوميا لتضاف للكمية الحالية للتكفل بباقي المناطق، وأوضح المتحدّث أنّ أكثر من 90 بالمائة من سكان وهران يتزودون بالمياه بصفة يومية في انتظار استكمال مشروع توصيل المياه نحو منطقة وادي تليلات التي تعاني حاليا من نقص في التزود بسبب عدم قدرة الخزانات الحالية على التكفل بمتطلبات السكان على ضوء عمليات الترحيل التي تمت، ووجّه سكانها لمنطقة وادي تليلات، حيث سيتم تحويل كمية من مياه محطة تحلية مياه البحر بالمقطع نحو منطقة وادي تليلات وهو المشروع الذي سيكتمل قبل نهاية السنة للقضاء على المشكل نهائيا، حسب تأكيد نفس المصدر. وعن قدرة التخزين بالولاية، والتي تبقى ضمن خطة المديرية بتوفير المياه في حالة وقوع مشاكل الندرة، كشف مدير الري أنّ قدرة التخزين الحالية هامة وقادرة على تجنيب الولاية مشاكل التزود بالماء، وتبلغ حاليا 716 ألف متر مكعب موزّعة على 81 خزانا، فيما سيتم استلام خزان جديد بقدرة استيعاب تقدر ب15 ألف متر مكعب بمنطقة وادي تليلات إلى جانب خزان بسعة 250 ألف متر مكعب بمنطقة عين البيضاء و300 ألف لتر أخرى من خزان منطقة بلقايد. وفيما يتعلق بملف تدفق وادي الروينة وتصاعد المياه للسطح بسبب قدم قنوات تمرير مياه الأمطار الباطنية، أكّد مدير الري أنّ دراسة تقنية شاملة قامت بها المديرية، انتهت وسلّمت للوزارة الوصية للحصول على اعتماد مالي ضخم قدّر ب60 مليار سنتيم لترميم حوالي 80 كلم من القنوات الباطنية المتضررة، بعد أن تمكّنت المديرية في وقت سابق من ترميم 10 كلم من القنوات الأرضية وهو مشروع ضخم وهام بالنسبة لمدينة وهران التي تعاني من ظاهرة تصاعد المياه نتيجة قدم القنوات الناقلة للمياه. وبخصوص تواصل ظاهرة صرف المياه القذرة بالساحل، رغم المشاريع الكبرى التي أطلقتها الولاية، أعلن مدير الري عن التخلص من كلّ المصبات الكبيرة عبر شواطئ الولاية، فيما تبقى بعض الجيوب متواصلة ولا تشكّل خطرا بيئيا، حيث سيتم إعادة ربطها بمحطة تصفية المياه القذرة التي يتم إنجازها حاليا من طرف الديوان الوطني للتطهير، وسيتم القضاء نهائيا على ما تبقى من جيوب بدخول المحطة حيز الخدمة نهاية السنة، وأضاف المدير أنّ أهم نقطة سوداء لا زالت مطروحة تتعلق بمصب منطقة الجوف الأبيض داخل ميناء وهران، التي توجه المياه القذرة الخاصة بالمنطقة السفلى لوهران باتجاه الميناء ومنه نحو الساحل، وقد تم إنجاز بطاقة تقنية لإنجاز محطة ضخ ستربط بمحطة الكرمة، ستكون قادرة على ضخ 40 ألف متر مكعب من المياه القذرة باتجاه محطة الكرمة. وأكّد السيد طرشون أنّ المديرية ومن خلال سلسلة برامج التنمية المحلية تسعى إلى التقليص من حجم الاعتماد على الولايات المجاورة بدعم مشاريع تحلية مياه البحر والاعتماد على مشروع "الماو" الذي دخل الخدمة، فضلا عن انتظار استلام سلسلة مشاريع خاصة بالسدود الصغيرة والحواجز المائية في ظل حاجة الولاية إلى 45 مليون متر مكعب سنويا من مياه الشرب. وأضاف المدير أنّ الولاية تتوفّر اليوم على 37 حاجزا مائيا و27 بئرا كبيرا مخصصة للمستهلكين، فيما تمّ تخصيص 675 حاجزا مائيا و2133 بئرا لصالح الفلاحين، مؤكّدا أنّ الولاية تمكّنت من الاستفادة من 22 مليون متر مكعب من المياه الجوفية، في وقت تمت فيه الموافقة على الترخيص لحفر 594 بئرا. ❊ رضوان. ق