يعد قطاع الموارد المائية بولاية سطيف، من القطاعات التي أولت لها السلطات المحلية اهتماما بالغا، لما له من انعكاسات على يوميات المواطنين، لاسيما بالمناطق النائية التي عانى سكانها طيلة عقود من الزمن، مشاكل جمة في التزود بالماء الصالح للشرب والسقي على حد سواء، حيث شهد القطاع في الآونة الأخيرة تحسنا كبيرا بعدما تدعم بعدد من المشاريع الجديدة، كان لها الأثر البالغ في إيصال هذه المادة الحيوية إلى أكبر نسبة من السكان عبر إقليم تراب الولاية، وخلف ارتياحا كبيرا لدى المواطنين. يرتقب أن يتدعم قطاع الموارد المائية بولاية سطيف قريبا، بمنشآت جديدة عملاقة، من شأنها تخفيف المعاناة مع هذه المادة الحيوية التي لازمت سكان العديد من المناطق طيلة العشريتين الأخيرتين. فحسب القائمين على هذا القطاع، سيتم استلام سدين كبيرين يدخلان ضمن برنامج التحويلات الكبرى، ستجعل القطاع في أريحية تامة، مع تطليق أزمة العطش نهائيا، خاصة بعد ربط البلديات الشمالية بسد عين زادة الذي سيضمن تزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب على مدار أربعة وعشرين ساعة، بالتالي القضاء على الانقطاع المستمر للمياه بشكل نهائي. بالرغم من المشاريع الثانوية التي استفادت منها بلدية بوقاعة في المنطقة الشمالية للولاية، بأغلفة مالية فاقت 20 مليار سنتيم، ومشاريع المنطقة الجنوبية، إلا أن المسؤولين بهذه الولاية تنصبّ رهاناتهم على مشروع التحويلات الكبرى، الذي يدخل بعد أيام حيز الخدمة بتحويل حجم مائي قدره 313 مليون متر مكعب إلى ولاية سطيف، انطلاقا من سدي إيراقن وإيغيل المتواجدين بكل من ولايتي جيجلوبجاية، المستعملان حاليا في إنتاج الطاقة الكهربائية. سيسمح المشروعان بمواكبة التطورات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة، وتحسين ظروف المواطنين المعيشية من جهة، من خلال تزويدهم المستمر بالماء الصالح للشرب دون انقطاع، بالإضافة إلى مساهمته في دعم الفلاحة، حيث سيساهم في سقي ما يزيد عن 36 ألف هكتار من الأراضي الزراعية بالمنطقة. حسب مسؤولي القطاع، فإن قنوات التحويل التي استعملت لإيصال المياه المراد تحويلها، تمتد على طول 60 كلم بقطر 1800 ملم من الفولاذ الصلب، وهو المشروع الذي ساهم في تدعيم التزود بالمياه الصالحة للشرب ل16 تجمعا سكانيا بكل من بلديات عين الكبيرة والدهامشة وبني عزيز وبئر العرش والبلاعة والعلمة وبازر سكرة وبني فودة وتاشودة وعين السبت ومعاوية وجميلة والقلتة الزرقاء وأولاد عدوان وسرج الغول وبابور، إذ سيطلق عدد من سكان قراها الطرق البدائية المستعملة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى سقي ما يربو عن عشرين ألف هكتار من الأراضي الزراعية بالمناطق المذكورة. بخصوص التحويل الغربي من سد إغيل بولاية بجاية إلى سد الموان في سطيف، بسعة تزيد عن 148 مليون متر مكعب، سيساهم في تزويد عدة بلديات وتجمعات سكانية بمياه الشرب في ولاية سطيف وبلديات عين عباسة وقجال وأولاد عدوان وعين أرنات وعموشة وعين ولمان ومزلوق وأوريسيا وتيزي نبشار وأولاد صابر وقلال وقصر الأبطال، بالإضافة إلى ربط البلديات الشمالية بسد عين زادة، على غرار ماوكلان وتالة ايفاسن وبوعنداس وبوقاعة، في حين تم ربط بلديات دائرتي بني ورتيلان وقنزات بالجهة الغربية بسد تيشي حاف. ❊منصور حليتيم