عادت الحياة الثقافية سهرة أول أمس، إلى مدينة مليانة بولاية عين الدفلى، بعد جفاف دام 14 عاما، من خلال افتتاح ليالي مليانة الأندلسية، المنظمة من قبل الجمعية الزيرية، واستقبلته ثانوية محمد عبده، ونشط الحفل الافتتاحي الجمعية الراشدية لمدينة شرشال، والفنان فريد خوجة من مدينة البليدة، وقبله كانت فرقة الزرنة رزق الله التي فتحت شهية الحضور للاستمتاع بالسهرة الأندلسية. يقول يوسف عزايزية رئيس الجمعية الزيرية، إن التظاهرة توقفت في 2004، بعد تنظيم خمس دورات سابقة، ويعود السبب في ذلك إلى تهاون السلطات المحلية السابقة في تبني هذا الحدث الفني الذي يبهج المدينة مرة في السنة. ويضيف عزايزية أن هذه السلطات ليست لديها أي معرفة ثقافية، مشيرا إلى أن رئيس البلدية الحالي والمنتخبين الجدد للمجلس البلدي دبّوا حركة أخرى في حياة المليانيين. ويكشف المتحدث أنه بعد الأيام التي كانت تنظم سابقا، تحولت إلى تظاهرة تسمى ب«ليالي مليانة الأندلسية" والتي تتواصل دورتها الأولى إلى غاية 16 جويلية الجاري، وفي كل سهرة تفتتح فرقة الزرنة، ذلك أن الأغنية الأندلسية بدأت من هذا اللون، وتليه فرقة فنية أندلسية وتختتم السهرة بأداء منفرد لأحد الفنانين المدعوين. وأكد المتحدث أنه تلقى وعودا من وزارة الثقافة لتبني مشروع تسجيل النوبة الأندلسية، لكن وعد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بقي مجرد كلام ولم ير النور بعد. في سهرة كانت أشبه بعرس عائلي، اجتمعت العائلة المليانية في فضاء رحب ليشنفوا مسامعهم بالفن الأصيل، حيث تحوي هذه المدينة على مدرستين في الطرب الأندلسي هما اليوسفية والزيرية، وتضم سبع فرق للزرنة. وأحيت الجمعية الراشيدية حفل الافتتاح بقيادة كمال سباغ من مدينة شرشال، وخاضت الفرقة في طبع المزموم، بانقلاب مزموم (صبري قليل)، ثم بطايحي مزموم (افناني هذا الحب وجدا)، وبعده درج رصد (ما للغمام يبكي)، انصراف مزموم (فارقوني). ثم عادت الفرقة إلى طبع رصد بانصراف (بحق خدك وخانك)، ثم حوزي (ما صبرني للتيهان) و(سير يا ناكر لحسان)، ثم عروبي (مكاشي عشيق) وخلاص (واحد الغزيل) وختموا بدليدلة مزموم. في القسم الثاني، أدوا انقلاب عراق عروبي (حسبك يا ولد الطير) ثم عروبي (مني باس يا راعي لحباب) وخلاص في رمل مايا (حرمت بك نعاسي) و(يا الساقي). وختم السهرة أصيل مدينة البليدة الفنان فريد خوجة الذي يحل أول مرة بمليانة، والذي عبّر عن سعادته بتواجده بهذه المدينة المضيافة، مليانة ويكن لجمهورها كل الامتنان والتقدير، وقدم مقتطفات من النغم الأندلسي وكذا الأنماط المجاورة لها كالعروبي والحوزي، بالإضافة إلى وصلات من الطرب الأندلسي من طبع رمل مايا، بالإضافة إلى الغريب والسيحيلي.