يعيش أزيد من 30 ألف نسمة بمقر دائرة حمادية، الواقعة على بعد 57 كلم شرق ولاية تيارت، في الآونة الأخيرة، أزمة حقيقية في التزود بالمياه الصالحة للشرب، بسبب قلة الموارد ونفاذ مخزون الآبار التي كانت تزود الدائرة سابقا، بسبب الاستعمالات الكثيرة والمكثفة للعديد من الفلاحين الذين قاموا بحفر العديد من الآبار، مما ساهم في تقليص كميات المياه الموجهة للاستهلاك. جعلت هذه الوضعية سكان مقر دائرة حمادية يعانون مشاكل كبيرة ولا منتاهية، للحصول على بعض الكميات بهدف سد الرمق وقضاء بعض المصالح الخدماتية المعتادة، فيما اعتمدت مصالح مديرية الموارد المائية والبلدية في هذا الشأن، برنامج تزود سكان الأحياء عن طريق الصهاريج، إذ أكد مدير الموارد المائية لولاية تيارت بخصوص مشكل نقص المياه الصالحة للشرب بدائرة حمادية، أن مصالحه بالتنسيق مع الولاية وبصفة استعجالية، قامت بتسريح غلاف مالي قدر ب500 مليون سنتيم، لحفر بئر عميق، والأشغال انطلقت بإشراف البلدية، من خلاله سيتم تزويد السكان وفق برنامج خاص بسعة 6 ليترات في الثانية، مع إضافة مبلغ مليار و200 مليون سنتيم لوضع الأنابيب وإيصال المياه إلى الخزان، على أن يتم الانتهاء من الأشغال خلال الأيام القليلة المقبلة، حسب مدير الموارد المائية للولاية، الذي أكد أن العديد من الآبار التي تم حفرها مؤخرا، من قبل بعض الفلاحين، ساهمت بشكل أو بآخر في نفاذ منسوب المياه الموجهة للاستهلاك، خاصة أن دائرة حمادية ببلديتها تقع بمحاذاة عشرات الهكتارات من الأراضي الفلاحية، التي سلمت في إطار الاستثمار الفلاحي والزراعي، وهو ما يتطلب في حد ذاته كميات كبيرة من المياه للسقي وما يترتب عن ذلك. مؤكدا في سياق آخر، أن سكان حمادية سيتم تزويدهم وفق برنامج الصهاريج، ريثما سيتم إيصال المياه من البئر الجديد الذي تجري به الأشغال حاليا، في حين أن دائرة حمادية بموقعها غير البعيد عن جزء من حوض وادي طويل، بإمكانها القضاء على مشكلة المياه الصالحة للشرب، من خلال برمجة مشروع إيصال المياه الجوفية التي تقدر بملايين الأمتار المكعبة المتواجدة على ضفاف وادي طويل، كالرشايقة، قصر الشلالة، سرقين، غير المستغلة بالكمية المطلوبة، والتي بإمكانها القضاء نهائيا على مشكل الندرة والتزود بالمياه الصالحة للشرب لكل المناطق الجنوبية الشرقية وأجزاء من ولاية تيسمسيلت الحدودية.