اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو أمس، نظيره الكولومبي خوان مانويل سانتوس، بتدبير محاولة لاغتياله بواسطة طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات، عندما كان يشرف على استعراض عسكري في قلب العاصمة كاراكاس. وأكد الرئيس مادورو في تدخل على التلفزيون الرسمي لبلاده يقول: "لقد حاولوا اغتيالي اليوم"، مؤكدا أن "جهازا طائرا انفجر عندما كنت ألقي خطابا أثناء استعراض عسكري". وأضاف أن مخططي وممولي هذه العملية جهات مقيمة بالولايات المتحدةالأمريكية وبصفة خاصة في ولاية فلوريدا، معبّرا عن أمله أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "بمحاربة المجموعات الإرهابية". وكانت السلطات الفنزويلية نظمت استعراضا عسكريا ضخما في العاصمة كاراكاس بمناسبة الذكرى الأولى لتنصيب المجلس التأسيسي، الذي سمح لها ببسط سلطاتها على هذه الهيئة التشريعية وتحييد أحزاب المعارضة الأخرى المحسوبة على التيار الليبرالي. وقال وزير الاتصال خورخي رودريغيز إن "الرئيس مادورو نجا من محاولة اغتيال نُفذت ضده بواسطة طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات". وأكد أن "شحنة أولى انفجرت على مقربة من المنصة الرئاسية قبل أن تنفجر شحنات أخرى في عدة أماكن وسط الاستعراض العسكري". ولم يتوان الرئيس لحظة في اتهام الرئيس الكولومبي، وقال: "ليس لدي أي شك في أن اسم خوان مانويل سانتوس وراء هذه العملية"، متوعدا بعقاب قاس ضد منفذيه وقال: "إننا لن نتسامح أبدا معهم". وهو الاتهام الذي سارعت السلطات الكولومبية إلى نفيه في حينه، وأكدت أنه "مجرد هراء". وقال مصدر حكومي في العاصمة الكولومبية بوغوتا، إنها "اتهامات غير مؤسسة، والرئيس سانتوس ليس من عادته التخطيط لانقلابات ضد حكومات أجنبية". وجاء اتهام مادورو لنظام الرئيس خوان مانويل سانتوس رغم أن تنظيما غير معروف يطلق على نفسه اسم "الحركة الوطنية للجنود ذوي القمصان"، أكد مسؤوليته عن هذا الهجوم؛ بقناعة أنه "لم يعد يحتمل تجويع السكان، وحرمان المرضى من الأدوية، والعملة الفنزويلية من الانهيار، والنظام التعليمي من الفشل". ونفت الإدارة الأمريكية من جهتها، كل دور لها في محاولة الاغتيال الفاشلة. ونفى جون بولتن مستشار الرئيس دونالد ترامب للقضايا الأمنية بشكل قطعي، أي دور لحكومة بلاده في هذه المحاولة. وأظهرت صور بثها التلفزيون الفنزويلي، الرئيس مادورو وقد اضطر لقطع خطابه وبقي ينظر باتجاه السماء لحظة وقوع الانفجار الأول، قبل أن يدوي انفجار ثان؛ مما اضطر حرسه الشخصي إلى حمايته ودفعه إلى الخلف لتفادي تعرضه لأي مكروه. وتعيش فنزويلا أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة بعد تدني قيمة العملة وارتفاع نسبة التضخم وانكماش اقتصاد البلاد؛ مما أدى إلى ندرة كل المواد الغذائية والأدوية وتدني الخدمات المختلفة بما أصبح ينذر بانفجار وشيك للوضع. وأثارت محاولة الاغتيال ردود فعل دولية مستنكرة خاصة من دول أمريكا اللاتينية لما أسمته ب "الأعمال الإرهابية" التي تهدد أمن واستقرار فنزويلا، وأعلنت وقوفها إلى جانب السلطات الرسمية في كاراكاس.