حث وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزغي، أمس، مهنيي قطاع الدواجن على الإسراع في تنظيم اجتماعات المجالس الولائية متعددة المهن لضمان التأطير المحكم لهذه الشعبة وحل كل المشاكل المحلية، مشيرا إلى أن إنتاج اللحوم البيضاء بلغ السنة الفارطة، 5,3 مليون قنطار بمعدل نمو قدر ب153 بالمائة، في حين بلغت قيمة إنتاج الشعبة 155,5 مليار دينار وهي أرقام مشجعة حسبه "إلا أن تعزيزها يحتاج إلى ضبط نشاط مربي الدواجن للتحكم في تموين السوق وعصرنة سلسلة الإنتاج". وربط وزير الفلاحة، خلال إشرافه على افتتاح أول اجتماع لأعضاء المجلس الوطني متعدد المهن لفرع الدواجن، ربح معركة الأمن الغذائي برفع العرض الفلاحي الوطني بشكل محسوس لضمان تلبية طلبات السوق الوطنية دون اللجوء إلى الاستيراد، معتبرا ذلك "رهانا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عصرنة وتعزيز المنظومة الإنتاجية، مع الرفع من كفاءات المهنيين وتعزيز قدرات التحويل والحفظ والتخزين لضبط المنتجات والتحكم في تقلبات الأسعار خاصة في فترات الراحة الموسمية". وعن الجهود المبذولة لضبط وتنويع الإنتاج الفلاحي أشار الوزير، إلى تنصيب 14 مجلسا وطنيا متعدد المهن لشعب فلاحية إستراتيجية على غرار اللحوم الحمراء والبيضاء، القمح والحبوب الجافة، البطاطا وكذا الحليب، وذلك تنفيذا لتوصيات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي دعا خلال الرسالة التي بعثها للمشاركين في الجلسات الوطنية للفلاحة، إلى "ضرورة الاهتمام بتأطير وهيكلة كل الغرف المهنية لترقية الاقتصاد الفلاحي الذي يعاني من ضعف في الهيكلة جعله فريسة للمضاربة". وحث وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري أمس، مهنيي شعبة الدواجن على ضرورة تكثيف التشاور وتنسيق العمل فيما بينهم لتحديد المتطلبات والاحتياجات والسهر على تهيئة الظروف المواتية لبلوغ النجاعة الاقتصادية، مشيرا إلى أن الوزارة تنتظر من المجالس المهنية المنصبة تنظيم نشاط كل المهنيين من فلاحين ومحولين صناعيين، مع تحسين معارفهم و مهاراتهم لدعم الشعب تقنيا، والانخراط في نظام محكم لضبط السوق من خلال التموين المستمر بمختلف أنواع الخضر والفواكه و اللحوم، مع تحسين ظروف الإنتاج من خلال توفير كل المدخلات وتقريب المهنيين من البنوك والمؤسسات التأمينية، بالإضافة إلى تحسين الفعالية التقنية والاقتصادية لمختلف حلقات الإنتاج عبر التحكم في التكاليف وعقلنة استعمال وسائل الإنتاج. وبعد أن ذكر بأن نشاط تربية الدواجن وإنتاج اللحوم البيضاء يغلب عليه القطاع الخاص بنسبة 90 بالمائة، أشار بوعزغي، إلى أن الثروة الوطنية من الدواجن تناهز اليوم 240 مليون وحدة من الدجاج والديك الرومي، وهو ما سمح برفع إنتاج اللحوم البيضاء إلى 5,3 مليون قنطار خلال السنة الماضية، مقابل 2,092 مليون قنطار سنة 2009 ما يمثل معدل نمو ب153 بالمائة. من جهته عرف إنتاج البيض نموا معتبرا، حيث ارتفع من 3,8 مليار وحدة سنة 2009 إلى 6,6 مليار وحدة السنة الماضية، وهو الإنتاج الذي سمح بتصدير جزء منه إلى الفيتنام وقطر والصين، بالإضافة إلى تصدير أرجل الدواجن ومستحضرات اللحوم البيضاء. وعن الأهمية الاقتصادية لشعبة تربية الدواجن أكد وزير الفلاحة، أن القيمة الإنتاجية للشعبة بلغت السنة الماضية، 155,5 مليار دينار بعد أن كانت لا تتعدى 54,8 مليار دينار سنة 2009، بمعدل نمو بلغ 184 بالمائة، مع العلم أن الشعبة توفر اليوم أزيد من 500 ألف منصب شغل في مجال واحد فقط يتعلق بتربية الدواجن. أما فيما يخص الواردات المتعلقة بالأعلاف وصغار الدواجن وبيض التفقيس فقد سجل الوزير، انخفاض فاتورة الواردات ما بين 2013 و2017 بنسبة 25 بالمائة، حيث تراجعت واردات الصوجا من 1,24 مليون طن إلى 1,16 مليون طن ومكملات الفيتامينات المعدنية من 0,04 مليون طن إلى 0,03 مليون طن، في حين تم خفض نسبة ورادات الصيصان ليوم الواحد إلى 4,8 مليار وحدة بعد أن كانت 6 ملايير وحدة، وصغار الديك الرومي إلى 3,3 مليون حدة بعد أن كانت 3,5 مليون سنة 2013 وبيض التفقيس إلى 4,2 مليون وحدة بعد أن كانت 4,9 مليون وحدة. قصد مرافقة المهنيين وحل مشاكلهم المهنية التي خلّفت اضطرابات في تموين السوق وارتفاعا في أسعار اللحوم البيضاء، ذكر الوزير بإصدار المرسوم التنفيذي رقم 18/212 في 15 أوت الفارط، والمتضمن الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة فيما يخص عمليات بيع الشعير والذرة والمواد الموجهة لتغذية الأنعام، الأمر الذي انعكس إيجابيا على الإنتاج الذي عرف وفرة في العرض واستقرارا في مستوى الإنتاج. دعوة لاستخلاف الذرة و الصوجا بأعلاف محلية ولضمان توفير أنواع جديدة من الأعلاف تكون أقل تكلفة من تلك المستوردة دعا بوعزغي، أعضاء المجلس إلى العمل على ترقية نشاط إنتاج الأعلاف الحيوانية، واستخلاف الذرة والصوجا بمنتوج الفصفاصة المجففة ومكعبات النخالة، وقمح العلف والشعير، مع إعداد برنامج مكثف للبحث والتطوير بالتنسيق مع المعاهد التقنية التابعة لوزارة الفلاحة والسهر على تحديث وعصرنة وسائل الإنتاج من خلال إنجاز وحدات حديثة للذبح تتماشى والمعايير الصحية العالمية، بالإضافة إلى تكييف نشاط وحدات إنتاج الأعلاف والمفارخ. كما حث الوزير، المهنيين على الانخراط في شكل تعاونيات فعّالة ومربحة لكل الأطراف مع فتح فضاءات مهنية مشتركة لضمان تنظيم نشاط الشعبة، وفتح باب الانخراط لكل الفاعلين لاستقطاب أكبر عدد من المربين الصغار الذين ينشطون في السوق الموازية ويمونون السوق بنسبة 70 بالمائة من اللحوم البيضاء.