يعيش العديد من أولياء تلاميذ الأحياء الجديدة بالعاصمة، على الأعصاب منذ الدخول المدرسي الحالي، بسبب الاكتظاظ الرهيب داخل الأقسام وغياب الأماكن لعدد آخر من المتمدرسين المرحلين في الآونة الأخيرة، حيث ناشد بعض الأولياء في حديث ل«المساء" الجهات الوصية على رأسها والي الجزائر عبد القادر زوخ، ومديريات التربية من أجل التدخل لإيجاد حل لمشكل الاكتظاظ الذي يعاني منه أبناءهم، وتقريب المؤسسات التربوية منهم كون ذلك يؤثر مباشرة على تحصيلهم الدراسي، خاصة الذين يكونون على موعد مع الامتحانات الرسمية نهاية السنة الدراسية. لم يتوان بعض أولياء تلاميذ الأحياء الجديدة في حديثهم ل«المساء" في التعبير عن قلقهم من الوضعية السيئة التي يدرس فيها أبناءهم داخل أقسام مكتظة عن آخرها، بينما لم تجد عائلات أخرى على غرار تلك التي تم ترحيلها في الأيام القليلة الماضية من القصبة إلى الدويرة، مكانا لأبنائها لحد الآن، الأمر الذي حوّل فرحة الحصول على سكن لائق من نعمة إلى نقمة مثلما ذكر بعضهم. متاعب وفرحة لم تكتمل بأحياء الرغاية ورغم تأكيد السلطات وعلى رأسها والي ولاية الجزائر، على أنّ الأحياء الجديدة تسلم بجميع المرافق الضرورية منها المؤسّسات التربوية، وتشديدهم على أن عهد إنجاز "الأحياء المراقد" قد ولى، إلاّ أنّ الواقع يثبت عكس ذلك، حيث لم تسلم العديد من المدارس التي يجري إنجازها لحد الآن وأخرى توجد في مراحلها الأولى، وهو ما أشار إليه بعض سكان حي "الشهيد محمد مختاري" المعروف ب«الترشي" بالرغاية، الذي يضم 700 سكن لكنه يبقى بدون مرافق ضرورية باستثناء مدرسة واحدة هي مدرسة "علي بن قوراري" الابتدائية، التي يعاني تلامذتها من الاكتظاظ داخل الأقسام، حيث يصل عددهم إلى 38 تلميذا في القسم، بينما يضطر المتمدرسون في المرحلتين المتوسطة والثانوية للتنقل إلى الأحياء البعيدة للتمدرس، ما يؤثر حسب أولياء بعضهم على تحصيلهم العلمي بالنظر إلى المتاعب التي يواجهونها في الذهاب والإياب. من جهتهم يشتكي سكان حي عميروش بنفس البلدية، الذي يضم أكثر من 800 سكن بصيغة الترقوي العمومي غياب المرافق التربوية التي توجد في طور الإنجاز ما يضطرهم للتنقل بعيدا عن الحي للدراسة في أقسام مكتظة مثلهم مثل المقيمين بحي 1500 سكن من صيغة الترقوي العمومي والاجتماعي التساهمي و5000 سكن بصيغة "عدل" الذين التحقوا بسكناتهم الجديدة دون أن تكتمل فرحتهم، نتيجة للمتاعب التي تلاحقهم كل دخول مدرسي، حيث لم يتم إنجاز مؤسسات تربوية قادرة على استيعاب العدد الكبير من التلاميذ، حيث توجد حسب بعضهم مدرسة واحدة في طور الإنجاز بعميروش، لتبقى باقي المؤسسات تضم 40 تلميذا في القسم في انتظار إنجاز واستلام مدارس أخرى، حيث أدى هذا المشكل إلى تردد بعض العائلات في الالتحاق بسكناتها الجديدة ومواصلة كراء شقق لتفادي مشاكل التمدرس. المشكل قائم رغم "الشاليهات" ونظام الدوامين من جهتهم دق أولياء تلاميذ الأحياء الجديدة منها 1000 و1040 سكنا بالدويرة (غرب العاصمة)، ناقوس الخطر الذي يهدّد أبناءهم نتيجة الاكتظاظ الرهيب داخل الأقسام، حيث استقبلت هذه البلدية آلاف العائلات في إطار عملية إعادة الإسكان التي تقوم بها ولاية الجزائر، آخرها كانت في بداية سبتمبر الجاري، التي تمّ خلالها ترحيل 18 عائلة كانت تقيم بسكنات هشة بشارع محمد مشري بالقصبة السفلى، بقرار استعجالي من والي العاصمة، غير أنّ ذلك لم يرافقه توفير أماكن لتمدرس التلاميذ الذين تم حشرهم داخل أقسام مكتظة، وبقاء آخرين بدون دراسة لحدّ الآن، مثلما أكّدته مديرة مؤسسة تربوية ل«المساء" وذلك في جميع مراحل التدريس، حيث انعكس الأمر سلبا على المؤسسات القديمة التي لم تعد تستوعب المزيد من المتمدرسين، الذين تجاوز عددهم 40 تلميذا في القسم، ما استدعى تغيير نظام التدريس من نظام الدوام الواحد إلى نظام الدوامين، وتحويل مدارس ابتدائية إلى ملحقات للمتوسط. 50 تلميذا في أقسام متوسطات الدويرة وفي هذا الصدد ذكر بعض أولياء تلاميذ متوسطة عبد القادر رمضاني، أنّ هذه المؤسسة تشهد اكتظاظا رهيبا تجاوز حدود المعقول، حيث تضم حاليا 1300 تلميذ، بينما قدرة استيعابها لا تتجاوز 800 تلميذ بمعدل 48 تلميذا في القسم، ما استدعى اتخاذ قرار نصب خمسة شاليهات لحلّ المشكل في أقرب وقت ممكن، من خلال تحويل أرضية الملعب إلى أقسام هي عبارة عن شاليهات لتوسعة متوسطة رمضاني، واستيعابها للعدد المتزايد من التلاميذ وتوفير ظروف مناسبة للتمدرس، خاصة بالنسبة لسنوات الرابعة الذين سيكونون على موعد مع امتحان هام في جوان القادم، وهذا في الوقت الذي لم يلتحق فيه تلاميذ الإدماج بمقاعد الدراسة وهو ما سيعمّق الأزمة بهذه المؤسّسة. كما تشهد متوسطة الإخوة مهدي نفس المشكل رغم تدعيمها بأقسام جاهزة "شالي"، بينما لم يجد عدد من الأولياء مكانا لتدريس أبنائهم بمتوسطة بن حايك بنفس البلدية، حيث يبقون في قائمة الانتظار إلى غاية إيجاد الجهات الوصية حل لذلك أو تحويلهم إلى مؤسسات أخرى، إن وجدت، كون تلاميذ الأحياء الجديدة تم تحويلهم إلى المؤسسات القريبة التي اكتظت عن آخرها وأصبحت الدراسة بها شبه مستحيلة. مقابل ذلك رفض أولياء تلاميذ متوسطة محمد بن حايك التي تضم 22 قاعة تدريس والتي لم تستوعب المتدفقين إليها من السكان الجدد، تدريس أبنائهم في الأقسام الجاهزة التي تم تركيبها كأقسام إضافية، وبشكل مؤقت ببعض المؤسسات التربوية على مستوى بلديتي الدويرة ودرارية، التي تعاني من مشكل الاكتظاظ نتيجة التدفق السكاني الذي شهدته البلديتان مؤخرا، وذلك بحجة نوعيتها الرديئة وخطورتها على سلامة أبنائهم بسبب عدم تثبيتها جيدا وتسرب مياه الأمطار داخلها، حيث لا تتوفر فيها الظروف المناسبة للتمدرس، حسبما ذكروا ل«المساء". الأولياء يشتكون وبن غبريت تعد بالحلول يذكر أنّ وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، كانت قد عاينت في 18 أوت الفارط، أربعة شاليهات بمتوسطة ةبن حايكة بالدويرة، شدّدت خلالها على ضرورة توفير الظروف الملائمة للتمدرس، لاسيما وأنّ الدولة سخّرت إمكانيات مادية معتبرة، مؤكّدة أنّ اللجوء إلى الأقسام الجاهزة يعدّ حلا مؤقتا واستثنائيا وذلك في انتظار إجراء عمليات توسعة للمؤسّسة التربوية التي تتوفّر على أرض محاذية لها على غرار متوسطة بن حايك، وطمأنت بن غبريط، أولياء التلاميذ بأنّ اللجوء إلى استغلال هذه الأقسام الجاهزة كان لضرورة قصوى جراء تسجيل توافد كبير للتلاميذ الجدد، والتدفق السكاني الذي شهدته بلديتا الدويرة والدرارية وبلديات أخرى على غرار الحراش وخرايسية، حيث أصبحت المؤسسات التربوية خاصة منها الابتدائيات والمتوسطات تدرّس ضعف عدد التلاميذ المحدد. من جهتهم ناشد بعض أعضاء المجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة، في تصريح ل«المساء" والي العاصمة والجهات الوصية على قطاع التربية من أجل التدخل السريع لاستدراك الأمور، وتوفير الظروف المناسبة لتمدرس التلاميذ بالأحياء الجديدة قبل الانطلاق الفعلي في عملية التدريس، لما لذلك من تأثير على مستوى التلاميذ ومستقبلهم الدراسي.